سلسله المفاهيم البيئيه _ ثالثاً العمارة المنحوتة : تاريخ العمارة المنحوتة والأشكال غير التقليدية- (14)- Sculptural architecture
Table of Contents
المقدمة :
تحدثنا في المقال السابق عن وسوف نتحدث في هذا المقال عن … تابعونا

تاريخ العمارة المنحوتة والأشكال غير التقليدية :
تعتبر العمارة المنحوتة و الأشكال غير التقليدية جزءًا من التطور المعماري الذي يعكس تحولات كبيرة في التفكير والتصميم. على الرغم من أن العمارة المنحوتة تعتبر من الظواهر المعمارية الحديثة في الغالب، فإن جذورها تمتد عبر العصور، حيث ظهرت العديد من المحاولات لإيجاد طرق جديدة في بناء المباني التي تخرج عن الأنماط التقليدية. هذا النوع من العمارة يتسم باستخدام الأشكال العضوية والمتحولة، ويهدف إلى دمج المباني بشكل أكثر سلاسة مع البيئة المحيطة بها، مما يعكس الابتكار و الإبداع.
1- البدايات المبكرة:
لم يكن العمارة المنحوتة كما نعرفها اليوم موجودة في العصور القديمة، لكن يمكن تتبع جذورها إلى العمارة التقليدية التي كانت تحاول تنسيق المباني مع البيئة الطبيعية. في هذه الفترات، كانت المباني تُبنى باستخدام مواد محلية وخام، مثل الحجر والطين والخشب، وكانت تأخذ أشكالًا مستوحاة من الطبيعة.
في الحضارات القديمة، مثل الحضارة المصرية القديمة و الفرعونية، كانت المعابد والمقابر تُبنى باستخدام أشكال هندسية ثابتة، لكن بعض الأنماط مثل الأعمدة المنحوتة والزخارف المعمارية كانت بداية لفكرة العمارة المنحوتة.
على الرغم من أن الأشكال المنحوتة لم تكن سائدة، إلا أن العمارة الطينية في مناطق مثل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شهدت استخدامًا للأشكال الملتوية والمنحنية في الجدران والأسقف، وهو ما يعد من مقدمات العمارة المنحوتة.

2. العصور الوسطى:
في العصور الوسطى، ظهرت الكنائس القوطية التي تميزت بأسلوب معماري لا يتبع الخطوط التقليدية المستقيمة، بل تعتمد على المنحنيات و الأقواس المدببة التي كانت تظهر وكأنها منحوتة. على الرغم من أن هذه الأنماط كانت تتبع التقاليد الدينية، فإنها تمثل تحولًا في استخدام الأشكال العضوية.
القباب والكنائس البيزنطية والكنائس القوطية في أوروبا يمكن اعتبارها نموذجًا للعمارة المنحوتة في شكلها البدائي. العديد من هذه المباني كانت تعتمد على استخدام الضوء والمساحات الملتوية بطريقة مبتكرة.

3- القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين – بداية الابتكار:
مع دخول القرن التاسع عشر، ومع الثورة الصناعية وتطور تكنولوجيا البناء، بدأت تظهر محاولات جادة للخروج عن الأشكال التقليدية. خاصة في الفن الحديث و الحركة المعمارية الحديثة، حيث سعى المعماريون إلى استخدام مواد مثل الحديد والصلب والزجاج لخلق تصاميم غير تقليدية.
في هذه الفترة، بدأ المعماريون في توظيف الأشكال الطبيعية، وكان من بين هؤلاء أنتوني غاودي في إسبانيا الذي طور تصاميم منحوتة بشكل مبتكر في كنيسة ساغرادا فاميليا وغيرها من أعماله. قدّم غاودي أشكالًا عضوية لا تشبه المعمار التقليدي، حيث دمج الانحناءات الطبيعية و الهياكل العضوية في تصاميمه، وكان أول من استخدم هذه الأشكال بشكل يدمج التصميم المعماري مع الطبيعة.
لو كوربوزييه، وهو من أبرز مهندسي العمارة في القرن العشرين، طور أفكارًا تساهم في إظهار التحول نحو العمارة غير التقليدية، مثل استخدام الأسطح المنحنية في فيلا سافوي في فرنسا، واتباعه للمبادئ الوظيفية التي كانت تمهد الطريق للعمارة الحديثة.

4- القرن العشرون – صعود العمارة المنحوتة والأشكال غير التقليدية:
شهد القرن العشرون ازدهارًا في استخدام الأشكال غير التقليدية والمنحوتة في العمارة. كان من أبرز المعماريين في هذه الفترة فرانك لويد رايت، الذي قدم تصميمات مبتكرة لمنازل بروير ومباني البرج التي تمزج بين التصميم الوظيفي والشكل العضوي.
مع تطور التكنولوجيا واستخدام برامج الكمبيوتر في التصميم، أصبح من الممكن تحقيق أشكال معمارية أكثر تعقيدًا لم تكن ممكنة في السابق باستخدام تقنيات البناء التقليدية.
من أشهر المعماريين الذين أضافوا إلى هذا الاتجاه المعماري فرانك غيري، الذي صمم متحف غوغنهايم في بلباو والذي يعتبر من أبرز الأمثلة على العمارة المنحوتة. اعتمد غيري في تصميمه على الأشكال المعقدة والمنحنية التي تدمج الطبيعة مع التصميم بشكل مبتكر، وأصبح هذا المبنى مصدرًا للإلهام في العمارة الحديثة.
زاها حديد، المعمارية البريطانية الراحلة، تعتبر واحدة من الأسماء اللامعة في مجال العمارة المنحوتة، حيث كان لها دور كبير في خلق تصاميم فريدة من نوعها تعتمد على الأشكال المنحنية والتوزيع الحر للمساحات. تصاميمها مثل مركز لندن المائي و متحف فيلد في شيكاغو تعتبر أمثلة على كيفية الجمع بين الفن والتكنولوجيا في التصاميم المعمارية المنحوتة.

5- القرن الواحد والعشرون – تطور العمارة المنحوتة واستخدام التكنولوجيا الحديثة:
مع التقدم الكبير في التكنولوجيا، أصبحت العمارة المنحوتة أكثر انتشارًا. فبفضل البرامج الثلاثية الأبعاد وبرامج التصميم المعماري المتقدمة، أصبح بإمكان المهندسين المعماريين تصميم المباني باستخدام أشكال أكثر تعقيدًا، مثل المنحنيات والطبقات المتداخلة.
إضافة إلى ذلك، تزايدت أهمية استخدام المواد الحديثة مثل الخرسانة ذات الشكل الحر و الزجاج المشدود، التي تجعل من الممكن تنفيذ التصاميم المنحوتة بشكل أكثر مرونة وتطورًا.
العديد من المدن الكبرى حول العالم بدأت تعتمد على العمارة المنحوتة ليس فقط لأغراض الجمال والفن، ولكن أيضًا من أجل تحقيق أهداف بيئية و استدامة الطاقة. بعض الأمثلة الحديثة على هذه الاتجاهات تشمل برج خليفة في دبي، الذي يجمع بين التقنيات الحديثة والأشكال المعمارية التي تتحد مع البيئة الحضرية.

الخاتمة :
تاريخ العمارة المنحوتة و الأشكال غير التقليدية يعكس تحولًا كبيرًا في التفكير المعماري، من البداية في العصور القديمة وصولًا إلى الابتكارات الحديثة. تميزت هذه العمارة بالابتكار والتحدي للأنماط التقليدية، حيث تتبنى الأشكال العضوية والمنحنية التي تعكس رؤية جديدة للجمال والتفاعل مع البيئة. لقد لعبت التكنولوجيا و المواد الحديثة دورًا كبيرًا في التطور السريع لهذه الأنماط المعمارية، مما جعلها جزءًا أساسيًا من العمارة المعاصرة.
وسوف نتحدث في المقال التالي عن …
المراجع :
ar.wikipedia.org/wiki
explanders.com/
www.expedia
.prague.fm
s://ar.wikipedia.org/wiki/%
.tripadvisor.com.eg/Hotel
ar.wikipedia.
.gob.mx/es/inicio/expertos
tripadvisor.com.mx
.wikipedia.org/wiki/
.safarwa
ar.wikipedia.org
.tripadvisor.com.eg/Hotel_Review-
golden4tic
en.wikipedia.org/wiki/The
.agoda.com/ar-ae/travel-guide
.architecturaldiges
.vecteezy
al-ain.com/article/
.aukettswanke.
يمكنك الاطلاع أيضاً علي :
أسس تصميم غرفة الاجتماعات (1) 2023 – Meeting Room
أسس تصميم المطاعم (1) 2023 – Restaurant Design – Fundamentals for the best interior design
أسس تصميم المولات التجارية (أنواع المولات و معايير التصميم التخطيطي) 2023أسس تصميم غرفة الاجتماعات (1) 2023 – Meeting Room
أسس تصميم المطاعم (1) 2023 – Restaurant Design – Fundamentals for the best interior design
أسس تصميم المولات التجارية (أنواع المولات و معايير التصميم التخطيطي) 2023