كتابة ونشر مهندسة معمارية / عزة رضا أبو السعود
مقدمة
روضة الأطفال floating” roofed Courtyard Kindergarten” ببكين تمزج بين العمارة التقليدية والمعاصرة لخلق مساحة ملهمة للأطفال للعب والتعلم.
حيث يتميز بهيكل السقف المتموج الذي تحيطه المباني القديمة والأشجار، والمشروع مليء بالتفاصيل غير المتوقعة والزوايا المفاجئة التي توفر لسكانه مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية المبنية لاستكشافها.
وسوف نلقي عدة أسئلة في هذا المقال:
ما هي مواصفات هذه الروضة؟
وكيف أمكن ربط الماضي بالحاضر؟
وما سبب ارتباط الاطفال وحبهم لهذه الروضة؟
وللتعرف على معايير تصميم المدارس شاهدوا هذه المقالات
و للتعرف على معايير تصميم المدارس شاهدوا هذه المقالات أسس تصميم المدارس (بناء الأجيال والعقول)-بعدسة معمارى 2020 – بـ عدسة معمارى (byarchlens.com)
أسس تصميم المدارس (بناء الأجيال والعقول)2 – بـ عدسة معمارى (byarchlens.com)
و للتعرف على تأثيرات جائحة كورونا على التعليم و المدارس شاهدوا هذه المقالات تصميم المدارس مابعد فيروس كوروناCovid-1 9معايير تصميمية جديدة وتوصيات هامة! لعام 2021 بعدسة معماري – بـ عدسة معمارى – (byarchlens.com)
معلومات عن روضة الأطفال ببكين
الموقع: بكين ، الصين
المصمم: MAD Architects
المساحة: 10778 متر مربع
الافتتاح: 2020
السعة : 400 طفل تترواح أعمارهم من 2 : 5 سنوات
الفكرة التصميمة للروضة
تقوم فكرة إنشاء الروضة على إحياء موقع تراثي مع الحفاظ على ثقافته وتراثه
وتم تصميم روضة الأطفال بجوار شقق لكبار السن مما يعكس روح “التكامل بين الأجيال” حتى يتمزج التعليم قبل المدرسي ورعاية المسنين.
ميزة المبنى الأكثر لفتًا للنظر هي سقفه “العائم” ذو الألوان الزاهية وتعتبر الفكرة الأساسية أن رياض الأطفال المثالية ليست مدينة ملاهي، أو مكان للمأوى. يجب أن تكون ذو فكر موضوعي وحقيقي، ولكن يتجاوز الواقع ويوفر بعض المساحة للخيال
يعمل السطح كملعب حيث يمكن للأطفال الانخراط في الرياضات والأنشطة في الهواء الطلق، والسماح لخيالهم بالقفز لمساحات أبعد
موقع الروضة في فناء siheyuan التراثية التي يعود تاريخها إلى عام 1725 ، حيث يعد مخطط الروضة مبنى جديد يحمي المباني القائمة التي يتم ترميمها للاستخدام.
ويتميز التصميم بسقف معلق ديناميكي يحيط بساحة الفناء التاريخية. ومن أجل الحفاظ على التراث الثقافي للموقع، فإنه يشكل سرداً حضرياً متعدد حيث القديم والجديد يتعايشان في مكان وزمان واحد
يشكل السقف المعلق تكوينًا يربط بين مجموعة متنوعة من المساحات المستقلة بينما يجعل الناس يشعرون كما لو أنهم دخلوا عالمًا جديدًا تمامًا.
وبصرف النظر عن الجدران الحمراء والبلاط الأصفر للمدينة المحرمة ، يهيمن على الهندسة المعمارية لبكين القديمة الطوب الأزرق والبلاط الرمادي .
تسعى الروضة إلى أخذ الناس إلى ما وراء هذا السياق، ليس فقط في بكين ولكن حتى في جميع أنحاء الأرض. أن نرى ونتخيل التاريخ الطويل أمامنا في زمان وفضاء آخران
مكونات الروضة
تحت السقف الزاهي يحتوي المبنى الداخلي المفتوح على مساحة تعليمية ومكتبة ومسرح صغير وصالة ألعاب رياضية.
صالات المبنى الداخلية تفتح على المباني التاريخية المجاورة، لتعطي للأطفال وجهات النظر متفاوتة بين القديم والجديد.
تم تصميم مساحة للانتقال من الطابق الأول إلى المستوى البدروم على الجانب الشرقي من المدخل بذكاء حيث تم تصميمها كمسرح؛ والجزء العلوي الذي يحيط به جدار دائري تم استخدامه كمكتبة
كما يحترم المبنى وجود ثلاث أشجار قديمة في الموقع ، وتغلفها بطريقة تجلب الهواء الطلق وتسمح بدخول بالكثير من أشعة الشمس في المناطق الداخلية.
فعلى مستوى الأرض، تم تصميم ثلاثة باحات حول العديد من الأشجار القديمة في الموقع الأصلي. حيث تتوافق الساحات الجديدة مع الساحات القديمة في Siheyuan، وتوفر مساحات التدريس مع الضوء والتهوية والامتداد الخارجي، بينما تربط السلالم بالباحات والمناظر الطبيعية على السطح أعلاه.
تشكل التضاريس والتلال المتموجة في السقف منظرًا طبيعيًا مريحيًا مما يحفز الأطفال على الركض واللعب والتفاعل مع بعضهم البعض.
التصميم الداخلي للروضة
لقد تم تصور المناطق الداخلية لرياض الأطفال كتصميم مفتوح حيث يعمل كمساحة تعليمية ومكتبة ومسرح صغير وصالة ألعاب رياضية وهو جو شامل ومميز يبعث روح الانطلاق والحرية
ما يميز هذه الروضة عن غيرها ويجذب الأطفال إليها هو الحرية والانطلاق الذي يشعرون به في هذه الروضة فلا يجب على روضة الأطفال دائمًا تقديم أجهزة أو تركيبات معقدة ، ولكن يجب أن تجعل الأطفال يشعرون دائمًا بالحرية والحب
يعد بيت الفناء الثلاثي المدخل، المتصل بالمساحة الجديدة عبر الساحات والممرات، مكانًا لاستضافة الأنشطة الثقافية والفنية والإبداعية للأطفال خارج المناهج الدراسية، بالإضافة إلى مكتب للموظفين.
يؤدي الجانب الغربي من الردهة إلى منطقة تعلم، حيث يخلق التخطيط المكاني جوًا رائعا ونطاقًا فريدًا.
داخل منطقة التعلم، لا يتم الفصل بين مختلف مجموعات التعلم المختلفة في الأعمار فلا يوجد جدران مغلقة، ولكن بالجدران المنحنية الغير متصلة وهي في الأصل هيكل داعم للمبنى.
إن مساحة التعلم “بلا حدود”، وبيئة القراءة في كل مكان، والمناهج الدراسية التي تركز على التعلم من خلال اللعب الاستكشافي، لا تثري التفاعل بين الأطفال فحسب، بل تسمح أيضاً بأن يتم التعليم والتعلم في جو مثالي
تعمل الروضة كمساحة للتعليم اليومي لـ 400 طفل تتراوح أعمارهم بين 2 و 5 سنوات.
تفتح مساحة التعلم الجديدة على مباني الفناء التاريخية التي تمنح الأطفال إطلالات متناوبة بين القديم والجديد. تعميق فهمهم للوقت والبعد فالروضة عبارة عن مبنى حديث وفناء تقليدي منذ 400 سنة فالأمر يبدو في بدايته أنه متضارب وغير متناسق ولكنه في واقع الأمر يحافظ على التراث ويسمح للطرز المعمارية المختلفة بالتعايش مع بعضها البعض وخلق نوع جديد من التفاعل بينهما.
الإضاءة الطبيعية في الروضة تجعل المكان مشرق ودافئ دائمًا حيث تسمح الجدران الزجاجية الممتدة من الأرض إلى السقف لأشعة الشمس بالتدفق عبر المناطق الداخلية أثناء تشكيل اتصال مرئي مع المنازل والفناء القديم كما أن الاحساس بالراحة لدى الأطفال يأتي من خلال تناسب أحجام العناصر مع أحجامهم
ختامًا
تظهر الروضة كيف يمكن للعديد من عناصر العمارة المتباينة ، وحتى المتناقضة أحيانًا من فترات تاريخية مختلفة أن تتعايش بانسجام مع الحفاظ على أصالتها وفرديتها. والأكثر من ذلك، أنها يمكن أن تعمل في انسجام لخلق انفتاح جديد وإعطاء الأطفال تصورًا موضوعيًا وواقعيًا لبيئتهم. والنتيجة هي فهم كيف يمكن للطبيعة والتاريخ أن يجلبا شعورًا بالشمولية إلى مكان جديد،
والمميز أيضًا هنا هو تعميق قيم الانتماء لماضي مهم في الأجيال الناشئة وجعلهم يحبون المكان ويتألفون معه مما يزيد ارتباط الأطفال بأوطانهم
المصادر
First look: MAD Architects’ “floating” roofed Courtyard Kindergarten in Beijing | News | Archinect
MAD Architects’ Courtyard Kindergarten Features a Floating, Undulating Roof – Architizer Journal
YueCheng Courtyard Kindergarten / MAD Architects | ArchDaily