سلسله المفاهيم البيئيه _ ثانياً العمارة البيئية: الزراعة الحضرية – (5)- Environmental architecture

سلسله المفاهيم البيئيه _ ثانياً العمارة البيئية: الزراعة الحضرية Urban agriculture – (8)- Environmental architecture

المقدمة :

في عالمٍ يتسارع فيه التحضر وتزداد فيه التحديات البيئية والاقتصادية، تبرز الزراعة الحضرية كأحد الحلول الفعّالة التي تجمع بين احتياجات المدن المتنامية وضرورة الحفاظ على البيئة. الزراعة الحضرية هي ممارسة زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات في المناطق الحضرية أو شبه الحضرية، وتُعتبر بمثابة ردّ على العديد من التحديات مثل نقص المساحات الخضراء، تدهور جودة الطعام، والتغير المناخي. بالإضافة إلى ذلك، توفر الزراعة الحضرية العديد من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تسهم في بناء مدن أكثر استدامة.

الزراعة الحضرية- Environmental architecture :

الزراعة الحضرية هي الزراعة التي تتم داخل المناطق الحضرية، سواء على الأسطح أو في الحدائق الصغيرة أو الحاويات أو حتى في المساحات العامة والمرافق غير المستخدمة. تشمل الزراعة الحضرية جميع الأنشطة الزراعية مثل زراعة الخضروات والفواكه، الزهور، والأعشاب، وكذلك تربية الحيوانات مثل الدواجن والنحل. تمثل هذه الأنشطة فرصة لتعزيز استدامة المدن وتقليل الاعتماد على الموارد الخارجية.

1- الزراعة في الأسطح (الأسطح الخضراء):

تتضمن زراعة المحاصيل على أسطح المباني، وهي واحدة من أكثر أنواع الزراعة الحضرية شيوعًا. يمكن استخدام الأسطح المسطحة لتحويلها إلى حدائق خضراء تُزرع فيها الخضروات والأعشاب والفواكه. يمكن أن تكون هذه الحدائق عمودية أو تزرع في أحواض ومستودعات خاصة.

2- الزراعة في الحاويات:

تعتبر الزراعة في الحاويات خيارًا مثاليًا للمدن التي تعاني من نقص في المساحات المفتوحة. يتم زراعة المحاصيل داخل أواني أو صناديق أو حاويات متعددة، وتوفر هذه الطريقة مرونة في اختيار الموقع ووسيلة سهلة للتعامل مع المساحات الصغيرة.

3- الزراعة العمودية:

تتضمن الزراعة العمودية استخدام هياكل متعددة الطوابق أو رفوف لزراعة المحاصيل في طبقات فوق بعضها البعض، مما يجعلها مناسبة للمدن ذات الكثافة السكانية العالية التي تحتاج إلى استغلال المساحات الرأسية بدلاً من الأفقية.

4- الزراعة المجتمعية (الحدائق المجتمعية):

هي حدائق يتم إنشاؤها في مناطق حضرية، حيث يتعاون المجتمع المحلي في زراعة الخضروات والفواكه والأعشاب. تعتبر هذه الحدائق وسيلة لتمكين المجتمع المحلي، وتعزيز التعاون الاجتماعي، وتقليل الشعور بالعزلة.

5- الزراعة المائية (الهيدروبونيك):

هي تقنية زراعة تعتمد على المياه بدلاً من التربة لزراعة النباتات. يتم إمداد النباتات بالمغذيات الضرورية من خلال الماء، وهي تقنية فعّالة في الأماكن الحضرية التي تعاني من تلوث التربة أو نقص الأرض الزراعية. كما يمكن دمجها مع أنظمة الزراعة العمودية.

6- الزراعة المستدامة (أكوا بونيك):

هي تقنية تجمع بين الزراعة المائية وتربية الأسماك. حيث يتم استغلال المياه الملوثة من تربية الأسماك لتغذية النباتات، وتقوم النباتات بدورها بتنقية المياه التي تعود لتستخدم في تربية الأسماك، مما يخلق نظامًا بيئيًا مستدامًا.

1- تحسين الأمن الغذائي:

تعتبر الزراعة الحضرية وسيلة فعالة لتحسين الوصول إلى الطعام الطازج والمغذي في المناطق الحضرية، خاصة في الأحياء الفقيرة أو المناطق التي تفتقر إلى الأسواق المحلية أو محلات المواد الغذائية. يمكن للأفراد والأسواق المحلية تقليل اعتمادهم على الغذاء المُصنع والمستورد، ما يعزز من الاستقلالية الغذائية.

2- تقليل البصمة البيئية:

تساهم الزراعة الحضرية في تقليل البصمة البيئية عبر تقليل الحاجة إلى النقل الطويل للأطعمة، وبالتالي تقليل انبعاثات الكربون الناتجة عن وسائل النقل. كما أن استخدام الأسطح والمساحات غير المستغلة يساهم في الحفاظ على المساحات الطبيعية.

3- تحسين جودة الهواء:

تعمل النباتات في الزراعة الحضرية على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتوليد الأوكسجين، مما يساعد في تحسين جودة الهواء في المناطق الحضرية المكتظة. كما يمكن للنباتات التقاط الملوثات الهوائية مثل الجسيمات الدقيقة والأوزون.

4- توفير فرص العمل والتدريب:

توفر الزراعة الحضرية فرصًا للعمل في مجالات الزراعة المستدامة، وتقنيات الزراعة المائية، وصيانة الحدائق. يمكن أيضًا أن تكون مراكز التدريب على هذه الأنشطة مصدرًا هامًا للتعلم والنمو المهني للمجتمعات المحلية.

5- تعزيز الصحة العامة:

يعزز توافر الغذاء الطازج والمحلي من صحة الأفراد، خاصة إذا كان يشمل خضروات وفواكه عضوية خالية من المواد الكيميائية. كما أن المشاركة في الزراعة المجتمعية يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر، وتحفيز النشاط البدني، وتعزيز رفاهية المجتمع.

6- إعادة تأهيل المساحات الحضرية:

تساعد الزراعة الحضرية في تجميل المدن، وتحويل المساحات غير المستغلة أو المهملة إلى بيئات خضراء مزدهرة. يمكن تحويل الأسطح الخالية أو الأراضي المهجورة إلى حدائق خضراء ومزارع حضرية، مما يعزز الجمال الطبيعي ويجذب السياحة.

1- نقص المساحات:

في المدن ذات الكثافة السكانية العالية، يعتبر الحصول على المساحات المناسبة للزراعة الحضرية تحديًا. في هذه الحالات، غالبًا ما يتم استخدام الأسطح أو الحاويات العمودية كبدائل.

2- الموارد المائية:

قد تكون المياه في المناطق الحضرية محدودة، ما يتطلب استخدام أنظمة ري ذكية وفعالة لتقليل الفاقد وضمان استدامة الزراعة الحضرية..

3- التلوث البيئي:

في بعض المناطق الحضرية، قد يتسبب التلوث في التربة والمياه في تقليل جودة الزراعة. ولذلك، يتطلب الأمر تقنيات متقدمة مثل الزراعة المائية أو الهيدروبونيك لتجنب التربة الملوثة.

4- التمويل والدعم الحكومي:

بالرغم من فوائدها الكبيرة، فإن الزراعة الحضرية قد تحتاج إلى تمويل ودعم حكومي لتنفيذ مشاريع واسعة النطاق، سواء من خلال إنشاء الحدائق المجتمعية أو توفير الأراضي المخصصة لذلك.

الزراعة الحضرية تلعب دورًا حيويًا في تطوير المدن المستدامة التي تهتم بتحقيق التوازن بين النمو العمراني والحفاظ على البيئة. من خلال دمج الزراعة في المدن، يمكن تقليل الاعتماد على الغذاء المستورد، تحسين جودة الهواء، وتقليل التأثيرات السلبية للتوسع العمراني على البيئة. كما تساهم الزراعة الحضرية في بناء مجتمعات أكثر استدامة وتماسكًا، حيث يعزز العمل المشترك في الحدائق المجتمعية من الترابط الاجتماعي.

agriculture

1- مدينة نيويورك، الولايات المتحدة:

شهدت نيويورك تطورًا كبيرًا في مجال الزراعة الحضرية، حيث يتم تشجيع الزراعة على الأسطح في المباني السكنية والتجارية، كما تم تطوير العديد من المشاريع المجتمعية مثل “الحدائق الحضرية” لتوفير الغذاء المحلي.

2- برلين، ألمانيا:

تعد برلين واحدة من المدن الرائدة في الزراعة الحضرية، حيث تنتشر فيها الحدائق المجتمعية والزراعة على الأسطح، وتساهم هذه المبادرات في زيادة الوعي البيئي وتحقيق الأمن الغذائي المحلي.

3- سنغافورة:

تعتبر سنغافورة مثالًا رائدًا في دمج الزراعة في المساحات الحضرية. تسعى الحكومة إلى جعل سنغافورة مدينة “مكتفية ذاتيًا غذائيًا” من خلال تبني تقنيات الزراعة العمودية والزراعة المائية

الخاتمة :

الزراعة الحضرية هي أداة قوية يمكن أن تساعد في خلق مدن أكثر استدامة وصحة. من خلال دعمها وتوسيع نطاقها، يمكن للمدن أن تحسن من جودة الحياة لسكانها، وتقلل من آثار التوسع العمراني على البيئة. إنها جزء من الحلول المستقبلية لمواجهة التحديات البيئية والاجتماعية، وتعزيز المرونة والابتكار في عالم متغير.

المراجع :

specialties.bayt.
.scribd.
ar.wikipedia.org/wiki
.pinterest/

يمكنك الاطلاع أيضاً علي :

أسس تصميم غرفة الاجتماعات (1) 2023 – Meeting Room
أسس تصميم المطاعم (1) 2023 – Restaurant Design – Fundamentals for the best interior design
أسس تصميم المولات التجارية (أنواع المولات و معايير التصميم التخطيطي) 2023

Shopping Cart
Scroll to Top