سلسله المفاهيم البيئيه _ ثانياً العمارة البيئية: المباني السكنية – (19)- Environmental architecture
Table of Contents
المقدمة :
يشهد العالم اليوم تحولًا كبيرًا نحو الاستدامة البيئية في جميع جوانب حياتنا اليومية، بما في ذلك التصميم المعماري. يعتبر التصميم المستدام للمباني السكنية أحد الأساليب الأساسية التي تهدف إلى تقليل الأثر البيئي وتعزيز جودة الحياة من خلال دمج عناصر الطبيعة داخل البيئات الحضرية. فالمباني السكنية لم تعد مجرد أماكن للعيش، بل أصبحت جزءًا من نظام بيئي متكامل يهدف إلى تقليل استهلاك الطاقة، وتوفير بيئات صحية، والحفاظ على التوازن البيئي.
التصميم المستدام للمباني السكنية:
طرق دمج الطبيعة في الحياة اليومية
في هذا المقال، سنستعرض أهمية التصميم المستدام في المباني السكنية، وطرق دمج الطبيعة داخل هذه المباني لتعزيز الاستدامة وتحقيق أسلوب حياة متوازن، صحي، ومستدام.
أهمية التصميم المستدام للمباني السكنية
1- تقليل استهلاك الطاقة:
- يتطلب التصميم المستدام في المباني السكنية الحد من استهلاك الطاقة باستخدام تقنيات تساهم في الحفاظ على الطاقة مثل العزل الجيد، الأنظمة الشمسية، و التهوية الطبيعية. يؤدي ذلك إلى تقليل الحاجة للطاقة الكهربائية التقليدية والتدفئة الاصطناعية، مما يساعد في تقليل الفواتير الشهرية.
2-تحسين جودة الهواء داخل المبنى:
- أحد أهداف التصميم المستدام هو توفير بيئة داخلية صحية. يشمل ذلك دمج النباتات الداخلية، وزراعة الأشجار في الفناء، واستخدام مواد بناء طبيعية وخالية من المواد الكيميائية السامة التي قد تؤثر على جودة الهواء.
3- التفاعل مع البيئة الخارجية:
- تصميم المباني السكنية بشكل يسمح بفتح مساحات للتفاعل مع الطبيعة من خلال الحدائق، و الأسطح الخضراء، و الشرفات المزروعة يساهم في خلق بيئات مريحة وممتعة لسكان المبنى، مما يعزز الرفاهية النفسية والجسدية.
4- تعزيز الاستدامة البيئية:
- يؤدي دمج عناصر مثل الطاقة المتجددة، و المواد المستدامة، و أنظمة إدارة المياه إلى تعزيز الاستدامة البيئية للمباني. هذا يساعد في الحد من انبعاثات الكربون، واستخدام الطاقة المتجددة، وتحقيق استدامة بيئية طويلة المدى.
طرق دمج الطبيعة في الحياة اليومية عبر التصميم المستدام للمباني السكنية
1- الأسطح الخضراء (Green Roofs):
- تعتبر الأسطح الخضراء أحد الحلول المبتكرة لدمج الطبيعة في المباني السكنية. فهي توفر مساحات خضراء على أسطح المباني، مما يساعد في تقليل درجات الحرارة في المناطق الحضرية، ويحد من ظاهرة جزيرة الحرارة الحضرية. كما توفر الأسطح الخضراء بيئات ملائمة للزراعة الحضرية، ويمكن استخدامها للمساحات الترفيهية أو الاجتماعية.
2- الحدائق الداخلية والخارجية:
- تضمين الحدائق في تصميم المباني السكنية سواء في المساحات الخارجية أو الداخلية يشجع على التفاعل مع الطبيعة. يمكن أن تكون هذه الحدائق ممرات خضراء داخلية أو مناطق مفتوحة يمكن للأسر استخدامها في حياتهم اليومية.
- في الحدائق الخارجية، يمكن زرع الأشجار والنباتات المحلية، التي تساهم في تحسين نوعية الهواء وتوفير الظل والراحة في الفضاء الخارجي.
3- النوافذ الكبيرة والإضاءة الطبيعية:
- يعتبر الضوء الطبيعي أحد العوامل المهمة في التصميم المستدام للمباني السكنية. يسمح استخدام النوافذ الكبيرة بمرور أشعة الشمس إلى داخل المبنى، مما يقلل من الحاجة للإضاءة الاصطناعية. كما يساعد في تحسين الصحة النفسية للسكان من خلال توفير بيئة مضيئة وطبيعية.
- يمكن توجيه النوافذ بشكل استراتيجي لاستغلال الضوء الطبيعي في فصول الشتاء الباردة لتقليل استهلاك الطاقة للتدفئة.
4- التهوية الطبيعية والتصميم المناخي:
- من خلال تصميم المباني بحيث تسمح بمرور الهواء الطلق عبر النوافذ والأبواب بشكل فعال، يمكن توفير بيئة داخلية صحية. يعتمد التصميم المستدام على استغلال الرياح الطبيعية لتبريد المبنى في فترات الصيف وتقليل الحاجة لأنظمة التكييف.
- يعتمد التصميم المناخي على تحليل اتجاه الرياح، الزوايا الشمسية، و التضاريس المحيطة لضمان أن المبنى يستفيد من الموارد البيئية المتاحة لتحقيق أقصى قدر من الراحة البيئية.
5- المواد المستدامة:
- يتضمن التصميم المستدام اختيار المواد الطبيعية والصديقة للبيئة مثل الخشب المعاد تدويره، و الحجر الطبيعي، و الطوب البيئي. استخدام هذه المواد لا يقلل فقط من التأثير البيئي للمبنى، بل يعزز أيضًا من المظهر الجمالي ويخلق بيئة أكثر دفئًا وطبيعية.
- يمكن اختيار الدهانات الطبيعية والخالية من المركبات العضوية المتطايرة (VOCs) لضمان جودة الهواء الداخلي.
6- أنظمة إدارة المياه:
- يشمل التصميم المستدام للمباني السكنية استخدام أنظمة تجميع مياه الأمطار لتخزين المياه لاستخدامها في الري أو غسل السيارات. يساعد ذلك في تقليل استهلاك المياه من الشبكة العامة وتوفير مصادر مياه مستدامة.
- يمكن أيضًا دمج أنظمة تصريف المياه الطبيعية التي تمنع تجمع المياه السطحية وتساعد في إعادة شحن المياه الجوفية.
7- الزراعة الحضرية في المباني:
- توفر الزراعة الحضرية حلولًا مبتكرة لدمج الطبيعة في الحياة اليومية عبر تصميم حدائق نباتية على الأسطح أو حتى داخل المباني. يمكن لسكان المبنى زراعة الفواكه والخضروات باستخدام أساليب زراعية مستدامة مثل الزراعة المائية أو الزراعة العمودية. هذه الأنظمة لا تقتصر على توفير الغذاء المحلي فحسب، بل تساعد أيضًا في تعزيز الشعور بالاتصال بالطبيعة.
8- تصميم المساحات المشتركة المدمجة بالطبيعة:
- من خلال دمج المساحات المشتركة داخل المجمعات السكنية مثل حدائق المجتمع أو المساحات الخضراء العامة، يتم تعزيز الروابط الاجتماعية بين السكان. هذه المناطق يمكن أن تضم مسارات للمشي، و مناطق للعب الأطفال، و مساحات للأنشطة الثقافية.
- تعزيز الترابط بين الإنسان والطبيعة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العقلية والجسدية للسكان، حيث يجدون في هذه المساحات ملاذًا من الضغوط اليومية.
9- استخدام تقنيات الطاقة المتجددة:
- دمج تقنيات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية و الطاقة الريحية في المباني السكنية يمكن أن يساعد في تحقيق استقلالية الطاقة وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية. من خلال تركيب الألواح الشمسية على الأسطح أو استخدام المضخات الحرارية الجيوحرارية، يمكن للمباني السكنية توفير الطاقة اللازمة لتشغيل الإضاءة، والتدفئة، والمرافق الأخرى.
الخاتمة :
إن التصميم المستدام للمباني السكنية يمثل حلولًا بيئية مبتكرة تساعد في دمج الطبيعة داخل الحياة اليومية للمقيمين. من خلال استخدام التقنيات الخضراء مثل الأسطح الخضراء، و التهوية الطبيعية، و أنظمة الطاقة المتجددة، يمكننا توفير بيئات معيشية صحية ومستدامة تعزز من رفاهية السكان وتساهم في الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.
الخاتمة :
specialties.bayt.
.scribd.
ar.wikipedia.org/wiki
.pinterest/
يمكنك الاطلاع أيضاً علي :
أسس تصميم غرفة الاجتماعات (1) 2023 – Meeting Room
أسس تصميم المطاعم (1) 2023 – Restaurant Design – Fundamentals for the best interior design
أسس تصميم المولات التجارية (أنواع المولات و معايير التصميم التخطيطي) 2023