فرانك معمارياً مفكراً ومؤلفاً بارزاًفرانك لويد رايت 4Frank

فرانك معمارياً مفكراً ومؤلفاً بارزاًفرانك لويد رايت 4Frank Lloyd Wright

المقدمة :

تحدثنا في المقال السابق عن فلسفة المعماري فرانك لويد رايت 3Frank Lloyd Wright وسوف نتحدث في هذا المقال عن فرانك معمارياً مفكراً ومؤلفاً بارزاًفرانك لويد رايت 4Frank Lloyd Wright

فرانك لويد رايت كان معمارياً مفكراً ومؤلفاً بارزاً

وقد نشر العديد من الكتب التي ساعدت في تعريف الناس بفلسفته المعمارية وأفكاره حول العمارة والمدينة والطبيعة. كتب رايت كانت بمثابة وثائق لفهم أعمق لمفاهيمه التصميمية وفلسفته في العمارة. إليك بعض من أهم الكتب التي نشرها رايت والتي تعتبر مصادر أساسية لفهم توجهاته المعمارية:

1. “المدينة المختفية” (The Disappearing City) – 1932- معمارياً مفكراً ومؤلفاً بارزاً :

هذا الكتاب هو أحد أشهر أعماله الأدبية المعمارية، حيث قدم فيه رؤيته لمدينة المستقبل وكيف ينبغي أن يكون تصميم المدن أكثر انسجامًا مع الطبيعة واحتياجات الإنسان. رايت تصور مدينة منبسطة، تعتمد على المساحات المفتوحة والمباني ذات العلاقة الوثيقة بالأرض والطبيعة. كانت هذه الرؤية تركز على إزالة التكدس العمراني المفرط وتنظيم المدن بشكل أكثر إنسانية.

2. “ملاحظات على العمارة” (An Autobiography) – 1932- معمارياً مفكراً ومؤلفاً بارزاً:

في هذا الكتاب، يقدم رايت سردًا شخصيًا عن مسيرته المهنية وفلسفته في العمارة. الكتاب ليس فقط مذكرات شخصية، بل هو أيضًا عرض فكري لآرائه حول العمارة وأهمية تأثيرها على المجتمع. يحتوي الكتاب على رؤى عن ابتكاراته المعمارية وتجاربه في الحياة العملية.

3. “فلسفة العمارة” (The Philosophy of Architecture) – 1908- معمارياً مفكراً ومؤلفاً بارزاً:

في هذا الكتاب، يتناول رايت تفاصيل فلسفته في العمارة، موضحًا كيف يجب أن تتناسب المباني مع بيئتها. كان يدعو إلى التخلي عن الأساليب التقليدية واعتماد تصاميم جديدة تؤمن بتكامل المباني مع الطبيعة، مما كان يمثل انطلاقة لفكرة العمارة العضوية.

4. “عمارة العصر الحديث” (Modern Architecture) – 1931- معمارياً مفكراً ومؤلفاً بارزاً:

في هذا الكتاب، ناقش رايت أفكاره حول العمارة الحديثة وكيف يجب أن تنسجم مع متطلبات العصر والتقدم الصناعي. كما قدم أفكاره حول شكل المباني وتوزيع المساحات بشكل يناسب الحياة المعاصرة.

5. “فن البناء” (The Art of Building) – 1914- معمارياً مفكراً ومؤلفاً بارزاً:

هذا الكتاب هو مجموعة من المقالات التي كتبها رايت حول موضوع فن العمارة وكيفية تصميم المباني بحيث تكون أكثر من مجرد هيكل وظيفي. كان يتحدث عن الأبعاد الجمالية والفنية للمباني وتفاصيلها المعمارية.

6. “نظرة جديدة للعمارة” (A New Architecture) – 1930- معمارياً مفكراً ومؤلفاً بارزاً:

في هذا الكتاب، يقدم رايت نقدًا للعمارة التقليدية ويدعو إلى الابتكار في التصميم المعماري. كان يؤمن بأن العمارة يجب أن تكون قادرة على تحقيق الانسجام بين الإنسان والمكان بشكل يتماشى مع الحياة العصرية.

7. “عمارة السطح” (The Modern Art of Building) – 1928:

يناقش رايت في هذا الكتاب الأبعاد الجمالية والوظيفية لتصميمات المباني. يؤكد على أهمية استخدام المواد الطبيعية والتعامل مع المساحات بطريقة منسجمة مع البيئة.

8. “العمارة العضوية: الفلسفة والعناصر” (Organic Architecture: Philosophy and Elements) – 1943:

في هذا الكتاب، يقدم رايت أكثر أفكاره تطورًا حول العمارة العضوية. يتناول كيفية دمج المباني مع البيئة المحيطة، واستخدام المواد المحلية، والمرونة في تصميم المساحات. الكتاب يشمل عناصر فلسفية وعملية تهدف إلى تحويل العمارة إلى فن يخدم الإنسان ويعزز علاقته بالطبيعة.

9. “العمارة الأمريكية” (American Architecture) – 1914:

في هذا الكتاب، كان رايت يناقش تطور العمارة الأمريكية ويقارنها بالعمارة الأوروبية. كان يروج لفكرة أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تطوير أسلوب معماري خاص بها يعكس تاريخها وثقافتها.

10. “أسرار العمارة” (The Seven Lamps of Architecture) – 1905:

هذا الكتاب يتناول بعض المبادئ الأساسية التي يجب أن تتبعها العمارة، وهو مزيج بين الفلسفة والفن. يناقش فيه رايت القيم الجوهرية التي يجب أن تتحلى بها أي تصميم معماري، مثل الجمال والوظيفية والاتصال بالبيئة.

العوامل التي أثرت علي المعماري فرانك لويد رايت :

فرانك لويد رايت كان أحد المعماريين الذين تأثروا بالعديد من العوامل الثقافية والفلسفية والتقنية التي شكلت رؤيته المعمارية وأساليب تصميمه. يمكن تلخيص أهم العوامل التي أثرت عليه في النقاط التالية:

1. التأثيرات الثقافية والفنية:

الحركة الفنية الأمريكية: تأثر رايت بالحركة الفنية الأمريكية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وخاصة الفن الحديث. كانت تلك الحركة تسعى لتجديد الثقافة الأمريكية وتطويرها بعيدًا عن التقليد الأوروبي. رايت كان مؤمنًا بضرورة أن تعكس العمارة هُوية البلاد وتاريخها، ولهذا كان يرفض أساليب العمارة الأوروبية التقليدية التي كانت تهيمن في ذلك الوقت.
الفن الياباني: رايت كان من المعجبين بالفن الياباني والطراز المعماري الياباني، الذي أثر في تصاميمه بشكل كبير. تأثر باستخدامه للخشب في العمارة، بالإضافة إلى فكرة التدرج في الفضاء والاهتمام بالتفاصيل الطبيعية، مثل الأسطح المسطحة والشرائح الزجاجية المائلة.

2. التأثيرات الفلسفية والدينية:

الفلسفة الطبيعية: كان رايت يتأثر بفلسفات الطبيعة مثل الفلسفة الرومانسية التي تؤكد على أهمية التناغم بين الإنسان والطبيعة. كان يرى أن العمارة يجب أن تكون جزءًا من البيئة الطبيعية وأنها يجب أن تعمل مع الطبيعة بدلاً من مقاومةها.
التصوف والروحانية: تأثر رايت بعدد من الفلسفات الروحانية، وكان يؤمن بأن العمارة يجب أن تعكس روح العصر. استخدم هذه المبادئ في تصميماته ليخلق بيئات تحفز الإحساس بالسلام الداخلي.

3. التجارب الشخصية والتعليمية:

تدريبه الأكاديمي: رايت بدأ تدريبه المعماري في جامعة ويسكونسن، لكنه لم يتخرج منها. ومع ذلك، تعلم الكثير من خلال العمل المباشر مع المعمارين المحترفين في شيكاغو، وأهمهم لويس سوليفان، الذي أصبح معلمه المؤثر. سوليفان، الذي يعتبر مؤسس المدرسة الأمريكية للعمارة الحديثة، أثر على رايت من خلال تعليمه مبادئ “الشكل يتبع الوظيفة”، وهي فكرة كانت محورية في تطور أعماله لاحقًا.
تجاربه الشخصية: تأثرت رؤيته المعمارية أيضًا بتجاربه الشخصية في الحياة، مثل رحيله عن شيكاغو بسبب المشاكل الشخصية والمهنية. كان لديه قدرة كبيرة على الابتكار حتى في الأوقات التي تعرض فيها لأزمات شخصية.

4. التقدم التكنولوجي والصناعي:

الابتكارات التكنولوجية: شهدت فترة عمل رايت تقدمًا كبيرًا في التكنولوجيا المعمارية، مثل استخدام الخرسانة المسلحة والزجاج المدعم، مما أتاح له إحداث ثورة في تصاميمه. كان رايت من الأوائل الذين استخدموا هذه المواد بشكل مبتكر، مما جعله قادرًا على تصميم مساحات مفتوحة ومتجانسة، مثل فيلا فولينوتر.
استخدام التقنيات الحديثة: رايت كان يدمج التقنيات الحديثة في تصميماته، مثل استخدام الأنظمة الإنشائية الحديثة، مما مكنه من تحقيق أفكار جديدة ومتطورة في التصميم المعماري.

5. التأثر بالطبيعة والمحيط الطبيعي:

كان للطبيعة تأثير كبير على فلسفة رايت المعمارية. كان يرى أن العمارة يجب أن تتكامل مع البيئة الطبيعية المحيطة بها، سواء كان ذلك من خلال الاختيارات المادية (كالخشب والحجر) أو من خلال التصميم المكاني الذي ينسجم مع التضاريس الطبيعية.
أبرز مثال على ذلك هو تصميمه لـ فيلا فولينوتر التي بنيت فوق شلال في بنسلفانيا، حيث حاول دمج المبنى بشكل كامل مع الطبيعة المحيطة به.

6. تأثير حركات العمارة الحديثة:

الحركة الحديثة: رايت كان في قلب الحركات المعمارية الحديثة، مثل العمارة الوظيفية والتقليدية، لكنه تجاوز هذه الحركات لتطوير أسلوبه الخاص الذي دمج الفلسفة الطبيعية مع الحداثة.
كان معجبًا بالفكرة الأوروبية التي ظهرت في بدايات القرن العشرين والتي تأثرت بمفاهيم مثل الفن النظيف والبساطة في التصميم.

7. التأثر بالعمارة الأمريكية الأصلية:

رايت تأثر بشكل ملحوظ بأنماط العمارة الأمريكية الأصلية، مثل تصميمات الهنود الحمر الذين كانوا يعيشون في الغرب الأمريكي. كان يحب فكرة استخدام المواد المحلية والعناصر الطبيعية في البناء. في تصميماته، كانت التفاصيل مثل الأسطح المسطحة واستخدام الخشب تُذكر بالتصاميم التقليدية للقبائل الأمريكية الأصلية.

8. التغيرات الاجتماعية والسياسية:

الكساد الكبير: تأثر رايت بالظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة، مثل الكساد الكبير في الثلاثينيات، حيث كانت هذه الأزمة تلهمه التفكير في كيفية توفير بيئات معمارية يمكن أن تعزز حياة الإنسان وسط التحديات الاجتماعية.
كما تأثر بفكرة التحضر وكيفية تخطيط المدن بطريقة تراعي التنوع الاجتماعي والبيئي، وهو ما كان جزءًا من أفكاره التي طرحها في مشروع “مدينة برواداكر”.