الإبداع وكيفية قياسه ..وهل يقاس الإبداع ؟! (الجزء الثالث – الإبداع المعماري)

كتابة -مهندسة معمارية /وفاء أبو العطا بالاشتراك مع مهندسة معمارية / إيمان مجدي أحمد (كتابة ، ونشر)

مقدمة:

تحدثنا في المقالين السابقين لهذه السلسلة  عن الإبداع وتناولنا مفاهيمه المختلفة وتعريفه في مختلف المجالات في الأدب و الفلسقة و الإبداع في اللغة و أخيرا الإبداع في العمارة ,ثم تعرفنا معآ علي آراء العلماء المختلفة عن ماهية الإبداع ومتي يمكننا القول أن هذا العمل مبدع ثم انتقلنا الي أنواع الإبداع وأهميته و محاوره الرئيسية و تعرفنا معا علي سمات الشخصية المبدعه وكيف تكون شخصا مبدعا فلا يفوتكم الإطلاع على المقالين السابقين.

https://byarchlens.com/creativity/
https://byarchlens.com/creative-architecture2/

الآن سننتقل معآ لمقال جديد بإضافة جديدة في سلسلة الإبداع سنتعرف فيها علي مختلف أنواع الإبداع في العمارة و ما هي متغيرات قياس الإبداع المعماري وسنجيب علي الأسئلة التالية :
1- ما هو الإبداع المعماري؟
2-ما هي أنواع الإبداع المعماري؟
3- الإبداع المعماري في عصر العولمة.

شكل توضيحي لمحتويات المقال
اعداد م/ ايمان مجدي أحمد

أولا : الإبداع المعماري:

يعتبر الإبداع المعماري مجال من مجالات الإبداع العام ولايقل أهميه عنه في مجال آخر ، فالعمارة هي أم الفنون وأول فن أبدعه الإنسان ليغلف كل أنشطته المعيشية وليصبح مرآة للمجتمع بكل قيمه وعاداته وتقاليده .

أنواع الإبداع المعماري
اعداد م/ ايمان مجدي

ويمكن القول بأن الإبداع المعماري هو الوصول إلى حلول معمارية للمشروعات على أن تكون هذه الحلول مستوفاة للاحتياجات الإنسانية ، وكذلك الاحتياطات المطلوب تحقيقها في العمل المعماري ،وكذلك معبرة عن العلاقات والظروف المحيطة به وفى نفس الوقت تصاغ في قالب معماري مبتكريجمع بين الفن والعلم .

الهدف من الإبداع المعماري :
تشكيل المادة والحيز في منظومات كتلية فراغية لتوفر اجواء ملائمة نفسية واجتماعية وفنية وفكرية

ثانيا :أنواع الإبداع المعماري :

1– الإبداع العلمي:

يشمل النواحي البيئية، والإنشائية، ويكون الشق الأول للإبداع المادي في العمارة هو أن يحقق للإنسان المنظومة البيئية والفراغية اللازمة لراحته والمحققة لكفاءة أداء العمل داخل وخارج الفراغ المعماري مع توفير الأمن والأمان اللازمين لذلك.

أما الشق الثاني للإبداع العلمي فهو الإبداع الإنشائي في العمارة وهو الوسيلة لتحقيق الشق الأول فيه تتحقق المنظومة الفراغية والكتلة المعمارية وذلك من خلال استخدام مواد البناء وطرق الإنشاء والتكنولوجيا المتوفرة.

 ولقد شهدت العمارة ابتكارات عديدة في هذا المجال فعلي سبيل المثال نجد انه كان لابتكار الإنشاء الهيكلي أثره في الوصول إلى المسقط الحر والتغلب على قيود الإنشاء بالحوائط الحاملة.

الابداع لابد له من إعداد جيد ، ومران مستمر ، وجهد عنيف في التدريب واكتساب المهارات اللازمة ، كي يصير المرء قادراً على بلورة أفكاره وتشكيلها وتحقيقها في مجال معين .  ( شاكر عبد الحميد) 

2– الإبداع الفني:

يدخل الإبداع الفني بعملية البناء إلى مجال الفن وتأثيراته النفسية والبصرية ، حيث يكون الفن أساسيا في :
تعميق الإحساس بالحياة بإضفاء المتعة البصرية والحسية والنفسية على الانشطه اليومية العادية وهو من ارفع مستويات الاتصال البشري .
 المعماري في إبداعه ينجز عملاً فنياً ذو علاقات بصرية وجمالية ووظيفية يتفاعل مع مايحيطه من مباني وطبيعة وجبال وأشجار وبحيرات ، وهو العمل الفني الوحيد الذي يستطيع المستعمل أن يستمتع به من الداخل ومن الخارج .

3- الإبداع الفكري :

في التفكير الإبداعي ليس مشكلة أن تكون على خطأ وأنت في طريقك إلى الحل؛ لأنه قد يكون من الضروري أن تمر في منطقة خطأ كي تصل إلى موقف  يمكنك رؤية الممر الصحيح من خلاله . (ادوارد دي )

تتسم كل حضارة من الحضارات بظروف مادية ومعنوية واجتماعية وسياسية وثقافية معينة تعمل على:

توجيه الفكر المعماري ، فيكون أمام المعماري مجالاً فكرياً معيناً يبدع فيه ومن خلاله وقد يصل إلى فكر إبداعي مستحدث ينتج به عمل يضاف إلى التراث المعماري الخالد .

 والعمارة تاريخ اجتماعي حضاري مجسد ، ومتحف يتحرك داخله الإنسان بعينيه وجسده ووجدانه ، فيقرأ فيه فكراُ استمر آلاف السنين ، ثم  اندثر وحلت محله أفكار جديدة.

ثالثا : الإبداع المعماري في عصر العولمة:

استوعب كل ما هو مفيد، وأضف إلى نفسك أشياء من اختراعك .    ( بروس لي )

يعتبر عصر التكنولوجيا المتاحة من العوامل المؤثرة على الملامح المعمارية والعمرانية .
 فالإنسان يؤقلم حياته بسرعة مع التكنولوجيا الحديثة خاصة أنه تتيح له قدرات للإبداع في عملية التصميم المعماري  من خلال التجسيم والتخيل والصور كمؤثر على ثورة التشكيل والإبداع المعماري .
 كما أتاحت القدرة للإبداع والخروج عن الأشكال التقليدية فأفسحت الطريق للخيال لإنتاج أشكال وتشكيلات معمارية غير مسبوقة مع القدرة على تأكيد سلامة الشكل قبل التنفيذ من خلال برامج الحاسب الآلي.
.كما أن ثورة التكنولوجيا في مجال الاتصالات ونقل المعلومة وتداولها أتاحت اندماج المدارس المعمارية وتداخل الثقافات للعمل في منظومة عمل جماعي وتحريكها ، فقد حولت المكاتب المعمارية إلى مراكز تصميم عالمية ،

فتدرجت منظومة العمل المعماري من عمارة الحرفيين (العمارة القوطيه – عصر النهضة ) ، إلى عمارة المسطرة أو المسطرة الحاسبة (عمارة الصناعة والأبراج) ، ثم عمارة الحداثة (الخطوط المنحية والتشكيلات الحرة ) ، وانتهت بعمارة العولمة (الحواسب والإمكانيات التقنية – عمارة الأفلام السينمائية ثم عمارة الخيال العلمي وتقنيات الحواسب الالكترونية وبرامجها المتطورة)

ومن الجدير بالذكر انه في هذا النوع من الإبداع المعماري تتداخل كثير من التخصصات، مثل المهندس الإنشائي والمهندس الكهربائي والمهندس الميكانيكي ومهندس الأعمال الصحية ومنسق المواقع وغيرهم حيث يتداخل النشاط الإبداعي بينهم فالإبداع عند احدهم يحتاج إلى الإبداع عند الآخر.

الخيال سمة الإنسان المنتج   .( فيليب بون )
وهو من أهم ما يميز المصمم المعماري ..تخيله لسيناريو حل المشكله و بالتالي الابداع في المنتج

ختاما :

قد تناولنا معا سابقا ما الإبداع وما هي تعريفاته المختلفه من منظور مختلف لبعض العلماء لنبدأ بها جولتنا في عالم الإبداع المعماري , ثم انتقلنا الي الجزء الثاني و ناقشنا ما هي أنواع الإبداع المختلفة و ما هي المؤثرات التي تتحكم وتدير العملية الإبداعية و كيف يوصف الشخص بأنه مبدع , او انها شخصية مبدعه او عقل مبدع ,وما يؤثر في الفرد ليكون مبدعا ومتميزا لننتهي بتعريف الناتج الإبداعي ما يميزه وكيف نصل اليه لنصل في هذا المقال الي بداية الحديث عن الإبداع المعماري وهو الغرض من هذه السلسة فناقشنا معا تعريفه وأنواعه المختلفة وما هو الإبداع المعماري في عصر العولمة .ننتظركم في مقال جديد لنكمل هذه السلسلة و نتعرف عليأدوات قياس المنتج المعماري الإبداعي و ما هي المتغيرات المختلفة التي تتحكم في كون الناتج المعماري ابداعيا أم لا .

المراجع :
1)مجمع اللغة العربية – المعجم الوجيز
2) نشاتي، عبد المجيد (1996). علم النفس التربوي، ط 3، دار الفرقان للطباعة والنشر والتوزيع، عمّان.
3)درويش,زين العابدين (1998).التفكير الإبداعي ,وكالة الأهرام للتوزيع,القاهرة.
4) الترتوري، محمد والقضاه، محمد (2007). أساسيات علم النفس التربوي: النظرية والتطبيق، دار الحامد للنشر والتوزيع، عمّان.
5)رأفت,علي(1998),ثلاثية الإبداع المعماري ,وكالة الأهرام للتوزيع ,القاهرة.
6)الحمادي,علي (2008),شرارة الإبداع ,دار ابن حرز للنشر و التوزيع,بيروت.
7)https://www.pxfuel.com/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart
Scroll to Top