مفهوم العمارة الحركية (2)- Kinetic architecture

المقدمة :

تحدثنا في المقال السابق عن تاريخ العمارة الحركية وسوف نتحدث في هذا المقال عن مفهوم العمارة الحركية العمارة الحركية Kinetic architecture ليست مجرد مفهوم فني، بل هي ثمرة لتطورات التكنولوجيا في مجالات مثل الميكانيكا، الإلكترونيات، والمواد المتقدمة. من خلال دمج المحركات الذكية، أجهزة الاستشعار، والنظم التفاعلية، أصبحت المباني قادرة على التفاعل مع البيئة والمستخدمين بشكل ديناميكي

إن العمارة الحركية ليست مجرد تطور تكنولوجي، بل هي فلسفة جديدة في التعامل مع الفضاء المعماري. تسعى هذه العمارة إلى محاكاة الحركة التي نجدها في الطبيعة، حيث تتفاعل العناصر مع الظروف المحيطة بها بشكل مستمر. على سبيل المثال، يمكن أن تتغير واجهات المباني الحركية لتلائم التغيرات في الضوء الطبيعي، أو تعديل الأسطح لتحسين التهوية أو التحكم في درجة الحرارة. هذا النوع من التصميم المعماري يمنح المباني مرونة فائقة

ويعكس قدرة الإنسان على الاستفادة من التكنولوجيا لتحسين بيئاته المعمارية. في هذا السياق، تعكس العمارة الحركية رؤية مستقبلية، حيث لا تقتصر المباني على الأبعاد الثابتة بل تصبح جزءًا حيويًا من المحيط الذي تتواجد فيه، يتحرك ويتطور مع الزمن. وهذا يعزز من راحة المستخدمين وجودة حياتهم، لأنهم يعيشون في بيئات تتفاعل وتتكيف مع احتياجاتهم الشخصية.

Kinetic architecture
Kinetic architecture

مفهوم العمارة الحركية :

العمارة الحركية هي مفهوم معاصر في مجال التصميم المعماري، يهدف إلى إدخال الحركة والتفاعل كعنصر أساسي في تشكيل وتصميم المباني. في التقليد المعماري، كانت المباني عادة ثابتة لا تتغير، ولكن مع تطور التكنولوجيا والابتكار في المواد وتقنيات التصميم، بدأ المعماريون في التفكير في كيفية دمج الحركة في الهياكل المعمارية بحيث تصبح المباني أكثر مرونة وتفاعلية مع البيئة المحيطة واحتياجات المستخدمين.

العمارة الحركية ليست مجرد تصميمات معمارية ثابتة، بل تشمل تقنيات ومواد قادرة على التكيف مع التغيرات البيئية أو احتياجات المستخدمين. قد تتضمن هذه الحركة التغييرات الفيزيائية في شكل المبنى أو حتى في وظائفه. وبالتالي، فإن المباني الحركية يمكن أن تتغير بشكل مستمر، سواء كان ذلك استجابة للتغيرات المناخية، أو لتوفير مساحات مرنة، أو لتحقيق راحة أكبر للمستخدمين.

العمارة الحركية (Kinetic Architecture) هي نوع من العمارة التي تعتمد على دمج الحركة في تصميم المبنى، سواء كانت حركة ميكانيكية أو تفاعلية. هذا يعني أن بعض أجزاء المبنى قد تتغير موقعها أو شكلها أو حتى وظائفها بناءً على عوامل معينة مثل الطقس أو احتياجات المستخدمين.

تعتبر العمارة الحركية نقطة تلاقي بين الفن، الهندسة، والتكنولوجيا. فهي تتعامل مع المساحات بطريقة مبتكرة تجعلها تتفاعل مع البيئة المحيطة وتغير الظروف، وهو ما يعزز من مرونة المبنى ويوفر استجابة فورية للمتغيرات.

العمارة الحركية

تتعدد أنواع الحركة التي يمكن دمجها في التصميمات المعمارية الحركية، ويمكن تقسيمها إلى عدة أنواع رئيسية:

الحركة الميكانيكية:

وهي الحركة الناتجة عن الأنظمة الميكانيكية التي تستخدم المحركات أو الأنظمة الهيدروليكية أو الكهربائية لتغيير شكل المبنى أو أجزائه. على سبيل المثال، يمكن أن تفتح أو تغلق الواجهات أو الأسطح أو النوافذ تلقائيًا حسب الحاجة.

الحركة البيئية:

تتفاعل المباني الحركية مع الظروف البيئية مثل الرياح، درجة الحرارة، أو مستوى الإضاءة. على سبيل المثال، يمكن أن يتحرك جزء من واجهة المبنى لينظم التهوية أو لتقليل تأثير الشمس.

الحركة الوظيفية:

تتغير هذه الحركة وفقًا للاحتياجات المتغيرة للمستخدمين. على سبيل المثال، قد تتحول غرفة مفتوحة إلى مساحة مغلقة، أو قد يتغير استخدام المساحات داخل المبنى بناءً على الأحداث أو الأنشطة المختلفة.

العمارة الحركية

العمارة الحركية تهدف إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية:

الاستجابة للبيئة:

من خلال دمج الحركة في المباني، يمكن للمبنى التكيف مع التغيرات البيئية مثل تغيير اتجاه الرياح، درجة الحرارة، أو زاوية الشمس. هذا يمكن أن يساعد في تحسين كفاءة الطاقة وتقليل التكاليف البيئية.

المرونة:

المباني الحركية تتيح تغييرًا دائمًا في الوظائف والمساحات. وهذا يتيح استخدام المباني بطرق متعددة ومتنوعة، مما يجعلها أكثر فاعلية في تلبية احتياجات المستخدمين.

التفاعل مع المستخدم:

من خلال إدخال الحركة في المبنى، تصبح المساحات أكثر تفاعلية مع الأشخاص داخلها. قد يتغير شكل المبنى استجابة لتوجهاتهم أو احتياجاتهم.

الإبداع الفني:

تستخدم العمارة الحركية الحركة كعنصر جمالي وفني لخلق أشكال معمارية غير تقليدية وديناميكية تعكس الابتكار والتجدد.

تتمتع العمارة الحركية بعدد من المزايا التي تجعلها جذابة في العصر الحديث:

تحسين الاستدامة البيئية:

من خلال التفاعل مع البيئة، يمكن للمباني الحركية تقليل استهلاك الطاقة. على سبيل المثال، يمكن أن تتكيف الواجهات المتحركة لتقليل امتصاص الحرارة أو السماح بدخول الضوء الطبيعي بشكل أفضل.

زيادة الراحة للساكنين:

المباني الحركية يمكنها تحسين الراحة الداخلية بشكل ديناميكي، مثل ضبط الإضاءة والتهوية بناءً على الزمن أو الظروف الجوية.

المساحات متعددة الاستخدامات:

بفضل الحركة والتكيف، يمكن للمبنى أن يتغير حسب الحاجة، مما يتيح له استخدامات متعددة في نفس المساحة. على سبيل المثال، يمكن أن تتحول قاعة مؤتمرات إلى قاعة رياضية أو إلى مساحة معارض.

تستخدم العمارة الحركية تقنيات متنوعة لتطبيق الحركة في التصميم المعماري:

الأنظمة الميكانيكية والهيدروليكية:

تستخدم الأنظمة الميكانيكية لتشغيل الأجزاء المتحركة مثل الأسطح القابلة للفتح والإغلاق. هذه الأنظمة قد تكون محركات كهربائية أو أنظمة تعمل بالهواء المضغوط أو الهيدروليكية.

الذكاء الاصطناعي (AI):

يستخدم الذكاء الاصطناعي لتمكين المباني من التفاعل مع البيئة بذكاء. على سبيل المثال، يمكن استخدام مستشعرات لضبط درجة الحرارة والإضاءة في الوقت الفعلي.

الطباعة ثلاثية الأبعاد:

تستخدم هذه التقنية لبناء أجزاء معمارية دقيقة يمكن تعديلها بسهولة، مما يتيح مرونة أكبر في التصميم.

المواد الذكية:

هي مواد تتغير خصائصها استجابة للمؤثرات الخارجية مثل الضوء أو الحرارة. على سبيل المثال، يمكن استخدام الزجاج الذكي الذي يتغير شفافه حسب درجة الحرارة أو كمية الضوء.

هناك العديد من المشاريع التي تعتمد على المفهوم الحركي في العمارة، ومن أبرز هذه الأمثلة:

مركز فيغو للعلوم (The V&A Museum of Design) في لندن:

يحتوي هذا المتحف على واجهات متحركة تستجيب لتغيرات الضوء ودرجات الحرارة.

مركز برشلونة :

يستخدم أنظمة حركية لتعديل الإضاءة والتهوية داخل المبنى استجابة للتغيرات المناخية.

أبراج إمباير في دبي:

تحتوي هذه الأبراج على واجهات قابلة للتحرك لضبط درجة الحرارة والتهوية حسب الحاجة.

من المتوقع أن تتزايد أهمية العمارة الحركية في المستقبل بفضل التطورات المستمرة في التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، والطباعة ثلاثية الأبعاد.
يمكن أن تصبح المباني في المستقبل أكثر تفاعلية وديناميكية، حيث ستستطيع التكيف مع البيئة، وتغيرات المستخدم، واحتياجات المجتمع بطريقة أكثر فعالية

Kinetic architecture

الخاتمة :

تعد العمارة الحركية أحد أهم الاتجاهات المعمارية التي تقدم حلولًا مبتكرة لمشكلات العصر الحديث. من خلال دمج الحركة كعنصر أساسي في التصميم، تتيح هذه العمارة للمباني القدرة على التكيف مع البيئة المحيطة بها والتغيرات في احتياجات المستخدمين. ما يجعل العمارة الحركية تبرز ليس فقط في توفير راحة أكبر، بل أيضًا في تحسين الكفاءة الطاقية والمساهمة في بناء بيئات أكثر استدامة. إن دمج التكنولوجيا مع الفضاءات المعمارية يسمح بإيجاد حلول ذكية تواكب تطورات العصر وتلبي احتياجات المجتمع في المستقبل.

المراجع :

ar.wikipedia.org
twentytwo22magazin
journals.ekb

يمكنك الاطلاع أيضاً علي :

أسس تصميم غرفة الاجتماعات (1) 2023 – Meeting Room
أسس تصميم المطاعم (1) 2023 – Restaurant Design – Fundamentals for the best interior design
أسس تصميم المولات التجارية (أنواع المولات و معايير التصميم التخطيطي) 2023

Shopping Cart
Scroll to Top