كتابة ونشر مهندسة معمارية / عزة رضا أبو السعود

مقدمة

المعماري وليد عرفة توجه للعالمية بخطوات سريعة حيث أن تصميمه لمسجد باصونة جعله محط أنظار العالم وحقق له العديد من الجوائز ورشحه للعديد أيضًا

نشأته ودراسته

مواليد 1978 بمحافظة سوهاج في مصر وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية والتصميم الحضري والتخطيط ، من كلية الهندسة جامعة عين شمس عام 2001

درس الماجستير في Architectural Association School of Architecture بلندن في الحفاظ على المباني التاريخية

وانضم للممارسة المعمارية في لوس أنجلوس باستوديو نجا للعمارة وشارك في عدد من المشاريع مثل مسابقة مركز التجارة العالمي التذكاري في مانهاتن وجزر Oqyana من صنع الإنسان في دبي وNew Masterplan لهضبة الجيزة الأهرامات في مصر

ويعكف حاليًا على إعداد دراسة الماجستير الثانية في تاريخ العمارة والفن الإسلامي في كلية الإنسانيات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة

أهم أفكاره والعوامل التي أثرت عليه

* تتلمذ فكريًا على يد الشيخ أسامة الأزهري منذ عام 2003 وصاحبه في العديد من السفرات البحثية والعلمية مما انعكس بشكل مباشر على اتجاهه المعماري عمومًا وتصميم مسجد باصونة خصوصًا

* ويشير عرفة الى أهمية التمييز بين الثابت والمتغير، بحيث تكون الثوابت للحفاظ على الهوية والتاريخ، والمتغير ضروري للحفاظ على فكرة التجديد

ومن أقواله – (لا يرى عرفة منطقًا سليمًا لتكرار مبنى معماري بحاذفيره، فكل مبنى يصاحبه تضافر عدد من العوامل يصعب تكرارها من موقع لآخر ومن زمن لآخر)

– (من الواجب علينا الاستفادة من الدروس والمناهج المستقاة من المباني التاريخية لإنتاج عمارة جديدة خاصة بالتراث تلبي احتياجات الماضي والمستقبل)

– (التدين الحقيقي هو تدين صانع للحضارة، محفز على التفوق في العلوم وخصوصًا في بلد كمصر التي أنتج تدينها صروحًا لا مثيل لها كالأهرامات والمعابد المعجزة والمساجد الفائقة كالسلطان حسن والكنائس كالمعلقة)

الجوائز التي حصل عليها

حصل على جائزة “ستون أووردز” عن تحفته “مسجد باصونة” الذي أنجزه في إحدى قرى صعيد مصر بمحافظة سوهاج

جاء مسجد باصونة ببن أفضل ثلاثة تصاميم  في القائمة القصيرة من الدورة الثالثة من جائزة عبد الله الفوزان لاختيار أفضل تصميم مسجد

ترشح لجائزة الآغا خان للعمارة لأول مشروع مستقل له، وهو تصميم منزله الشخصي في القاهرة، والذي أطلق عليه “دار عرفة”

– حصل على المركز الأول في مسابقة “أرك مارثون” العمارة بالحجر من إيطاليا  2019، ومرشح للنسخة الثانية منها التي لم تعلن نتائجها بعد، وجائزة الحلول الخضراء التي تنظمها فرنسا ورشحت لجائزة شخصية العام المعمارية الشرق أوسطية في مسابقة جائزة “محمد مكية” التابعة لجائزة تميز ديسمبر 2019 عمان -الأردن

– ومن الجدير بالذكر أن أحد عشرًا مكتبًا معماريًا فرنسيًا سعوا للتحالف مع دار عرفة للعمارة في مسابقة تصميم بيت مصر في مدينة الطلبة الدولية بباريس وذلك على خلفية نجاحها في تقديم عمارة مصرية معاصرة لافتة للنظر في جامع باصونة وقد اختار عرفه التحالف مع أحدها وفازا معًا بالتصميم والإشراف على تنفيذ هذا المبنى الهام.

مسجد باصونة

معلومات عن المبنى

الموقع: سوجاج، مصر
المساحة: 450 متر مربع
السعة: 500 مصلي
عدد الأدوار: 3 أدوار
الافتتاح: 2019
المكونات: به قاعة الصلاة الرئيسية حوالي 180متر، جزء خدمات مساحته 100متر بدروم، وصالة أسفل قاعة الصلاة 180متر، ميزانين علوي للسيدات
البدروم في حال زخم المسجد يستخدم في رمضان والجمعة، أيضًا يمكن تقسيمه لـ16غرفة صغيرة تستقبل فيها قوافل طبية، أو فصول تعليم كبار أو محو أمية

ولمعرفة المزيد عن تصميم المساجد شاهدوا المساجد وأسس تصميمها – سلسة المبانى الدينية (الجزء الأول) – بـ عدسة معمارى (byarchlens.com)

الفكرة التصميمية

– وجهة نظر عرفة في التصميم أنه ليس سليمًا تكرار مبنى معماري بحاذفيره، فكل مبنى يصاحبه تضافر عدد من العوامل يصعب تكرارها من موقع لآخر ومن زمن لآخر

– ولهذ قام بعمل تحفة معمارية فريدة قائمة بذاتها بعناص تشكيلية مميزة رغم صغر حجم المسجد
 حيث أن تصميم المسجد يحفل بكل الأشكال التقليدية والمعاصرة وتم استخدام الأحجار عبر أشكال هندسية متنوعة تحتفي بالسمات الأساسية للثقافة الإسلامية

– طريقة إنشاء هذا المسجد تعتمد على أساليب بناء قديمة تستطيع توفير كلفة اقتصادية رائعة يمكن محاكاتها لاحقا في مشروعات ذات كلفة ضخمة وقد تم تخفيض التكلفة الفعلية للمسجد بنحو 20: 30 %

– المسجد يعود إلى جذور فكر المسجد القديم، مبنى مركزي لكل أنشطة المسلمين حيث يحتوى على مساحات للعمل الخيري وفصول محو الأمية

مكونات المبنى

– يحتوي الدور الأول على مُصلى للرجال وآخر للسيدات، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتوفر فيها مكان خاص لمصلى السيدات داخل القرية، بينما الدور الأرضي تم تخصيصه للقوافل الطبية وفصول محو الأمية، وهناك ساحة خارجية لاستقبال أعداد أكبر من المصلين في أوقات العيد أو صلاة الجمعة

– صممت مئذنة المسجد على نسق حرف الألف في الخط المنسوب بثلاثة أبعاد

– للمسجد قبة يبلغ اتساع قطرها 6 أمتار وبإرتفاع 3 أمتار وبها بروز منتظمة من الداخل والخارج باستخدام الزاوية الفاضلة، وتم اختراع آلة معينة لضبط مكان كل بلوك في القبة المركزية

– محراب المسجد مستلهم من العمل الفني مكعب المكعبات للعالمي المصري أحمد مصطفى
ويحتوي محراب المسجد علي أسماء الله الحسنى على كل مكعب

– قد تم استخدم لون البيوت في الجوار بنوع من الحجر المعماري وهو حجر رملي جيري يتحمل الأتربة وأشعة الشمس وهذا يلائم طبيعة المكان شديد الحرارة كما أنه محلي الصنع

– تم اللجوء لغلق الأبواب الأرضية وبقي مصدر التهوية موجود في فتحات السقف بدلاً عن الجدران، أي نلجأ للسماء رمزا وفعلاً. لأن الهواء البحري حبيس المنازل المجاورة، وكذلك الإضاءة.
عند دخولك الجامع تنعطف يمينًا تجد الشباك المطل على المقابر أي العظة صلي صلاة مودع كأنها إشارة

الاستدامة في المسجد

– عدم احتياج المسجد للمكيفات أو الإضاءة الصناعية طوال فترات النهار واستغلال ماء المطر – حال حدوثه- من خلال تخزينه لري المزروعات وتنظيف الأرضيات الخارجية

– وجاءت نسبة استخدام الخرسانة 30% فقط بالمبنى، عوضنا بإنشاء التغطية من خلال 108 مثلثات كروية. إضافة إلى قبة مدخل وأخرى مركزية من البلوك الرملي الخفيف مصري الصنع وهذه الطوبة متينة وخفيفة – وهذا يقلل من استخدام الحديد والخرسانة – عازلة للصوت والحرارة ومقاومة للحريق

ختامًا

تحدثنا في مقالنا اليوم عن المعماري المميز وليد عرفة الذي حجز لنفسه مكانًا بين المعماريون العالميون بسبب تصاميمه المميزة وتفرده في عناصر التصميم ما جعله يحصد العديد من الجوائز المعمارية العالمية

ولمعرفة المزيد عن العمارة وأحدث أخبارها تابعونا دائما في بـ عدسة معمارى – بعدسة معماري موقع عربي يتناول كل مايخص طلاب العمارة والمعماريون. (byarchlens.com)

المصادر

المهندس وليد عرفة: تصميم مسجد أبو ستيت في باصونة استغرق 6 أشهر.. وأسامة الأزهري المحرك الأول للمشروع

مسجد باصونة بسوهاج.. بصمة تراثية لمعماري مصري مجدد

معماري مصري يحصد جائزة عالمية عن تصميم «مسجد باصونة»