كتابة -مهندسة معمارية /عزة رضا & مراجعة ونشر -مهندسة معمارية / وفاء أبو العطا
مقدمة
قصر طويق بالسعودية تحفة معمارية سنلقي على تصميمه الضوء اليوم بعدسة معماري ، كما نشاهد من حولنا تبحث دول العالم عن التفرد والتميز المعماري في تصميم المشاريع المهمة وبدأ الاتجاه نحو الابتعاد قدر الإمكان عن نماذج البناء الغربية وناطحات السحاب والاتجاه نحو الاهتمام بالتراث وجعل المبنى يحكي قصة بلدة وموقعه.
فنجد في مشروع قصر طويق بالمملكة العربية السعودية تزاوج ناجح بين التقاليد والتكنولوجيا العالية حيث اعتمدوا على دمج القصر بواقعه المحيط مع العمل على استخدام تقنيات عالية وحديثة ،وسوف نجيب في هذا المقال عن عدة تساؤلات وهي:
التساؤلات
ما هي مواصفات قصر طويق ؟ وما هي مبادئ تصميمه؟
وما هي الفكرة التصميمية التي قام عليها المشروع؟
وما هي مكونات القصر وكيف تم استخدام فكرة الخيام في النظام الإنشائي؟
وما هي مواد البناء المستعملة في هذا القصر؟
مواصفات المشروع
الموقع | الرياض، المملكة العربية السعودية |
المصمم | مكتب دار الدراسات العمرانية ( السعودية ) بالتعاون مع مكتب المعماري فري اوتوFrei Otto ( المانيا ) ، الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض |
الافتتاح | 1985 م |
المساحة | 24000 متر مربع |
الميزانية | 116مليون ريال |
الارتفاع | 12 متر |
مكونات قصر طويق
يتألف قصر طويق من بهو وقاعات استقبال وقاعة طعام ومدرج للمحاضرات وصالة متعددة الأغراض ودار للضيافة وصالة للألعاب الداخلية وملاعب خارجية ومسابح، كما تحيط به بعض الملاعب ومواقف السيارات وحدائق صحراوية مطلة على الوادي.
المبادئ التصميمية للقصر
– الهدف من تصميم قصر طويق أن يكون مركزًا ترفيهيًا للإجتماعات الدولية وأماكن إقامة للدبلوماسيين وعائلاتهم وضيوفهم في المملكة العربية السعودية.
– لقد اهتم القائمون على المشروع بتعريف ونشر الثقافة السعودية في المجتمع الدولي كما يمكن إقامة عروض الفولكلور وحفلات الاستقبال الرسمية والحفلات الموسيقية والندوات لبث روح التفاهم بين الثقافة السعودية والثقافات العالمية.
– استغلال مميزات الموقع المهمة وموقعه المميز الذي يطل على ضاحيتان كما أن له مطل على وادي حنيفة.
– حماية البيئة ودمج المبنى مع الموقع المحيط وتوفير منظر بانورامي فريد بالموقع وعزيز التباين بين قوة وصلابة البناء وبساطة التفاصيل والتكوينات.
– الاستجابة للمناخ المتاح وطبيعته الحارة الجافة حيث يمكن أن تصل درجات الحرارة في الصيف إلى 45 درجة مئوية خلال النهار ويمكن أن تنخفض في الشتاء إلى 10 درجات مئوية.
المناخ المحلي للمكان الذي شيد فيه القصر أقل حدة بقليل بسبب الارتفاع العالي للهضبة التي يقع عليها المشروع.
– يجب أن يكون اختيار مواد البناء وشكل وحجم المشروع تبعًا لطبيعة البيئة المحيطة، والاهتمام بروح التراث المعماري للمنطقة وإبرازه في هذا المشروع.
الفكرة التصميمية
لقد تم عمل مسابقة دولية لتصميم المشروع وورد فيها المخطط الأول للمعماري Frei Otto بالتعاون مع Buro Happold والمخطط الثاني ل Omrania .
* المخطط الأول يقوم على استخدام الخيام كأداة تظليل وتجميعها حول جدار بشكل يناسب طبيعة الأرض من حولها مما يخلق تأثيرًا بصريًا مميزًا على مطلات الموقع.
* المخطط الثاني فقد اعتمدت فكرته على إنشاء محور رئيسي مع مصاطب (مدرجات)، ليجسد الطابع الطبوغرافي الفريد للمكان.
* وقرر القائمون على المشروع توظيف الشركتين للعمل معًا، لأن موقفه الحساس تجاه البيئة والمخطط الواعد يمكن أن يتطور نتيجة لجهودهما المشتركة.
* المبنى عبارة عن جدار متعرج طوله 800 متر وارتفاعه 12 مترًا، ويتراوح عرضه بين 7-13 مترًا ويلتف حول نفسه ويلتف حول حديقة مميزة.
* هذا التصميم الفريد يمزج نموذجين محليين (القلعة والخيمة) ويتضمن الطبيعية الخلابة للواحة.
– المحور الرئيسي (الجدار) للمبنى على شكل قلعة أو قصر بجدرانه الضخمة المتدرجة، والكسوة الحجرية في النابعة من طبيعة الموقع، والفتحات القليلة والمتناثرة.
– يمتزج هذا المظهر مع شكل ولون المناظر الطبيعية المحيطة حيث تشبه المدرجات وحواف الجدار الرئيسية الوديان التي تجتاز الهضاب الصخرية
* داخل الجدار تتكون الكهوف والممرات المثيرة للاهتمام مما يسهم في تكوين انطباعات متغيرة باستمرار في مزيج متوازن من الأشكال والمرح.
* يتم توفير إطلالة بانورامية خلابة على مدينة الرياض والهضاب الصخرية المحيطة بها من خلال سطح المحور الرئيسي (الجدار) فسطحه عبارة عن ممشى مميز.
مكونات المشروع
– تبلغ المساحة الإجمالية للموقع 75000 متر مربع والمساحة البناء 24000 متر مربع.
– استقبال وغرف اجتماعات وقاعة متعددة الأغراض تتسع لـ 300 شخص وغرف للموسيقى والتلفزيون ومكتبة.
– 30 غرفة لاستيعاب الضيوف بما في ذلك جناح الأطفال.
– مساحات خارجية وداخلية لممارسة الرياضة: السباحة والاسكواش والتنس وكرة الطائرة والساونا والبلياردو والبولينج.
– غرفة طعام تتسع لـ 300 شخص، وكافيتريا لـ 50 شخصًا، وقاعات اجتماعات، ومطعم خارجي يتسع لـ 100 شخص.
استخدام الخيام في المبنى
الخيام ملحقة بالجدار الذي يشكل محيط المبنى من الخارج، هناك 3 خيام بيضاء تبلغ مساحة كل واحدة 1600 متر مربع
– الخيمة الواقعة في الشمال تحتوي على مطعم يتسع لـ 300 شخص
– خيمة الغرب عبارة عن مرفق معيشة ومخزن (هذه الخيمة متعددة الأغراض تطل على المسبح)
– توجد خيمتان أخريان على جانب الحديقة أحدهما يعمل كمدخل رئيسي وردهة والآخر يضم قاعة تتسع لـ 200 شخص.
الخيمة الزجاجية الملونة: هي خيمة كبيرة مصنوعة من الزجاج وتتوسط الحديقة ومبنية من كابلات الفولاذ التي جرى تلوين كل لوحة زجاجية فيها على حدة بأسلوب يدوي تجريدي مستوحى من الحياة النباتية والحيوانية المحيطة.
الحديقة
الفكرة الرئيسية للمناظر الطبيعية هي عمل تناقض صارخ بين خضرة الحديقة داخل الجدار والطبيعة القاحلة للهضبة الصخرية بالخارج.
توفر الحديقة متنزهًا بديعًا يتميز بالدمج بين الظل والنور ومشاهد متغيرة للأشجار والشجيرات والبرك والمستويات والمقاعد والممرات المتعرجة وما إلى ذلك، وكلها مرتبة بحيث يمكنك السير خلالها في غضون 10 دقائق.
النظام الإنشائي للخيام
– تم دعم الخيام البيضاء بواسطة كابلات نصف قطرية متصلة بالجدار عن طريق أعمدة صواري الفولاذية على شكل مروحة.
– تم توصيل الكابلات بصواري منحدرة من مستوى الأرض وقابلة للطي في ومربوطة بكتل التثبيت المدفونة في الصخر.
مواد البناء المستخدمة في قصر الطويق
– تم استخدام الخرسانة المسلحة والكابلات والأعمدة الفولاذية كمواد هيكلية، معظمها مغطاة باستثناء نهايات الأسلاك والأعمدة.
– الجدار الخرساني مغطى بمادة عازلة وتم تشطيبه بكتل من الحجر الجيري يبلغ سمكها 24 سم
– الخيام مصنوعة من طبقة مزدوجة للسماح للهواء بالدوران بين الطبقات، والطبقة الخارجية شفافة قليلاً والداخلية مسامية تسمح بدخول الضوء
– الخيام البيضاء مصنوعة من قماش الفايبر جلاس المغطى بالتفلون للمساعدة في الحماية من ارتفاع درجة الحرارة في الصيف حيث تصل درجات الحرارة داخل الخيام إلى 24 درجة مئوية عندما تكون درجة الحرارة الخارجية 46 درجة مئوية
– تم استخدام الألياف الزجاجية المغلفة بغشاء رقيق من التفلون كسقف لإخفاء شبكة الأسلاك.
– المحلات التي تواجه الحديقة مغطاة ببلاط زجاجي مزين برسومات للأسماك
– تم تنفيذ بعض التشطيبات الداخلية بالخرسانة الممزوجة بالرمل الخشن، مما أدى إلى تكوين طلاء حبيبي، كما تم استخدام البلاط الحجري والرخام.
ختامًا
يجب على المعماريين الابتعاد قدر الإمكان عن الطرز العالمية والبدء في التفكير كيف يمكننا أن نصمم أبنية مميزة تحترم الواقع المحيط بالمبنى وتلبي احتياجات مستخدميه في إطار استخدام التقنيات المتقدمة لتحقيق الراحة والأمان؟؟