كتابة – مهندسة معمارية / عزة رضا أبو السعود &مراجعة ونشر – مهندسة معمارية/ شيماء مجدى.
مقدمة:
لقد شهد العالم الفترة الأخيرة ظهور وباء كورونا الذي أودى بحياة ألاف الأشخاص حول العالم وأدى لإغلاق العديد من المرافق ووقف العديد من الأنشطة وعلى رأسها المدارس والمقرات التعليمية لخطورة التجمعات وسهولة انتشار المرض بين الطلاب لذلك كان على المعماريين عبء التفكير في معايير تصميمية جديدة تلائم العصر الحالي وتوفر الأمان النسبي للطلاب دون الحاجة لإغلاق المدارس وإرسال الطلبة لمنازلهم.
فكانت فكرة تصميم مدرسة (Tree house school) التي تهتم بمعايير الاستدامة والاندماج بالطبيعة وتوفير تهوية مناسبة للفراغات ومراعاة التباعد الاجتماعي والاهتمام بتكوين فراغات مرنة يسهل الإضافة إليها أو تغيير أنشطتها.
حيث عكف المهندس المعماري (Valentino Gareri) على إعادة صياغة المدارس لتناسب الظروف الطارئة وتحمي الطلاب من المتغيرات الزمنية.
إذا ما هي الفكرة التصميمة للمدرسة Tree house school ؟
وكيف حققت الدمج بين الاستدامة والحماية من كورونا؟
وما هي مكونات المدرسة Tree house school ؟
وكيف رسمت ملامح التصميم الجديد للمدارس؟
هذا ما سنعرفه في مقالنا اليوم وسنعرضه معا بعدسة معمارى.
أولا:الفكرة التصميمية للمدرسة
– تم تصميم المبنى ليشبه فكرة منازل الأشجار بحيث يوفر المرونة اللازمة ويعمل على جعل المبنى مرفوع لأعلى لكي تستخدم الفراغات السفلى كأماكن تجمعات.
– المبنى عبارة عن حلقتين متداخلتين بفناءين وسطح يمكن استخدامههم في نشاطات عدة.
– تقع الفصول الدراسية في دائرة مترابطة مع الساحات والمناظر الطبيعية الخارجية.
يتميز المحيط الدائري بألواح معتمة تساعد على حجب أشعة الشمس المباشرة، بينما تعمل مجموعة من الألواح الزجاجية الشفافة على نشر الضوء وتوفير مناظر خالية من العوائق.
– الفصل يبلغ مساحته 55 مترًا مصنوع من الخشب المصفح حيث يعتبر مساحة مثالية تستوعب 20 : 25 طالب.
سعة المدرسة:
المدرسة الثانوية: بها 150 طالب موزعون على 6 فصول.
المدرسة الابتدائية: 250 طالب موزعون على 10 فصول.
رياض الأطفال: 120 طالب موزعون على 4 فصول.
ثانيا:تحقيق الاستدامة في المبنى
يجب أن تكون مدرسة المستقبل مستدامة لمواكبة العصر ولاحتياج العالم لمثل هذه المباني في ظل التلوث الذي يحيط بنا وذلك عن طريق:
1- الاهتمام بالاتصال بالطبيعة والسماح بدخول التهوية والإضاءة الطبيعية للفراغات الداخلية.
2– استخدام مواد بناء مستدامة مثل الخشب المصفح مع توفير تقنيات بناء منخفضة التكاليف.
3- مرونة التصميم بحيث يمكن تغيير الوظائف وإعادة صياغة الفراغات وتغيير أحجامها.
– تنمية الفكر المستدام لدى الطلاب من خلال بيئة مستدامة توفر احتياجاتها من الطاقة ولا تلوث البيئة فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر فكلما كان أبكر كلما كان أعمق حيث يتعلم الطفل منذ دخوله الروضة احترام البيئة ورعايتها.
ثالثا :الحماية من كورونا
1- يجب الاهتمام بمعايير ما بعد كورونا لانتشار الأمراض من حولنا حتى تصبح أسلوب حياة فالأمراض مثل كورونا قد تظل لفترات طويلة وقد يظهر ما هو أقوى من كورونا لذلك وجب الالتزام بمعايير السلامة.
2- الحفاظ على بيئة صحية من خلال لتهوية الجيدة والالتزام بمعايير النظافة والتعقيم.
3- الوباء شجع على نقل الناس إلى مناطق أقل كثافة فتمت توسعت المدرسة لتشمل عدة مستويات (روضة أطفال، مدرسة ابتدائية وثانوية)، بالإضافة إلى وظائف ترفيهية أخرى.
– مرونة تصميم المدرسة التي تسمح بالتوسعة والتغيير في الفراغات على سبيل المثال يمكن أن يكون بمثابة مركز طبي مؤقت لحالات الطوارئ أو الوحدات السكنية المؤقتة.
رابعا: مبادئ المدرسة
– يجب الاهتمام بالفراغات التعليمية بعد فترات الإغلاق الطويلة والحظر من خلال تقديم وجهة نظر جديدة تتعامل مع متغيرات العصر الحالي دون أن تؤثر على سير العمليات التعليمية.
– فمدرسة المستقبل يجب أن تكون مستدامة وفي نفس الوقت قادرة على الحفاظ على متطلبات ما بعد كورونا الجديدة ويجب الاهتمام بالمساحات الخارجية وربط الداخل بالخارج.
– الاهتمام باستخدام مواد بناء مستدامة.
– يجب أن تكون الفراغات مرنة للغاية وقادرة على التكيف مع الوظائف والبرامج المختلفة وأن توفر العديد من الفوائد للمجتمع بأكمله، لتصبح البداية لإعادة تأهيل المناطق الحضرية النائية.
نحن مازلنا بحاجة لرؤى جديدة ومعايير تصميمة مختلفة لأننا نواجه اليوم عدوًا فتاك ولكن لا ’يرى بالعين المجردة فصعوبة الأمر تكمن في إيجاد حلول لإعادة الأنشطة كسابق عهدها ولكن بشروط وضوابط تحتم علينا التباعد.
ونحن المعماريين قادرين على تحويل المحن لمنح من خلال الفكر المرن والإبداع وسعة الأفق التي تعودنا عليها دائمًا فنحن نستطيع حماية العالم من خلال تعديلات ومعالجات وبهذا يمكننا إنقاذ أرواح كثيرة وإعادة الطمأنينة لنفوس البشر حول العالم.
تابعونا على موقعنا بعدسة معمارى للمزيد من المواضيع الهامة وتابعو مقالات عن الكورونا وتأثيرها فى كل ما حولنا …
إيجابيات في زمن الكورونا في ظل فترات الحظر الطويلة !
التغير الحتمي في تصميم المطاعم كرد فعل لظهور فيروس كورونا المستجد(COVID-19)
الحدائق المنزلية الملاذ الآمن للأسرة في ظل فترات الحظر الطويلة وجائحة كورونا!
التحول الجذري لـ مقرات العمل(المكاتب الإدارية) بعد تفشي فيروس كورونا (COVID – 19)! حلول وأفاق جديدة ..
المطارات بعد كورونا -covid-19نقطة تحول جديدة في تاريخ العمارة !
تصميم المدارس مابعد فيروس كوروناCovid-1 9معايير تصميمية جديدة وتوصيات هامة! لعام 2021 بعدسة معماري
أهم المباني التي أنتجتها العمارة فى مواجهة جائحة كورونا) 2020 (المستشفيات الميداني )
كيف سيكون مصير أكثر الاماكن للتجمعات البشريه بعد أزمة كورونا ” المراكز التجارية ” ؟
تأثير جائحة كورونا (covid-19)على العمارة والعمران فكر وأسلوب حياة جديد !
العمارة مكون حاسم في الطب الوقائي في ظل جائحة الكورونا (COVID-19)
المصادر:
1- Valentino Gareri Proposes New Model of Educational Building for the Post-Covid Era
2- valentino gareri introduces modular treehouse school adapted to the post-COVID world
3- Valentino Gareri Proposes Sustainable And Modular Educational Building For The New Post-Covid Era