كتابة – طالبة معمارية / روجينا عوض عياد & مراجعة ونشر – مهندسة معمارية / شيماء مجدى

مقدمة:

العمارة هي أم الفنون ,بدون البناء المعمارى , لا يمكن ان تترك حضارتنا أى أثر تاريخى “فرانك لويد رايت”فالعمارة هي فن تناوله المعماريين علي مر الزمان بأشكال وتكاوين مختلفة.

– ولأن المعمار هو فن يتكلم عن حضارات الشعوب كمرآة تعكس ماعاشه الشعوب في تلك الفترة وطريقة تفكيرهم ومنها أمثلة كثيرة في وقتا الحاضر تتحدث عن عظمة تلك الفترة التي ظهرت فيها أو حتي تتدهورها وهذا هو ما يحدثنا عنه مادة تاريخ ونظريات العمارة فهي مادة يدرسها المعماري في دراسته الجامعية ليس فقط ككونها مادة نظرية تلقي عليه ولكن دورها أهم من ذلك بكثير .

– ومعكم في سلسلة المقالات التي سوف تتحدث عن هذا الموضوع سوف تعرف أكثر عن هذه المادة وغذائها المثمر سواء كنت معماري أو حتي غير معماري وتبحث عن هذا النوع من الفنون .

– وفي المقال الأول من هذه السلسلة سوف أضع تعريف مبسط وملم بكل ما قد يدور في ذهنك عن هذه المادة ودراستها لكي تكون وبنهاية المقال مُلم أكثر بما تحدثك به تلك المادة وسوف نجيب عن التساؤلات التي تواجهنا عند السماع عن مادة تاريخ ونظريات العمارة وهذه التساؤلات هي :

– ماهو مفهوم تاريخ ونظريات العمارة ؟
– ما الذي تتحدث عنه مادة تاريخ ونظريات العمارة؟
– كيف يتم تدريس مادة تاريخ ونظريات العمارة للمعماري في سنينه الجامعية ؟
– ما أهمية دراسة تاريخ ونظريات العمارة ؟

مفهوم تاريخ ونظريات العمارة:

تاريخ العمارة:
هو تعريف يأتي من كلمة تاريخ وهو علم يدرس زمن تواجد وبناء المباني المعمارية وتغيرها في مختلف البلاد وعلي مر العصور والطابع الذي يظهر علي المبني الذي يعبر عن هوية عصره واتجاهه المعماري في ذلك الوقت وما خلفه من تراث حضاري علي مر السنين .

نظريات العمارة:
_عرفها البعض علي أنها شرحاً لتفاصيل المبني ومجموعة المقاسات والأرقام اللازمة للتصميم ولكن هذا المفهوم خاطئ لأن هذا جزء من التصميم المعماري ولكن نظريات العمارة تعرف علي أنها “مناقشات علمية ونظرية وفلسفية بكل ما يتعلق بالعمارة”.

_ وتعرف أيضاً بأنها “النمط الذي يحدد عملية صياغة الكتلة المعمارية وأيضاً الفراغ المحيط بها “.

_ علي مر التاريخ وتعدد أشكال المباني ظهرت تلك النظريات لتصيغ أكثر المباني المعمارية وتستكشف الأفكار المعمارية النابعة عن المباني المعمارية فهي نهج ناتجة من التفكير الدقيق والمناقشة عن العمارة اتبعه كثير من المعماريين واستلهموها من مصادر مختلفة مثل الطبيعة،الرياضيات،الفنون،طبيعة معيشة الأنسان واحتياجاته والكثير من المصادر و لهذا فهي منهج هام اتبعه أبرز المعماريين في العالم.

ما تتحدث عنه مادة تاريخ ونظريات العمارة؟…

تاريخ ونظريات العمارة هو علم يتناول دراسة المباني المعمارية من حيث الشكل وعلاقتها بالمظاهر المعمارية المعروفة في ذلك الوقت وتكوين الفراغات الداخلية لها  وكل ما يتعلق بالمباني المعمارية ومفرداتها المعمارية ودراستها وأيضاً تخطيط المدن والتعرف علي نظريات العمارة التي ظهرت في الحضارات المختلفة وعلي مر العصور

_ دور المادة نفسها بجانب أنها مادة نظرية فهي تسلط الضوء أكثر علي دراسة تلك المباني في كل المراحل التاريخية والحضارات المختلفة واتجاهاتها المعمارية وتحديد هويتها وطابعها المميز فهي مادة تنقل إلينا تراث الحضارات المختلفة وتنقله بشكل علمي عن طريق:

1- المقارنة بين المباني المعمارية في تلك الحضارات ومدي تحقيقهم لنظريات العمارة.
2- استخلاص الطابع الذي يميز تلك المباني ومنها إلي الطابع العام الذي يميز تلك الحضارة .
3- ماهي أهم العوامل المؤثرة علي تلك الحضارات سواء كانت طبيعية مثل المناخ وجولوجيا وجغرافيا المكان المتواجدة فيه أو بشرية مثل الحالة الأقتصادية والأجتماعية لتلك الحضارة ومدي تأثير ذلك علي المباني والمدن المعمارية في ذلك الوقت فأصبحت مادة دسمه تنقلك بين مبني وأخر و كأنك تشهده وتشهد حضارته وعصره سواء كان لايزال موجود أو أختفي بعوامل الزمن.

تاريخ نظريات العمارة وتطورها عبر الزمن:

_ عرفت نظريات العمارة بهذا الأسم لأول مرة في القرن الأول قبل الميلاد عن طريق مجلدات المنظر الروماني القديم ” فيتروفيوس ” التي تعرف بإسم “دي أركيتكتورا” التي سجل فيها كل معارفه وفنه وكل التراث القديم الذي وصل إليه شفهياً وصاغ فيه تعبير “نظرية العمارة” والتي تقوم عنده علي ثلاثة عناصر رئيسية :المتانة والراحة والجمال ،ودارت نظريته حول فن العمارة بشكل واسع حتي أواخر عصر النهضة .

_ شهدت نظريات العمارة تطوراً كبيراً في القرن الثامن عشر خلال عصر التنوير و التي كان من أهم هذه التطورات “الحركة الكلاسيكية الحديثة“التي نشأت متأثرة بالأعتبارات الحضرية المتزايدة ونمو المدن والتي كانت ردة فعل علي زخرفة الباروك في النصف الأول من القرن الثامن عشر.

_ نظريات العمارة وتاريخ العمارة لم يكونا مواضيع منفصلة عن بعضها حتي منتصف القرن الثامن عشر،ثم تطورت في عشرينات القرن التاسع عشر متأثرة بمدرسة النيوكلاسيكية بقيام “أوغسطس بوغن “بوضع أساس أخلاقي ونظري للعمارة القوطية التي حاول إعادة إحيائها ،وانتقلت بين الحداثة وفلسفتها فأرتبطت بمنهج تحليلي لوظيفة المبني كإجابة عن سؤال “ماذا نريد من المبني؟”وارتبطت بالاستخدام العقلاني الصارم للمواد لجديدة والابتكار الهيكلي والابتعاد عن الزخرفة حتي أختفت بشكل قاطع بوفاة لو كوربوزييه سنة 1965م والذي كان أحد رواد الحداثة في العمارة وحلت محلها فلسفة ما بعد الحداثة كرد فعل ضد التقشف والإفتقار الشكلية إلى التنوع في الهندسة المعمارية الحديثة.

واليكم من أشهر مايميز العمارة من مبانى ومفردات معمارية فى الحضارات المختلفة وعلى مر العصور والتى لكل منها طابع يظهر هويه عصره واتجاهه المعمارى ……..

العمارة المصرية الفرعونية ( الاهرامات وأبو الهول – معبد الكرنك )Image source: wikipedia

كاتدرائية نوتردام – باريس ( العمارة القوطية )Image source:pikist

جامع الازهر – مصر (العمارة الاسلامية )Image source: wikipedia

تدريس مادة تاريخ ونظريات العمارة للمعماري في سنينه الجامعية:

تختلف طريقة توزيع المنهج من جامعة للأخري ولكن في النهاية يجتمعوا في منهج متكامل موزع بشكل منسق لمادة تاريخ ونظريات العمارة وأغلب الجماعات “المصرية خاصاً “تستخدم هذه التقسيمة لمنهج تاريخ ونظريات العمارة علي المراحل الدراسية المختلفة ومهما اختلفت الجامعات في توزيع المنهج علي المراحل الدراسية يبقي محتوي الدراسة للمادة واحد .

الفرقة الأولي :
تقدم المادة بعنوان أسس تاريخ و نظريات العمارة (1و2) ويتم فيها دراسة أراء بعض المعماريين في تعريف العمارة وتطور فن العمارة والبناء بين حضارات ( عمارة بلاد ما بين النهرين – العمارة المصرية القديمة – العمارة الكلاسيكية (  الأغريقية و الرومانية ) وربط النماذج المعمارية التاريخية بالنظريات المعمارية.

الفرقة الثانية:
تقدم المادة بعنوان أسس تاريخ و نظريات العمارة (3) ويتم فيها دراسة تطور العمارة في (مهد المسيحية – البيزنطية – الرومانسك – القوطية – العمارة الاسلامية- عصر النهضة) ومقارنات تحليلية للأمثلة المعمارية عبر تلك العصور وما ارتبط بهذه الفترة من نظريات العمارة وتطورات في الفنون التشكيلية.

الفرقة الثالثة :
تقدم المادة بعنوان أسس تاريخ و نظريات العمارة (4) ويتم فيها دراسة الاتجاهات والنظريات المعمارية العالمية في النصف الأول من القرن العشرين مع دراسة رواد العمارة في هذا العصر والعوامل التي أثرت علي اتجاهاتهم المعمارية وكيف أثروا هم أيضاً في العمارة .

الفرقة الرابعة:
تقدم المادة بعنوان أسس تاريخ و نظريات العمارة (5) ويتم فيه دراسة الاتجاهات والنظريات المعمارية في النصف الثاني من القرن العشرين وكيف أثرت علي العمارة مع تحليل مشاريع معمارية لتلك الفترة.

أهمية دراسة تاريخ ونظريات العمارة:

– توصيل كل معماري بتحقيقه لنظريات العمارة وتاريخها علي مر العصور ومختلف الأتجاهات لإنتاج مبني متكامل يحقق كل سُبل نجاح هذا المبني .
– تنمية المعلومات والمعرفة المعمارية واستثمارها في عملية التصميم المعماري.
– تطوير ملاكات التفكير العلمي الموضوعي.
– تجسيد مظاهر التكنولوجيا الحديثة في الجانب المعماري لتوفير راحة الإنسان وسد حاجاته.
– لها دور هام في ربط كل المواد التي يتناولها الطالب في كل سنين دراسته المعمارية .
– إعطاء قدرة للطالب علي التمييز بين نظريات العمارة المختلفة وأسباب اختلافها عبر العصور.
– تنمية مهارات البحث والتحليل والنقد لدي الدارس.
– ترسيخ قيم احترام المباني الأثرية القديمة.
– اكتساب الثقافة المعمارية من السابق وخلق مستويات إبداع مختلفة للمستقبل.
– جعل المعماري أكثر شجاعة وتفكير في إتخاذ قرارته الخاصة.
– أن يقدر المعماري أن يقيم صحه معتقداته وعمله المعماري طبقاً لما درسة من تاريخ ونظريات العمارة.

المصادر:

1- مجلة القافلة، أرامكو السعودية.

2- عرفان سامي. عمارة القرن العشرين . 5 أجزاء . القاهرة : دار النشر للجامعات المصرية ، 1959-1969م .

3- القزار . ضحي عبد الغنب عبد العزيز . تدريس تاريخ العمارة _الأهداف والوسائل قراءة فى أدبيات مناهج تدريس تاريخ العمارة . جامعة الموصل.

4- حميد . أحمد هاشم. أثر  السمة التأريخية فى المعمارية .تشكيل الأعراف مجلة الهندية والتكنولوجيا . العدد 4 ،2008.

5- نظرية العمارة https://www.marefa.org/%D9%86%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9

6- جامعة بابل -كلية الهندسة قسم العمارة- مادة تاريخ ونظريات العمارة – تعريف نظريات العمارة
http://engineering.uobabylon.edu.iq/lecture.aspx?depid=4&lcid=45429

7- جامعة بورسعيد – المناهج واللوائح الدراسية
http://www.psu.edu.eg/e-service/courses-rules/courses