سلسله المفاهيم البيئيه _ اولا العمارة الحركية – لماذا تتحرك المباني؟ (3)- Kinetic architecture

سلسله المفاهيم البيئيه _ اولا العمارة الحركية – لماذا تتحرك المباني؟ (3)- Kinetic architecture

المقدمة :

تحدثنا في المقال السابق عن مفهوم العمارة الحركية وسوف نتحدث في هذا المقال عن لماذا تتحرك المباني …

لماذا تتحرك المباني ؟ أصبحت العمارة الحركية جزءًا من حركة الاستدامة المعمارية، حيث توفر حلولًا مبتكرة للتعامل مع التحديات البيئية. من خلال استخدام العناصر المتحركة التي تتكيف مع الظروف المناخية، يتم تحسين استهلاك الطاقة وتوفير بيئات أكثر كفاءة وراحة

تتحرك
تتحرك

لماذا تتحرك المباني؟

قد يبدو أن فكرة جعل المباني تتحرك غير تقليدية أو حتى غريبة، إلا أن هناك عددًا من الأسباب التي تجعل هذا المفهوم مهمًا ومفيدًا في العصر الحديث. العمارة الحركية، التي تهدف إلى دمج الحركة في تصميم المباني، يمكن أن تحقق فوائد كبيرة، سواء من حيث الأداء الوظيفي أو الجمالي أو البيئي.

إذ تتيح المباني الحركية للمستخدمين التفاعل مع المساحات بطرق جديدة، وتساعد في تحسين كفاءة المبنى، فضلاً عن استجابته للظروف البيئية المختلفة.

في هذا الجزء، سنتناول الأسباب الرئيسية التي تجعل المباني تتحرك ولماذا يعد ذلك أمرًا ذا أهمية في تصميم العمارة الحديثة.

تعد التغيرات البيئية أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع إلى دمج الحركة في المباني. تعتمد العمارة الحركية على تفاعل المبنى مع البيئة المحيطة به من خلال أنظمة وواجهات قابلة للتعديل، مما يساعد على التكيف مع العوامل البيئية المتغيرة مثل:

ضوء الشمس:

حركة المباني أو بعض أجزاء المبنى قد تستجيب للتغيرات في زاوية الشمس على مدار اليوم. على سبيل المثال، يمكن أن تتحرك الواجهات أو الألواح الشمسية لتعديل كمية الضوء الذي يدخل المبنى، مما يساعد على تقليل الحاجة إلى الإضاءة الاصطناعية.

الرياح:

المباني الحركية يمكن أن تضم عناصر متحركة مثل الأسطح القابلة للفتح أو الإغلاق لتوجيه الرياح أو الاستفادة من التهوية الطبيعية. على سبيل المثال، يمكن للأبواب أو النوافذ المتحركة أن تفتح استجابة لسرعة الرياح لتوفير تهوية طبيعية أفضل وتقليل استهلاك الطاقة.

درجة الحرارة:

يمكن أن تتحرك أجزاء من المبنى استجابة لدرجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة، مثل النوافذ الزجاجية الذكية التي تتغير شفافيتها لتقليل امتصاص الحرارة في الصيف أو السماح بدخول الضوء والحرارة في الشتاء.

من أكبر الدوافع التي تشجع على استخدام العمارة الحركية هو تحسين الكفاءة الطاقية للمباني. يمكن للمباني المتحركة أن تسهم في تقليل استهلاك الطاقة، من خلال:

التكيف مع الطقس المتغير:

مثلما ذكرنا، يمكن للمباني الحركية الاستجابة لتغيرات الطقس بشكل مباشر. على سبيل المثال، يمكن أن تتحرك الجدران أو الأسطح في المبنى لتوفير الظل في الصيف أو السماح بدخول أشعة الشمس في الشتاء، مما يساهم في خفض الحاجة إلى أنظمة التدفئة والتبريد.

تقليل تكاليف الطاقة:

من خلال تكامل أنظمة ذكية، مثل النوافذ الذكية أو الواجهات المتحركة التي تتفاعل مع مستوى الضوء الطبيعي أو درجة الحرارة، يمكن تقليل الحاجة إلى الإضاءة الاصطناعية أو التدفئة والتهوية الميكانيكية، وبالتالي تقليل تكاليف الطاقة.

أحد الأسباب التي تجعل المباني تتحرك هو توفير المرونة في استخدام المساحات. في كثير من الأحيان، قد لا يكون هناك حاجة إلى استخدام جميع المساحات داخل المبنى في كل الأوقات. وبالتالي، فإن القدرة على تغيير حجم أو شكل المساحات يمكن أن يكون لها تأثير كبير في تحسين كفاءة استخدام المبنى، وهذه بعض الأمثلة على كيفية استخدام الحركة في هذا السياق:

تغيير حجم الغرف أو المساحات:

يمكن للمبنى الحركي أن يغير من حجم غرفه أو مساحاته استجابة لاحتياجات المستخدمين. على سبيل المثال، يمكن لغرف المؤتمرات أن تتحول إلى قاعات معارض، أو يمكن أن تتوسع الغرف الصغيرة لتصبح مساحات أكبر عندما يزداد عدد الأشخاص.

تعديل التقسيمات الداخلية:

يمكن استخدام الجدران المتحركة لتغيير شكل المبنى وتوزيع المساحات الداخلية وفقًا لمتطلبات مختلفة، مثل تقسيم المساحة الكبيرة إلى مساحات صغيرة، أو جمع عدة غرف في مساحة واحدة مفتوحة..

تفاصيل Kinetic architecture

مباني حركية يمكن أن توفر تجربة معيشية أو عمل أكثر راحة من خلال الاستجابة للاحتياجات الفردية. من خلال تقنيات مثل الأنظمة الذكية أو الأسطح المتحركة، يمكن للمباني تعديل ظروفها الداخلية لتلائم تفضيلات المستخدمين وتقديم بيئة ملائمة أكثر:

التهوية والإضاءة التلقائية:

قد تفتح النوافذ أو الأسطح تلقائيًا عند الحاجة للتهوية أو التبريد، أو قد يتم تعديل مستوى الإضاءة بناءً على الوقت من اليوم أو مستوى الضوء الطبيعي، مما يوفر راحة أكبر للسكان والمستخدمين.

التحكم في درجات الحرارة:

يمكن للمباني الحركية أن تتيح تعديل درجات الحرارة في الغرف استجابة للتغيرات الجوية، مما يقلل من الحاجة إلى أنظمة التدفئة أو التبريد، ويعزز الراحة الداخلية.

تفاصيل Kinetic architecture

من الأسباب المهمة الأخرى لتحريك المباني هو الحاجة إلى توفير مساحات مرنة لتلبية احتياجات مختلفة في أوقات مختلفة. على سبيل المثال:

المباني متعددة الوظائف:

يمكن أن تتحول المباني الحركية من وظيفة إلى أخرى بشكل سلس. قد تكون هناك حاجة إلى قاعة لتجمعات اجتماعية في وقت معين، بينما في وقت آخر يمكن أن تكون المكان المناسب لمعرض أو محاضرة.

المناسبات والتجمعات:

يمكن لمرافق مثل مراكز المعارض أو المسارح أن تعدل من حجم المساحة أو شكلها استجابة للحدث أو الفعالية، مما يوفر تكاليف بناء إضافية ويوفر مرونة أكبر في التصميم.

تفاصيل Kinetic architecture

الحركة في العمارة لا تقتصر فقط على الوظائف، بل تساهم أيضًا في خلق بيئة معمارية فنية وديناميكية. يمكن للمباني الحركية أن تكون أعمالًا فنية حية تتحول وتتغير بشكل مستمر، مما يضيف بعدًا جماليًا للمساحات. من خلال الحركة، يمكن للمعماريين والمصممين التعبير عن أفكارهم بطرق مبتكرة، وقد تؤدي هذه الحركة إلى خلق أشكال معمارية غير تقليدية تثير الانتباه وتبهر المشاهدين.

في بعض الحالات، يمكن أن تتحرك المباني استجابة لتفاعل مباشر من الأشخاص داخلها. يمكن للمستخدمين أن يتحكموا في أجزاء من المبنى أو التفاعل مع أنظمة حركية حسب الحاجة. على سبيل المثال:

أنظمة الواجهات المتحركة:

قد يتفاعل المستخدمون مع الواجهات القابلة للتحريك لفتحها أو إغلاقها أو تعديل شكلها حسب احتياجاتهم الخاصة.

المساحات التفاعلية:

يمكن أن تتغير المساحات بناءً على سلوكيات المستخدمين، مثل غرف الاجتماعات التي تتغير استنادًا إلى عدد الحضور أو الأنشطة التي تحدث.

في بعض الحالات، قد تساعد الحركة في المباني في الاستجابة لأزمات أو تحديات مفاجئة، مثل الكوارث الطبيعية. على سبيل المثال:الحركة ضد الكوارث: يمكن للمباني الحركية أن تتمتع بقدرة على التحرك أو التكيف لمواجهة الفيضانات أو الزلازل أو تغيرات في البيئة، مثل إغلاق النوافذ أو الحواجز لحمايتها من العوامل الجوية القاسية.

الخاتمة :

تمثل العمارة الحركية الجسر الذي يربط بين الابتكار التكنولوجي والرغبة في تحسين جودة الحياة. بفضل التقنيات الحديثة، يمكن للمباني أن تتكيف وتستجيب للظروف البيئية والاحتياجات البشرية. هذه العمارة ليست مجرد إبداع تقني، بل هي فلسفة معماريّة تهدف إلى جعل المبنى جزءًا حيًّا من البيئة المحيطة، يتناغم معها ويستجيب لها بشكل متواصل. في المستقبل، ستواصل العمارة الحركية دورها في تحسين استدامة المباني وجعلها أكثر توافقًا مع التغيرات المناخية والاحتياجات الاجتماعية.

سوف نتحدث في المقال التالي عن-تقنيات العمارة الحركية تابعونا …

المراجع:

ar.wikipedia.org
twentytwo22magazin
journals.ekb

يمكنك الاطلاع أيضاً علي :

أسس تصميم غرفة الاجتماعات (1) 2023 – Meeting Room
أسس تصميم المطاعم (1) 2023 – Restaurant Design – Fundamentals for the best interior design
أسس تصميم المولات التجارية (أنواع المولات و معايير التصميم التخطيطي) 2023

Shopping Cart
Scroll to Top