ما هي انواع الظلال؟ – (2) Shadow of buildings

تعتبر نظرية الظلال من المفاهيم الأساسية في الفيزياء البصرية، حيث تفسر كيفية تشكل الظلال وتأثير العوامل مثل مصدر الضوء والشكل والمسافة. من خلال دراسة هذه النظرية، يمكننا فهم كيف يتفاعل الضوء مع الأجسام وكيف تتشكل الظلال المختلفة.

يستخدم الظلال في التمثيل الهندسي لإضفاء إدراك بعمق الفراغ، مما يساعد في خلق وهم البعد الثالث على سطح الرسم. كما تساهم الظلال في تقديم صورة دقيقة لموقع الجسم في الفضاء، مما يعزز الفهم البصري للتصميم.

تتطلب عملية التظليل معرفة دقيقة بقواعد الهندسة الوصفية، حيث تهدف إلى تكوين الفراغ المعماري بشكل واقعي ودقيق. الظل الناتج عن جسم K يُعتبر نتيجة لعملية إسقاط الجسم من مركز الإسقاط C، الذي يتطابق مع مصدر الضوء.

يمكن أن يكون مصدر الضوء نقطة نهائية، مثل المصباح الكهربائي أو الشمعة، أو نقطة لانهائية، مثل الشمس. في حالة كون C نقطة نهائية، يُعتبر ذلك إسقاطًا مركزيًا، بينما يُعتبر إسقاطًا متوازيًا عندما يكون C نقطة لانهائية.

تساعد هذه الأساليب في تحديد الظلال بدقة، مما يعزز من مصداقية التمثيل الهندسي ويمنح الرسوم طابعًا أكثر واقعية.

لقد لعب تمثيل الظلال دورًا حيويًا في الفن منذ بداياته، حيث ساهم بشكل كبير في تعزيز الشعور بالواقعية والعمق في الرسومات. يُعتبر الفنان الإيطالي مازاتشو (Masaccio) من أوائل الذين استخدموا الظلال بشكل فعّال، مما جعل الأشكال تبدو كأحجام حقيقية وموجودة في الفضاء.

باستخدام تقنيات الظلال، استطاع مازاتشو خلق تباين بين الضوء والظل، مما ساعد على إضفاء أبعاد واقعية على أعماله. هذه الأساليب ساهمت في تطوير مفهوم المنظور، والذي أصبح لاحقًا جزءًا أساسيًا من فن الرسم.

على مر العصور، استمرت تقنيات الظلال في التطور، حيث استخدمها الفنانون لتعزيز التعبير العاطفي والديناميكية في أعمالهم. من خلال اللعب مع الضوء والظل، استطاع الفنانون خلق أجواء درامية وتأثيرات بصرية مذهلة، مما يجعل الظلال عنصرًا أساسيًا في التعبير الفني.

وفقًا للسطح (أو السطوح) الذي يستقبل الظل بالنسبة للجسم المعني، يمكن تصنيف الظلال إلى الأنواع التالية:

يشير إلى الجزء من الجسم K الذي لا يتعرض للضوء، مما يجعل هذا الجزء مظلمًا تمامًا.

هو إسقاط لحدود الظل الذاتي على الأسطح المجاورة. يتشكل هذا الظل عندما تسقط أشعة الضوء على جسم، فينتج عنه ظلال تقع على الأرض أو أي سطح آخر قريب.

يشير إلى إسقاط لحدود الظل الذاتي على سطح نفس الجسم K. في هذه الحالة، يمكن أن تتداخل الظلال مع أبعاد الجسم نفسه.

يُعتبر حالة وسيطة بين الظل والضوء، حيث يحدث انتقال تدريجي من منطقة الضوء إلى منطقة الظل. يُظهر شبه الظل تأثيرات ضوئية تجعل الأشكال تبدو أكثر نعومة وديناميكية. تساعد هذه الأنواع في فهم كيفية تأثير الضوء على الأشكال، مما يُعزز من القدرة على تمثيل الظلال بدقة في الفنون والهندسة.

تعتبر الهندسة الوصفية أداة أساسية لرسم الظلال بطرق الإظهار المختلفة مثل المنظور والأكسنومتري وتقنيات مونج. توفر هذه الأساليب إنشائات هندسية تأخذ في الاعتبار الاحتياجات الفعلية عند ممارسة الرسم، مما يعزز من دقة وواقعية التمثيلات الهندسية.

بالإضافة إلى الإجراءات التقليدية للرسم، يستعرض النص التطورات الحديثة في هذا المجال. مع ظهور أدوات الرسم الرقمي، لم تعد العمليات تقتصر على إسقاطات فردية، بل أصبحت تتضمن إسقاطات تلقائية لأي شكل على أي سطح. تُنفذ هذه العمليات على نماذج افتراضية باستخدام مصادر ضوء متعددة يمكن إنشاؤها في برامج الكمبيوتر المتخصصة. يُتيح التصيير (Rendering) في هذه البرامج دراسة مفصلة للمواد وكيفية تفاعلها مع الضوء، مما يؤثر على تشكيل الظل.

بينما قد تبدو الإجراءات الرسومية التقليدية غير ضرورية في ظل هذه التكنولوجيا، إلا أنها تظل ضرورية للمصممين لفهم كيفية إدارة الظلال الناتجة تلقائيًا. يتيح ذلك التحكم في المنطق المستخدم في البرامج، مما يساعد في تخطي العقبات التي تواجه كل الأدوات المستخدمة، والتي قد تؤدي إلى خيارات وحلول وسط لتحسين النتائج.

تُعتبر الظلال أيضًا عنصرًا غنيًا في رسم السكتشات السريعة، مما يساعد على تقديم فكرة أولية للمشروعات، قبل أن يتم تحديد التفاصيل بدقة من خلال النمذجة الرقمية. لتحقيق رسومات واقعية، من الضروري فهم كيفية تحديد الظلال للأشكال والتكوينات الشائعة.

علاوة على ذلك، تُساهم الظلال في إكمال المعلومات ثلاثية الأبعاد لشكل ما، إذ تمثل رؤيا من مركز إسقاط آخر. يتطلب ذلك فهم “عمليات الإسقاط والتقاطع” لضمان تحقيق النتائج المرجوة، وتحسين قراءة الرسومات، وتجنب الارتباك أو عدم التوافق من الناحية الجمالية.

تتيح تطبيقات الظلال في الإظهار إنشاء رسومات تقنية مثل الخطط الحجمية (Volumetric plans)، حيث يُعزز تداخل الظل والخطة من فهم الارتفاعات للأشكال الممثلة. ويمكن استخدام الظلال لزيادة تأثير وهم البعد الثالث في الخطط والأكسنومتري والمنظور، سواء من خلال الرسم التقليدي أو الرقمي.

القديس-بطرس-يشفي-المرضى-بظله, وهي عنوان لوحة للفنان مازاتشو -1426-1427

تتعلق نظرية الظل وتطبيقاتها في أساليب الإظهار، مثل إسقاطات مونج والأكسنومتري الكافاليرا الأفقية، بالعناصر المرجعية التي تشمل مصدر الضوء، الشكل الذي يستقبل الضوء، والمستوى الذي يقع عليه الظل. يُعرف كفاف الظل لشكل ما بأنه مجموعة من نقاط تقاطع أشعة الضوء التي تلامس الشكل مع المستوى المتلقي للظل.

نظرية الظل وتطبيقاتها في أساليب الاظهار: اسقاطات مونج والاكسنومتري الكافاليرا الافقية

لتحديد الظلال، يُعتبر “الخط فاصل الظل” عنصرًا أساسيًا، حيث يفصل بين منطقة الظل ومنطقة الضوء. إسقاط هذا الخط على السطح يحدد كفاف “الظل الساقط”. يمكن اعتبار الخط فاصل الظل كالكفاف الظاهر بالنسبة لمركز نظر يتطابق مع مصدر الضوء، الذي قد يكون نقطة لانهائية مثل الشمس، مما يجعل الأشعة متوازية، أو نقطة نهائية مثل المصباح، حيث تتقارب الأشعة.

ظل ذاتي, ظل ساقط ذاتي, ظل ساقط
ظل ذاتي, ظل ساقط, خط فاصل الظل, كفاف الظل الساقط
تقابل تألفي بين شكل وظلة
كيان يتلقى ضوء من من مصدر ضوء واحد أو من مصدرين مختلفين

تظهر الظلال تدرجات بين الضوء والظل، وفقًا لقانون جيب التمام أو قانون لامبرت، الذي يحدد العلاقة بين كثافة الضوء على السطح وزاوية الأشعة مع الخط العمودي على السطح. يُمكن تطبيق هذا القانون على إظهار مستويات مختلفة من الميلان بالنسبة لمصدر الضوء أو في تدرج كثافة الضوء على أسطح منحنيه.

غالبًا ما تتعرض الكيانات لمصادر ضوء متعددة، مما يعني أن بعض المناطق قد تتلقى ضوءًا من جميع المصادر، بينما مناطق أخرى قد تتلقى الضوء من مصدر واحد أو لا تتلقى أي ضوء على الإطلاق.

عند تحديد كفاف ظل لشكل ما، يعتمد ذلك على نفس المبادئ الإسقاطية المستخدمة في أساليب الإظهار المختلفة. على سبيل المثال، يتم تحديد الإسقاط P’ لنقطة P على مستوى π من مركز S باستخدام عمليات الإسقاط والتقاطع. إذا قمنا بتبديل مركز الإسقاط C بمصدر الضوء S، يمكننا ملاحظة أن عملية تحديد الظل مطابقة لعملية الإسقاط.

يمكن اعتبار الظل الناتج عن مصدر طبيعي (مثل الشمس) إسقاطًا متوازيًا، في حين أن الظل الناتج عن مصدر ضوء اصطناعي يمكن اعتباره إسقاطًا مركزيًا.

تحدد العلاقة بين الشكل المسطح وظله نوعًا من التقابل التألفي عندما يكون مصدر الضوء نقطة لانهائية، حيث يكون محور التقابل هو خط التقاطع بين مستوى الشكل والمستوى المتلقي للظل. أما إذا كان المصدر نقطة نهائية، فإن عناصر التقابل لا تتغير، ولكن يُعتبر التناظر تقابلًا منظورياً.

يمكن استغلال خاصية التقابل لتحديد نقاط ظل إضافية، من خلال اصطفاف النقاط المتناظرة مع المركز U وتقابل الخطوط المتقابلة على طول المحور u.

في الختام، تُظهر نظرية الظلال كيف يمكن للضوء أن يكشف عن جماليات الفضاء ويُبرز التفاصيل الدقيقة. إن فهم هذه الظواهر يفتح أمامنا آفاقًا جديدة في مجالات متعددة، من الفنون إلى العلوم.

ar.wikipedia.org/wiki
twinkl.nl

يمكنك الاطلاع أيضاً علي :

أسس تصميم غرفة الاجتماعات (1) 2023 – Meeting Room
أسس تصميم المطاعم (1) 2023 – Restaurant Design – Fundamentals for the best interior design
أسس تصميم المولات التجارية (أنواع المولات و معايير التصميم التخطيطي) 2023

Shopping Cart
Scroll to Top