الصور الواردة بالمقال بعدسة : دكتورة العمارة / غادة الريس
كتابة ونشر مهندسة معمارية / عزة رضا أبو السعود
مراجعة مهندسة معمارية / وفاء أبو العطا

مقدمة

قصر الأمير محمد علي قصر بطابع معماري مميز تم إنشاءه عام 1901 حيث يضم طرز معمارية إسلامية متنوعة ما بين فاطمي ومملوكي وعثماني وأندلسي وفارسي وشامي .

فالزائر لهذا القصر (متحف حاليًا) يشعر باختلاف بينه وبين أي متحف آخر فهو من أهم المتاحف التي تمتلكها مصر لأنه يتفرد بمجموعة من عناصر الفنون الإسلامية المختلفة

وسوف نجيب في هذا المقال عن عدة تساؤلات:
ما هي مواصفات هذا هذا القصر؟
وما الذي جعله متفردًا ومميزًا عن باقي القصور والمتاحف؟
وما هي الطرز الإسلامية المستخدمة في هذا القصر؟
وما هي عناصره ومكوناته؟

وللتعرف اكثر على طرز العمارة الإسلامية شاهدوا هذا المقال أهم طرز العمارة الإسلامية(الأموي،العباسي،الفاطمى،الأيوبي ، المملوكي ،العثماني) – بـ عدسة معمارى (byarchlens.com)

ولمعرف مفردات الطراز الإسلامي شاهدوا هذا المقال العمارة الإسلامية تاريخ فريد ومفردات لن تندثر (2) – بـ عدسة معمارى (byarchlens.com)

معلومات عن القصر

الموقع: القاهرة ، مصر
المصمم: الأمير محمد علي توفيق
المساحة: 61711 متر مربع منها 5000 متر مربع للمباني
عام الإنشاء: 1901

معلومات عن منشئ ومصمم القصر

– هو الأمير محمد علي توفيق ابن الخديوي توفيق وُلد عام 9 نوفمبر 1875 حصل على الابتدائية من من المدرسة العليا بعابدين ثم في 1884 توجه لأوروبا والتحق بمدرسة هكسوس العليا بسويسرا ثم التحق بمدرسة ترزيانوم بالنمسا لتلقي العلوم العسكرية.

– عٌين وليًا للعهد ثلاث مرات ، وتوفي في 17 مارس 1954 في سويسرا ودفن في مدافن العائلة المالكة بالدراسة.

– اختار الأمير محمد علي بنفسه موقع الأرض التي أقيم عليها القصر وأنشأ في البداية سراي الإقامة ثم أكمل بعدها باقي السرايا وقام بوضع التصميمات لجميع العناصر المعمارية والزخرفية وأشرف على كل خطوات التنفيذ واستدل على ذلك من المقولة المحفورة على مدخل القصر ونصها .

«قصر محمد علي بالمنيل، أنشأ هذا القصر الأمير محمد علي نجل محمد توفيق إحياء للفنون الإسلامية وإجلالًا لها، ابتكر هندسة البناء وزخرفته الأمير وقام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي وتم ذلك عام 1348 من الهجرة»

– وأوصى الأمير أن يكون القصر بعد وفاته متحفاً يستمتع بجمال فنونه الزائرون

مكونات القصر

يحتوي القصر على ثلاث سرايات سراي الإقامة، وسراي الاستقبال، وسراي العرش، بالإضافة إلى المسجد، والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، وبرج الساعة كما يحتوي القصر على حديقة تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات

تصميم القصر

سراي الإقامة

هي أول السرايات التي تم إنشائها حيث كانت مقر إقامة الأمير وتتكون من طابقين وبها سلم داخلي دقيق الصنع .

الطابق الأول يضم بهو النافورة حجرة الحريم، الشكمة، حجرة المرايات، حجرة الصالون الأزرق، حجرة صالون الصدف، حجرة الطعام، حجرة المدفئة، ومكتب ومكتبة الأمير.

تختلف تصاميم الغرف في هذا القصر عن بعضها البعض وتتمايز المقتنيات بكل غرفة بين الأثاث والسجاد واللوحات والمجوهرات وتعتبر السراي متحفاً لأنواع البلاطات القيشاني التركي، وملحق بها برج يطل على أهم معالم القاهرة والجيزة.

سراي العرش

تتكون من طابقين الأول هو قاعة للعرش بها أثاث خشبي مذهب وبها صور كبيرة لبعض حكام مصر وكان الأمير يستقبل ضيوفه بها في المناسبات والأعياد

الطابق الثاني به قاعتين للجلسات الشتوية وحجرة مخصصة لمقنيات إلهامي باشا وهو جد الامير محمد علي لأمه  ويطلق عليها حجرة الأوبيسون لأن جميع جدرانها مغطاه بنسيج الأوبيسون الفرنسي

سراي الاستقبال

– كان الغرض منها استقبال الضيوف وكبار الشخصيات وتضم العديد من العناصر النادرة كبعض الأثاث والسجاد .

– وتتكون السراي من طابقين الأول يضم قاعة لمقابلة رجال الدولة وحجرة لاستقبال المصلين مع الأمير في مسجده في القصر وأهم ما يميز هذه الحجرة بالإضافة إلى زخارفها وجود خزانتين للكتب داخل الجدران بدلف مزخرفة.

أما الطابق الثاني يضم قاعتين صممت إحداهما على الطراز المغربي حيث كٌسيت بالمرايا والبلاط القيشاني والقاعة الأخرى صٌممت على الطراز الشامي يحيث تم إكساءها بأخشاب عليها زخارف هندسية ونباتية ملونة وآيات من القرآن الكريم و أبيات من الشعر.

المسجد

يعد قطعة معمارية مميزة على الطراز العثماني ويتكون من إيوانين وسقف الإيوان الشرقي على شكل قباب صغيرة من الزجاج الأصفر والإيوان الغربي مغطى بزخرفة شعاع الشمس.

للمسجد كتلة مدخل مستطيلة الشكل وتعلو سطحه كما أنها تبرز عن المبنى، وهي ذاخرة بأنواع كثيرة من الزخارف أبرزها وجود نصف قبة، وباب المسجد من الخشب المصفح بالنحاس المؤكسد ويعلو الباب البسملة وسورة الإخلاص نفذت بخط كوفي تتخلله رسوم أزهار.
أما سقف المسجد فيعد تحفة فريدة غير مكررة في أي أماكن أخرى فهو عبارة عن فتحات مغطاة بزجاج أصفر مصنوع على شكل قباب تسمح بمرور الضوء الطبيعي وكل قبة مع زخارفها تشبه أشعة الشمس وتفصل القباب وحدات بداخلها زخرفة «الأرابيسك»

أما المنبر والمحراب مصنوعان من الذهب وكسيت جدران المسجد ببلاطات القيشاني المزينة بالخط العربي.

للمسجد مدخل خاص للامير وضيوفه من داخل سراي الاستقبال

القاعة الذهبية

كانت تستخدم للاحتفالات الرسمية وكانت خالية من التحف ولكن رغم ذلك كانت تحفة معمارية مميزة حيث نقش على جدرانها وسقفها زخارف نباتية وهندسية مذهبة غاية في الدقة.

وسٌميت بالقاعة الذهبية بسبب تنفيذ بعض الزخارف في الجدران والسقف بالذهب على الطراز العثماني وكانت أعمدتها على شكل نخيل
ذو لمسة فرعونية

وأطلق عليها صالون الوصاية حيث شيدت لتليق باستقبال السلطان عبد الحميد الأول الذي حضر لتكريم إلهامي باشا (جد الأمير محمد علي )بعد انتصاره على الإمبراطورية الروسية في حرم القرم ونقلت هذه القاعة من قصر إلهامي باشا لقصر الأمير محمد علي

برج الساعة

يحتوي البرج على ساعة تشبه الساعة الموجودة بواجهة محطة مصر لكن مع اختلاف العقارب حيث تتميز عقارب ساعة القصر بأنها على شكل أفعى.

صُمم البرج على الطراز الأندلسي والمغربي للأبراج حيث كانت معدة للمراقبة وإرسال الرسائل بواسطة النار ليلاً والدخان نهاراً وأُلحق بها ساعة كبيرة.

متحف الصيد

أضيف للقصر في عام 1963 حيث تم تحويل ممر طويل بجانب السور الشمال لمتحف الصيد حيث يعرض به 1180 قطعة من الحيوانات والطيور والفراشات المحنطة من مقتنيات الصيد الخاصة بالملك فاروق والأمير محمد علي والأمير يوسف كمال بالإضافة إلى هياكل لجمل وحصان كانت توضع عليهما كسوة الكعبة أثناء رحلة السفر للسعودية أنذاك

الحديقة

مساحتها 34 ألف متر مربع وتضم العديد من النباتات والأشجار النادرة التي جمعها الأمير محمد علي من أنحاء العالم منها الصبار والتين الهندي والنخيل الملكي ذي الجذوع البيضاء والبامبو وشجر الفيكس وغيرها

السبيل

وهو يقع بين برج الساعة والمسجد ملاصقًا للسور الشمالي للقصر وقد عني الأمير بزخرفته، حيث توجد زخارف كتابية عبارة عن كلمة زمزم مكررة كذلك نقش اسمي محمد وعلي

المتحف الخاص

هو معرض لمجموعة نادرة من السجاد والمخطوطات العربية النادرة وصور زيتية لبعض أفراد أسرة محمد علي بجانب لوحات لمناظر طبيعية، وتحف معدنية، وتحف زجاجية من الكرستال، ومجموعة من أدوات الكتابة والملابس والمفارش والأثاث والشمعدانات
ويتكون من 15 قاعة ويتوسطه فناء به حديقة صغيرة

سور القصر

وهو يحيط بالقصر من الجهات الأربع وقد شيد على طراز أسوار الحصون في القرون الوسطي .
ويعلو السور في الجهة الشمالية شرفات للحراسة

المدخل الرئيسي

واجهة المدخل بصفة عامة تشبه واجهات مداخل المساجد والمدارس الإيرانية في القرن الثامن الهجري وباب المدخل على شكل عقد «حدوة الحصان» وللمدخل باب كبير من الخشب بدلفتين يحوي بابًا صغيرًا والبابان مصفحان من الخارج بالنحاس المؤكسد المشغول بوحدات زخرفية مختلفة الأحجام. على الطراز المملوكي.

المسقط الأفقي

يلاحظ عند دراسة المساقط الأفقية الفكر العضوي لمصممي العمارة الإسلامية وأيضًا المراعاة الوظيفية بغض النظر عن جماليات الشكل ف يالمسقط والوظيفة والحاجة هي التي تحدد المساحات والفراغات وتتابعها إلى جانب البعد الإجتماعي والديني

ختامًا

في مقالنا اليوم تعرفنا سويًا على أحد أهم المتاحف والمعالم الأثرية الإسلامية بمصر حيث يضم العديد من الطرز الإسلامية المختلفة والعديد من المقتنيات النادرة والقيمة…شكر خاص لدكتورة غادة الريس على مشاركتها معنا بصورها الخاصة بجولتها في القصر ..

المصادر

قصر الأمير محمد علي بالمنيل

قصر المنيّل تحفة من الفنون الإسلامية

طرز العمارة الداخلية لقصر الأمير محمد علي بالمنيل