الاعمال المعماري سنان باشا 3

المقدمة :

تحدثنا في المقال السابق عن تاريخ معمار سنان باشا 2 – Architect Sinan Pasha2 وسوف فنتحدث في هذا المقال عن الاعمال المعماري سنان باشا 3 – Architect Sinan Pasha

الاعمال المعماري سنان باشا :

أعمال معمار سنان باشا المعمارية تعد إرثًا معماريًا ضخمًا يعكس عبقريته وإبداعه، فقد ساهم في بناء العديد من المنشآت التي ما زالت تعد من أعظم المعالم في العالم. هذه الأعمال تشمل المساجد و الجسور و القصور و المدارس و الحمامات وغيرها من المنشآت التي تميزت بالضخامة والجمال الهندسي. إليك بعضًا من أبرز أعماله:

1. مسجد السليمانية (إستانبول):

يُعتبر مسجد السليمانية في إستانبول واحدًا من أعظم أعمال سنان باشا. بُني هذا المسجد بأمر من السلطان سليمان القانوني، واستغرق بناءه 7 سنوات (1550م – 1557م).
يتميز المسجد بقبة ضخمة بقطر 27 مترًا وارتفاع يصل إلى 53 مترًا، وله 4 مآذن شاهقة.
يُعتبر من أبرز أعمال سنان لأنّه جمع بين العمارة العثمانية التقليدية والفن البيزنطي، ويعتبر تحفة هندسية بفضل تصميمه المبدع، خاصة في توزيع الضوء والفضاءات الداخلية.

2. مسجد السليمية (أدرنة):

يُعد مسجد السليمية في أدرنة أعظم وأهم أعمال سنان باشا، ويعتبر من أروع الأعمال المعمارية في تاريخ العمارة الإسلامية. بُني هذا المسجد بأمر من السلطان سليم الثاني، واكتمل بناءه في 1574م.
يتميز المسجد بقبته التي تعد أكبر قبة في عمارة سنان بقطر 31.25 مترًا. كما تحتوي على 4 مآذن شاهقة بطول يصل إلى 70 مترًا.
هذا المسجد يعد الذروة المعمارية في مسيرة سنان، حيث جسد فيه تطور فكره وتجاربه في بناء القباب وفتح المساحات الكبيرة.

3. مسجد شاه زاده (إستانبول):

تم بناء مسجد شاه زاده في إستانبول بأمر من السلطان سليمان القانوني لتخليد ذكرى ابنه شاه زاده محمد، وافتتح في 1548م.
يمثل هذا المسجد المرحلة الأولى من فكر سنان المعماري. تم تصميمه بنمط مُستوحى من آيا صوفيا، ويشمل مجموعة من المدارس و الحمامات و المرافق الاجتماعية.
يتميز المسجد بقبة رئيسية كبيرة محاطة بعدد من القباب الأصغر، مما يعكس مهارة سنان في التعامل مع المساحات المقوسة.

4. مسجد يني جامع (إستانبول):

مسجد يني جامع، الذي يعني “المسجد الجديد”، يقع في إستانبول بالقرب من القرن الذهبي. تم بناء المسجد في عام 1597م.
بُني بتصميم بسيط لكنه رائع، ويتميز بمساحاته الواسعة التي تتيح أكبر قدر من الإضاءة الطبيعية في الفضاء الداخلي.

5. جسر بروت (البوسنة والهرسك):

قام سنان باشا بتصميم وتنفيذ جسر بروت فوق نهر بروت في البوسنة، حيث بنى الجسر في وقت قياسي خلال 13 يومًا فقط.
كان للجسر دور كبير في تحسين وسائل النقل والتجارة بين المدن العثمانية، ويُعتبر من بين أبرز مشاريع البناء الهندسي في فترة سنان.

6. مسجد خسرو باشا (حلب):

يقع مسجد خسرو باشا في حلب، وقد تم بناءه في عام 1553م.
يُعتبر المسجد نموذجًا رائعًا للعمارة العثمانية، ويتميز ببنائه باستخدام الطراز التقليدي مع إضافة لمسات جديدة في تنظيم الفضاءات وتقسيم المرافق الداخلية.

7. مدرسة السلطان سليمان (إستانبول):

مدرسة السلطان سليمان في إستانبول جزء من مجمع مسجد السليمانية، وهي تشمل مدارس دينية و مكتبات و مرافق طبية.
يعد هذا المبنى نموذجًا ممتازًا لاستخدام المساحات في المنشآت التعليمية.

8. ترميم قباب الحرم المكي (مكة المكرمة):

قام سنان باشا بتولي ترميم القباب في الحرم المكي وبناء مطعم خيري باسم خاصكي سلطان عام 1539م.
أضاف هذا العمل إلى إرثه المعماري في الأراضي المقدسة.

9. مسجد محمد باشا (صوفيا – بلغاريا):

يقع مسجد محمد باشا في صوفيا في بلغاريا، وهو من الأعمال المعمارية الكبيرة التي قام بها سنان خارج حدود الدولة العثمانية.
يعكس المسجد الطراز العثماني المميز بالقباب والعناصر الزخرفية المذهلة.

10. مجمع مستشفى السليمانية (إستانبول):

شيد هذا المجمع الصحي في إستانبول لتوفير الخدمات الطبية في إطار رؤية سنان المعمارية المتكاملة التي تشمل الجوانب الاجتماعية والدينية.
يحتوي المجمع على مستشفى و مدرسة طبية و مرافق إدارية.

11. الحمامات التركية:

قام سنان باشا بتصميم عدد من الحمامات التركية المنتشرة في مدن مختلفة من الدولة العثمانية، والتي كانت جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، وميزها التصميم الهندسي الذي يراعي الراحة والتهوية.

12. مرافق اجتماعية وخيرية أخرى:

بالإضافة إلى بناء المساجد، قام سنان باشا بتصميم العديد من المطاعم الخيرية و المدارس و الأضرحة و الخزانات.
اهتم بإضافة الجوانب الخدمية للمباني، مما أتاح للناس الاستفادة من المرافق العامة التي توفر الخدمات الأساسية.

تظهر أعمال سنان باشا في كل زاوية من الإمبراطورية العثمانية، من إستانبول إلى حلب، من مكة المكرمة إلى بلغاريا، مما جعله رمزًا للعمارة العثمانية والإسلامية.

الجوائز

بالنسبة للجوائز التي حصل عليها ميمار سنان (الذي يُعتبر أحد أعظم المعماريين في التاريخ العثماني والإسلامي)، لم يكن هناك جوائز رسمية أو تكريمات كما نعرفها اليوم في عالم الهندسة المعمارية، حيث أن الجوائز بهذا الشكل لم تكن سائدة في العصر الذي عاش فيه. ومع ذلك، كان هناك تقدير كبير له من قبل السلاطين والشعب في الدولة العثمانية، وهو ما يُعتبر بمثابة “جوائز” معنوية تكرم مهاراته وإبداعه.

تقدير الدولة العثمانية:

لقب “كبير المهندسين”:
- حصل سنان باشا على لقب “كبير مهندسي الدولة العثمانية” في عام 1538م من قبل السلطان سليمان القانوني، وذلك تقديرًا لإبداعه في البناء والهندسة. هذا اللقب كان بمثابة أعلى درجة من التكريم في الدولة العثمانية للمبدعين في مجال العمارة.
المنصب الرفيع:
- تم تعيينه في المنصب الرسمي الذي يتيح له الإشراف على جميع أعمال البناء في الدولة العثمانية، بما في ذلك المساجد و القصور و الجسور و المدارس و الأضرحة.
الدعم الملكي المتواصل:
- كان يحصل على دعم مستمر من السلاطين العثمانيين، مثل سليمان القانوني و سليم الثاني، وذلك للمضي قدما في مشروعاته المعمارية العظيمة. هذا الدعم الملكي كان بمثابة تقدير عالٍ لعمله المعماري.

الجوائز والتكريمات الحديثة:

التقدير في الأدبيات المعمارية:
- في العصر الحديث، تم تكريمه وتقدير أعماله من قبل المعماريين والمفكرين في مجال الهندسة المعمارية. أعماله تُدرس في أكاديميات العمارة، ويُحتفى بها كأمثلة عن الإبداع المعماري و التصميم الهندسي الرائع.
الاحتفاء في المعارض العالمية:
- تعتبر أعماله معمارية تحفًا فنية يتم عرضها في معارض متخصصة حول العمارة الإسلامية والعثمانية، وهذا يُعتبر نوعًا من التكريم والاعتراف بمساهمته الكبيرة في تطور الفن المعماري.

إذن، بينما لم تكن هناك جوائز رسمية كما نعرفها اليوم، كان التقدير الرفيع من السلطان و الشعب و المؤرخين من أهم الجوائز التي نالها سنان، كما يُعتبر إرثه المعماري بمثابة شهادة على عبقريته.