كتابة – مهندسة معمارية / عزة رضا أبو السعود & مراجعة ونشر – مهندسة معمارية / دينا شكري حسين
مقدمة
عمارة عصر النهضة هي النمط المعماري للفترة بين مطلع القرن 15 ومطلع القرن 17 في مختلف مناطق أوروبا، لتدل على وعي معماريو هذه الفترة بإحياء الفكر اليوناني القديم والروماني بأسلوب حديث ,حيث جاءت عمارة النهضة في أعقاب العمارة القوطية وتبعتها عمارة الباروك.
وسوف نطرح عليكم في هذا المقال بعدسة معماري عدة تساؤلات وسنجيب عنها.
ما هي العوامل التي أثرت على عمارة عصر النهضة؟ وما هي أقسام عصر النهضة والفرق بينهم؟
ما هي العناصر المميزة في عصر النهضة؟ وكيف كان العمائر المختلفة في هذه العمارة؟
العوامل المؤثرة على العمارة في عصر النهضة
العوامل التاريخية
في بداية القرن السادس عشر ظهرت في أوروبا بعض ولايات صغيرة تتجمع مع بعضها لتكوين ممالك كبيرة من الجيش وساعدهم في ذلك عدة أحداث على جانب كبير من الأهمية وهم :
-اختراع البارود الذي أحدث انقلاب في سير الحروب.
-اكتشاف البوصلة البحرية واكتشاف رأس الرجاء الصالح واكتشاف كريستوفر كولمبس لقارة أمريكا.
-اختراع الطباعة سنة 1438 م و التي اخترعها “كوستر” وكذلك أعمال الحفر والزنكوغراف التي ساعدت على نشر وطبع الأعمال المعمارية.
-اكتشافات جاليليو 1564-1642م من البحوث الفلكية والاكتشافات العلمية وغيرها والتي لعبت دورًا في تقدم العلوم والفنون.
العوامل الجغرافية
بدأ عصر النهضة للعمارة الكلاسيكية في إيطاليا في القرن الخامس عشر وانتشر غربًا في الأقطار الأوربية أما الإمبراطورية الشرقية وعاصمتها بيزنطة والتي بدأت أقطارها تسقط في يد الأتراك فلم تتأثر هذه البلاد بالنهضة وتطورها ويمكن القول أن الممالك التي تأثرت بعصر النهضة هي إيطاليا، فرنسا، ألمانيا، بلجيكا هولاندا، إسبانيا، وإنجلترا.
العوامل الدينية
فقد تأثر النشاط الديني في أوروبا بصفة عامة باختراع الطباعة التي ساعدت على انتشار الفكر وحرية الرأي التي كانت تدور حول التحرر من التأثير الروماني وتكوين شخصية دينية وفنية وأدبية ومعمارية لكل قطر، وبدأت هذه النهضة تنعكس على الآداب والعمارة.
ففي إنجلترا مثلًا ابتدأت هذه الظاهرة تتبلور في إذابة الفوارق بين الطبقات وخاصة أيام هنرى الثامن، حيث استغل الأرض التي كان يحتكرها رجال الدين وثرواتهم في بناء المساكن، وفى إيطاليا أيضًا نرى أنها سارت على نفس الطريق بإنشاء المساكن للشعب، وأقيمت الكنائس بطراز عصر النهضة بأعداد كبيرة، وكذلك فيما يختص بهولندا وفرنسا وبلجيكا.
العوامل الاجتماعية
أراء دانتى و لوثر و بترارك في الأدب الكلاسيكي الذي ساعد على نشر ثورة فكرية ضد الأدب والفن في العصور المتوسطة وإحياء الفن والأدب الروماني.
أقسام عصر النهضة والفرق بينهم
ينقسم عصر النهضة إلى :
عصر النهضة المبكر
عصر النهضة الأخير
إعداد – مهندسة معمارية / عزة رضا أبو السعود
العناصر المميزة في عصر النهضة
– اُستخدمت الأعمدة وما يعلوها من تكنات لكي تحقق الأغراض والاحتياجات المطلوبة للعصر.
– أصبحت العمارة فن التعبير يعبر عن جمال التصميم والغرض الذي أنشئ من أجله المبنى.
– اهتم المهندس في عصر النهضة بواجهات المبنى من حيث السطح الحائطي.
– زاد ارتفاع الطبلة أسفل القبة وأُضافت إليه عناصر جمالية كالأعمدة.
– أصبحت الشبابيك عنصر أساسي واستخدامها كوجه من أوجه الجمال للمبنى.
– تأثر الفن المعماري في عصر النهضة بالفن الروماني القديم، وتأثره بأعمال عهد “فجر المسيحية“ كالبازيليك وغيرها وكذلك بالطراز البيزنطي الذى يتحدد معالم تأثيره واضحة وعظيمة في فينيسا وبيتزا .
– كانت فتحات الشبابيك إما معقودة او مستقيمة العتب؛ الشبابيك المعقودة كانت إما مفردة أو مزدوجة وبين كل شباكين عمود صغير يعلوه حلية مستديرة أو شباك صغير مستدير،ويحيط بهذه المجموعة عقد كبير بارز عن وجه الحائط.
– اُستبدلت رأسيات الهيكل الحجري في العصور الوسطى بالحوائط الحاملة كعنصر إنشائي أساسي يتحقق فيه الهدوء والقوة والواقعية.هذا الحائط قد تتقدمه صفوف من الأعمدة والعقود منفصلة أو متصلة بالحوائط، وتكون حاملة أو مقوية لها أو قد تكون مضافة للزخرفة حاملة للتشكيلات والتكوينات في الواجهة.
– قد عادت الأسقف إلى القبوات نصف البرميلية والعقود نصف الدائرية.
– القباب فهي نصف دائرية ظاهرة من الخارج على رقبة أسطوانية ذات فتحات صغيرة، كما في كنيسة سانت سبريتو في فلورنسا.
– المداخل فهي مؤكدة بالعقود نصف الدائرية المتتابعة كما في قصر فرنيزى بروما.
– أحيانا كان المسقط غير متماثل ولكنه موجود داخل شكل هندسي منتظم كما في قصر ريكاردى.
بعض أنواع العمائر في عصر النهضة
الكنائس
انقسمت الكنائس إلى نوعين:
النوع الأول: وهي الكنائس المحددة الشكل والتي كان المسقط الأفقي العام لها إما على شكل مربع أو مثمن أو مستدير أو على شكل “الصليب الإغريقي” وهو الأعم والأكثر انتشارًا, مثل كنيسة سانت ماريا.
النوع الثاني: وهي الكنائس التي يحتوي كل منها على صحن طوله أكثر من ضعف عرضه أي أن الصحن طويل وشكل المسقط الأفقي العام على شكل “الصليب اللاتيني” مثل كاتدرائية فلورنسا.
القصور
تنقسم إلى نوعين:
النوع الأول: القصور التي لا تحتوي واجهتها على أعمدة وأكتاف وهذه الواجهات عادة ما تكون مسطحة تمامًا خالية من البروز والتجاويف ولا توجد بها غير فتحات النوافذ وتتوج هذه القصور عادة بكورنيش عظيم يتناسب مع ارتفاع المبنى.
النوع الثاني: القصور المقسمة واجهاتها الى أقسام بواسطة أكتاف أو أعمدة عادة ما تكون كبيرة وذلك يرجع إلى كيفية استعمال هذه الأكتاف .
فمنها -وهى الأكثر شيوعًا- التي يشمل كل طابق منها على أعمدة من طراز معين الى آخر.
والنوع الآخر المباني التي تجد فيها الأعمدة مستمرة بحيث تشمل طابقين أو أكثر.
أما الأعمدة المستعملة فهي تشمل جميع الأنظمة الرومانية، وكان الأكثر شيوعًا النظام الكورنثي.
أمثلة للعمارة في عصر النهضة
كاتدرائية فلورنسا
-مسقطها الأفقي مثمن الشكل ومظهرها الخارجي مدبب.
-قطرها الداخلي 42 متر وارتفاعها 33.5 متر .
-الارتفاع الداخلي من مستوى أرضية الكاتدرائية يبلغ 83 متر ,بينما الارتفاع الخارجي حتى نهاية الصليب يبلغ 116 متر.
-يُلاحظ أن الغرض الأساسي من جعل القبة مدببة كي تعطى ضغطًا جانبيًا على القاعدة أقل بكثير مما لو كانت على شكل دائرة.
-ارتفاع القاعدة المثمنة الشكل المرتكزة عليها القبة 12 متر وسمك حوائطها 5 متر.
-مما هو جدير بالذكر أن القبة بنيت بسمك واحد بارتفاع 3.5 متر من أحجار مثبتة بكانات وأحزمة معدنية، ثم بعد ذلك بُنيت على شكل قبتين بينهما فراغ.
إعداد – مهندسة معمارية / عزة رضا أبو السعود
قصر روتشللي
-أهم ما يمتاز به هذا القصر ذلك البهو أو الفناء الداخلي بارتفاع ثلاث طوابق، وتلك العقود والفراندات المتصلة بالحجرات والتي تطل على هذا الفناء الداخلي.
-عولجت الواجهات بتأكيد الطوابق الثلاث في الاتجاه الطولي للمبنى وخاصة ما نلاحظه في زيادة بروز الكورنيش العلوي الطاير الى الخارج نحو 2.3 متر.
-الفناء الداخلي للقصر محاط ببوائك في الدورين الأرضي والأول تشبه في تصميمها بوائك مدرج الكولوسيوم.
-يصل إلى مدخل القصر والفناء الداخلي بهو يحتوي على صفين من الأعمدة من الجرانيت.
-الممر الأوسط مخصص لدخول وخروج العربات مسقوف بقبو مستمر ذا حشوات مربعة، ثم على جانبي الأعمدة ممران آخران وسقف أفقي يحتوي على حشوات.
-خُصص الطابق الأرضي منه للخدمات والأول للاستقبال والثاني للنوم.
– استعمال طرز مختلفة في كل طابق متدرجًا من (الدوري في الأول إلى الأيوني في الثاني إلى الكورنثي في الثالث).
فيلا كابرا
-تمتاز بالتعبير الكلاسيكي المبالغ فيه.
-المسقط الأفقي لها مربع الشكل وفريد من نوعه.
-لها بورتيكو بأعمدة مغطاة على كل جانب من الجوانب الأربعة للفيلا، حيث يؤدى كل مدخل من هذه المداخل إلى الصالة الكبرى المستديرة والتي يعلوها قبة وسقف مائل مغطى بالقرميد الفخار الروماني ذات الألوان الجذابة.
-بالرغم من أن الأروقة الأربعة متماثلة في التصميم إلا أن كل رواق يطل على مناظر طبيعية مختلفة عن الرواق الآخر.
كان لهذا التنظيم في ذلك الوقت من عصر النهضة أثر كبير، حيث لفت أنظار المهندسين والفنانين والأثرياء إليه، واهتموا به كما لقى اهتمامًا بالغًا من المسئولين وقلدوه في مختلف المقاطعات وكثُر تقليده في انجلترا.
ختامًا
لقد تعرفنا اليوم على عمارة عصر النهضة التي ينصب تركيز أسلوبها على التماثل، والنسب، والهندسة، وانتظام الأجزاء وندعوكم لمتابعتنا لمعرفة المزيد عن العمارة في مختلف العصور.
