كتابة ونشر مهندسة معمارية: عزة رضا أبوالسعود
مقدمة
معايير تصميم المنتجعات السياحية والمنتجعات تهدف لجعل هذه الأماكن عنصر جذب سياحي كما أنها تلفت النظر إلى الطبيعة الخلابة وتحسين حالات الزائرين النفسية من خلال الاستجمام والخروج عن المألوف والبعد عن ضغوط الحياة
حيث تتلخص فكرة المنتجع في خلق بيئة إستجمامية ترفيهية متجانسة تربط الوظائف المختلفة و تدمجها مع البيئة المحيطة لخلق تكامل بين الكتل الفراغية وعناصر التجميل المختلفة
وسوف نجيب في مقالنا اليوم عن عدة تساؤلات:
ما هي أنواع المنتجعات؟ ومقومات اختيار موقع المشروع؟
وما هي العوامل التي تساعد على إنجاح المنتجعات السياحية؟
وكيف يتم تكوين التشكيل البصري للموقع؟
وما هي عناصر التصميم المعماري التي يمكن استخدامه في تصميم المنتجعات السياحية؟
وللتعرف أكثر عن منتجع نوتيلوس البيئي شاهدوا هذا المقال
ولمشاهدة مقالة عن قرية عش النمل السياحية اضغط هنا
أنواع المنتجعات السياحية
1 -منتجع سياحي . 2- منتجع سياحي جبلي .
3- منتجع سياحي ريفي . 4- منتجع صحي علاجي .
5- منتجع ساحلي شاطئي . 6- منتجع التزحلق على الجليد .
7- منتجع الغوص . 8- منتجع تاريخي .
9- منتجع بيئي .
مقومات اختيار موقع المشروع
مقومات السياحة الطبيعية:
– اختيار موقع سياحي متميز بوجود الطبيعة الخلابة والمناظر الطبيعية الساحرة
– اختيار موقع ذو مساحة مناسبة مع عدد المباي والزائرين وتوفير مناخ جيد يشعر فيه الزائر بالراحة
– تنوع النشاطات والمطلات بالموقع واستغلال الموارد المتاحة
ـ طبيعة الأرض وتنوعها لإمكانية التنوع في التشكيل مع تجنب العناصر التي يصعب التحكم فيها
– طبيعة المنطقة المحيطة سواء كانت مسطحات خضراء أو مباني وأشكالها والمناظر التي يمكن رؤيتها من القرية
مقومات بشرية:
– توفير العمالة بالقرب من الموقع
– توافر وسائل مواصلات مريحة وطرق ممهدة لسهولة الوصول للموقع
– وفرة المنشأت السياحية والخدمات بالقرب من الموقع
– توافر عنصر الأمن والأمان
– توفير مناطق تلائم جميع طبقات المجتمع
– توفير الفرصة للاتصال بالسكان المحليين في المناطق المأهولة للتعريف بالثقافات المختلفة
العوامل التي تساعد على إنجاح المنتجعات السياحية
– الهدوء الشديد والبعد عند ضجيج المدن
– البعد عن مفردات الحياة اليومية و روتينها.
– إمكانية الاتصال بنوعيات أخرى من البشر والاندماج معهم دون الحاجة إلى استخدام الأسماء ,
والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم التي هي غالبا ما تختلف مع طبيعة وثقافة سكان المدن ذوى الفكر المتحضر العصري
– توافر أماكن لممارسة الرياضة كعنصر صحي وترفيهي مميز
التزحلق علي الماء والغوص والسباحة .. الخ . فهذه النشاطات يصعب الاستمتاع بها في المدن إلا في نطاق ضيق ومحدود.
– يجب أن تتوافر في الغرف صفة الخدمة الفردية لتخدم الفرد والأسرة في نفس الوقت.
– توفير منطقة خدمة رجال الأعمال والمسئولين وتوفير كل متطلباتهم
– الاتصال بالطبيعة (قد يكون الاتصال مرئيًا كمنظر بانورامي جميل من الشرفة,أو ماديًا حيث يعطى الفرصة للسائح للمس العناصر الطبيعية المحيطة كالأشجار والأزهار والصخور,وفي بعض الأحيان يتجمع العنصران سويا .ومن الملاحظ أن الاتصال المادي لا يمكن أن يحدث إذا استخدمنا نوعيات المباني المرتفعة وبالتالي فالحلول المعمارية ذات الارتفاعات الصغيرة تحقق مرونة أكثر في التخطيط العام وتكون أكثر قربًا من العناصر الطبيعية )
التشكيل البصري للموقع
معالجة الموقع:
إما أن يكون الاجتهاد في تأكيد طبيعة الموقع و المحافظة عليه و ذلك باستئصال ما يفسد التجانس و إضافة ما يؤكد طبيعة الموقع و يبرزه , أو أن يكون الاتجاه إلى القضاء على ما يؤكد هذا الطابع أو تعديله طبقًا للواقع ومراعاة لتنفيذ التصميم المقترح
* من ذلك يجب الحرص على تأكيد طبيعة الموقع حيث تمتد المباني على الموقع متداخلة مع الممرات و الأشجار و المسطحات الخضراء
العلاقة البصرية بين المباني والفراغات:
التصميم الموحد: تأخذ المباني شكلًا موحدًا أو مجموعة أشكال محدودة ,و هنالك لا يكون التشكيل صعبًا .
فالتشابه في الألوان والمواد والتفاصيل وبالتالي في الشكل النهائي للمباني أو وجود إيقاع معين بين المباني والفراغات أو فكرة مسيطرة علي التصميم يساعد على تخيل ما يؤكد الترابط البصري والوحدة التي تظهر للسائرين على مختلف سرعاتهم حيث تتدخل السرعة في ربط البعيد بالقريب و تحقيق الاستمرار الفراغي
التصميم الحر: حيث الحرية في تشكيل المباني نجد أن المشكلة الأساسية هي إيجاد تجانس واستمرار فراغي والمباني محاطة بفراغات مختلفة في الشكل والوظيفة .
ويكون نجاح تصميم الموقع من الناحية البصرية بتحقيق راحة المشاهد البصرية والنفسية ، وذلك بإشباع الرغبات والاحتياجات المتعددة للأفراد علي قدر الإمكان .
* وللوصول إلى التجانس والاستمرار المطلوبين ينبغي تحديد الهيكل العام للتشكيل ,بالحد من المبالغة في تنافر أشكال وأحجام المباني المختلفة مع إيجاد عنصر مسيطر في التصميم لربط الموقع بصريًا ويكون ذلك :
– إما بتصنيف المساحات ، فتجمع المساحات الصغيرة منفصلة عن المساحات الكبيرة وبذلك تضمن العلاقات المنظورة
– أو العنصر المسيطر فهو المناطق الخضراء والغابات التي ربطت أنحاء الموقع
أثاث الموقع:
ويشمل النباتات والنوافير وأعمدة الإنارة والعناصر الفنية وغيرها التي تعطي عند العناية بدراستها وحدة وترابط رغم التنافر في أشكال المباني .
ولا يقتصر أثاث الموقع علي الناحية البصرية ،فهو أحيانًا يكون ذات وظيفة أساسية .
فالنباتات والمسطحات الخضراء علاوة علي مجموعات الألوان والملمس والتأثيرات المختلفة التي تكتمل بها التكوينات المعمارية في القرية سواء في الليل أو النهار ،لها تأثيرًا مناخيًا على الموقع وتتغير في الكمية والنوع تبعًا للمناخ المحيط فهي مستحبة في المناخ الحار الجاف لتلطيف الجو ومكروهة حيث الحرارة والرطوبة العالية .
كما يمكن استخدامها لترسيب الأتربة حيث تهب إما في المناطق الباردة فيفضل الأشجار غير دائمة الخضرة لكي لا يتراكم الجليد علي أوراقها ، وتعطي النوافير ومسطحات المياه إحساسًا منعشا ورقيقًا يتوازن مع جفاف المباني وشدتها
ويجب الاهتمام بتصميم شكل النوافير وتناسب حجمها مع المقياس العام للنظر المحيط بحيث تعطي تعبيرًا واحدا ومتماسكًا يساعد في ربط الموقع بصريًا .
أما أعمدة الإنارة فيجب ألا تبدو قبيحة أثناء النهار فتشوه المنظر العام ، ويكون هذا بإخفائها عن طريق رفعها فوق مستوي النظر أو تبسيط شكلها ما أمكن وتكرارها دون تغيير حتى يعتادها الناظر ولا يلتفت إليها كعنصر موجود فعلًا في التصميم ، أو بإدخالها كعنصر ظاهر يساهم بفعالية في تأكيد الطابع العام للقرية.
وهناك عناصر أخري لا تقل في أهميتها عن العناصر السابقة :
فالعناصر الفنية مثل تماثيل ولوحات النحت والتكوينات تكون مركزًا للفراغ كما أنها تربط الفراغات المختلفة وتتدخل في تبليطات الممرات في توجيه وتوضيح حركة السير داخل الموقع كذلك الدرجات التي تصل بين المستويات المختلفة وأكشاك الاستعلامات والبيع ولوحات الإعلان ، ويؤدي الاهتمام بتصميمها إلى الترابط والتماسك البصري للموقع
عناصر التصميم المعماري التي يمكن استخدامها في القرى السياحية
المقياس:
ينتج المقياس المناسب للوظيفة عن تفاعل مجموعة أبعاد المباني المحيطة وحركة الزوار وحجمه ويستخدم المقياس الضخم حيث يظهر الإنسان شديد الصغر ، في استعراض المقدرة الإنشائية وبهر الزوار أو الهيكل الفراغي
اللون
التأثيرات المباشرة: ما تستطيع أن تظهر شيئًا ما أو تظهر تكوينًا عامًا بمظهر الحزن أو الخفة أو الثقل ، كما يمكن أن تشعرنا ببرودته أو سخونته
التأثيرات الغير مباشرة: تتغير تبعًا للأشخاص وتنتج بسبب خداع البصر بالنسبة للمسطحات والحجوم الباردة وعلي الأخص الزرقاء تعطي تأثيرًا باتساع الحيز ويمكن استغلال هذا بأحداث خداع للبصر ينتج عنه تكبيرًا أو تصغيرًا ظاهري للأبعاد ولمعرفة المزيد عن الخداع البصري في التصميم شاهدوا هذا المقال
الإضاءة:
إضاءة طبيعية: علي المهندس المعماري دراسة حركة الشمس بعناية علي الواجهات ،واختلاف زوايا سقوطها باختلاف توجيه المباني بالنسبة للجهات الأصلية
– فمثلا الواجهات البحرية نظرًا لعدم وصول أشعة الشمس لها في بلادنا فيمكن أن تكثر فيها المسطحات الزجاجية لدخول الضوء الطبيعي للحيزات الداخلية
– أما الواجهات الشرقية والغربية فيلزمها كاسرات لأشعة الشمس رأسيًا ومنحرفة بزاوية مدروسة علي الواجهة إذا ما أردت حجب أشعة الشمس عن الدخول بالحيزات الداخلية ويلزم الواجهات القبلية كاسرات لأشعة الشمس أفقية الوضع
الإضاءة الصناعية:
ولقد سمح استخدام الإضاءة الصناعية بتحديد دقيق لأماكن الضوء والظل وحساب شدتها وتحديد خصائصها بكل دقة . والمشاكل الواجب علي المهندس المعماري حلها هنا تختلف عن تلك التي تفرضها الإضاءة الطبيعية. فالإضاءة الصناعية للحجرات الداخلية قد استطاع الإنسان أن يحسنها وينوع من تأثيرها حتى تتقارب مع الإضاءة الطبيعية في خوصها . فقد أعطت الكهرباء الحلول الكافية سواء بوحدة إضاءة واحدة أو بوحدات موزعة بطريقة تحقق للجزء الداخلي تكاملًا في اضاءته ليستطيع الإنسان ممارسة نشاطاته بسهولة
ختامًا:
لقد شمل مقالنا اليوم مقومات اختيار الموقع والعوامل التي تساعد على إنجاح المنتجعات السياحية والتشكيل البصري للموقع وعناصر التصميم المعماري التي يمكن استخدامها في المنتجعات السياحية
وفي الجزء القادم سوف نقدم لكم المعايير التصميمية لعناصر المنتجعات السياحية فتابعونا من هنا