كتابة ونشر مهند سة معمارية/ عزة رضا أبو السعود

مقدمة

المعماري محمد كمال إسماعيل هو معماري الحرمين الشريفين حيث اختاره الملك فهد بن عبدالعزيز لتصميم توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي

ففي كل عام تزدداد أعداد ضيوف الرحمن في الحرمين الشريفين ولكن تستوعبهم ساحات هذه المساجد حيث تمت التوسعة بعقلية وخيال وتصميم مميز حيث كلل أعماله بمثل هذا العمل العمل العظيم وأحب تكليل أخرته فلم يقبل الملايين مقال تصميمه لتوسعة الحرمين حيث قال “أحصل على مال لعملي في الحرمين الشريفين وكيف أقابل رنا سبحانه وتعالى”

وسوف نطرح في مقالنا اليوم عدة تساؤلات:

من هو المعماري محمد كمال إسماعيل؟
ما هي محطات حياته وكيف نجح كمعماري؟
ما هي أهم أعماله وكيف تم اختياره لتصميم التوسعة بالحرمين الشريفين؟
ما هي العوامل التي أثرت على تصميماته؟وما هي مؤلفاته؟
ما هي الألقاب والتكريمات التي حصل عليها؟ وسوف نجيب عن كل هذه التساؤلات في مقالنا اليوم

ولمعرفة المزيد عن معرض الحرمين الشريفين شاهدوا هذا المقالمعرض الحرمين (شاهد على تطور الحرمين عبر العصور / 1420 هـ – 1999 م ) – بـ عدسة معمارى (byarchlens.com)

ولمعرفة كيف أثرت جائحة كورونا على مناسك العمرة شاهدوا هذا المقال مناسك العمرة في زمن الكورونا ( الإجراءات الاحترازية وتنظيم سير ضيوف الرحمن )- بعدسة معمارى 2020 – بـ عدسة معمارى (byarchlens.com)

حياة المعماري محمد كمال إسماعيل

– محمد كمال إسماعيل (بك) ولد 13 سبتمبر 1908 بمدينة ميت غمر محافظة الدقهلية بمصر ودرس الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة حيث كانت عدد طلاب دفعته 7 دارسين

– وكان متفردًا بعدة أمور حيث كان أصغر من حصل على الثانوية في تاريخ مصر، وأصغر من دخل مدرسة الهندسة الملكية الأولى، وأصغر من تخرج فيها، وأصغر من تم ابتعاثه إلى أوروبا للحصول على شهادة الدكتوراه في العمارة، كما كان أول مهندس مصري يحل محل المهندسين الأجانب في مصر، وكان أيضا أصغر من حصل على وشاح النيل ورتبة البكوية من الملك.

– حصل على الدكتوراه من فرنسا عام 1933 من مدرسة بوزال ليكون أصغر من يحمل لقب دكتور في الهندسة وحصل على الدكتوراه الثانية في الإنشاءات بعدها بسنوات قليلة وحصل على دكتوراه ثالثة في العمارة

أعمال المعماري محمد كمال إسماعيل

– أبرز أعماله الإشراف على توسعة الحرمين الشريفين 1982 حيث تعد أكبر توسعة للحرمين في تاريخ الإسلام، وعلى امتداد 14 قرن

– كانت الصعوبة تكمن في ضيق المساحة والحيز الذي يمكن لأي مهندس التعامل معه
فمن السهل أن تتعامل مع مساحة من الأرض الفضاء لتصمم بها ما تشاء، ولكن من الصعب فعل الشيء ذاته مع مكان تم بناؤه بالفعل، وبخاصة لو كان مقدساً لدي المسلمين

– تم توسعة الحرم النبوي بمعدل سبعة أضعاف لتزيد مساحته من 14 ألف متر مربع إلي 104 آلاف متر مربع، بينما تمت توسعة الحرم المكي لتزداد من 265 ألف متر مربع إلى 315 ألف متر مربع، وهذه التوسعات التي لم تتضمن فقط توسعة الحرمين، ولكنها شملت مشروعات تكييف المكان وتغطيته بالمظلات والقباب

– أدخل في تصميم الحرمين أحدث التكنولوجيا لتوفر الراحة للمصلين في مختلف أيام العام. وذلك من خلال استخدامه ميكانيزم فتح وقفل الأسقف أوتوماتيكيًا بواسطة إثنى عشر مظلة من التفلون علي شكل خيمة، مساحة كل منها 306 أمتار مربعة، وهي أكبر مساحة خيمة في العالم علي عمود واحد، واستعمال سبعة وعشرين مساحة كل منها 1818 مترا، لحماية المصلين.

– بالإضافة إلي جراج للسيارات يسع لنحو 5000 سيارة تحت الأرض وتكلفت هذه الإنشاءات نحو 18 مليار دولار. وقد بدأت عملية التوسيع في العام 1982 واستمرت لمدة 13 عاماً انتهت بهذا الإبداع الذي كرم عليه بمنحه جائزة الملك فهد للعمارة الإسلامية اعترافًا بجهوده في أعمال الحرمين.

شملت توسعت المسجد الحرام إضافة جزء جديد إلي المسجد من الناحية الغربية، والأستفادة من السطح العلوي للمسجد والذي وصلت مساحته إلي -61 ألف م2 – استعاب عدد أكبر من المصلين ليصل إجمالي القدرة الأستيعابية للحرم المليون و نصف المليون مصلي . كذلك تم بناء مئذنتين جديدتين ليصبح إجمالي عدد المأذن في وقتها 9 مآذن بارتفاع 89 متراً للمأذنه .
وأشتملت التوسعة علي إضافة مبني جديد إلى الحرم، يتكون من ثلاث أدوار بلإضافة إلى تهيئة السطح إستقبال الزيادات في الحج ومواسم العمرة، وكان الدور الأرضى بمساحة 18 ألف م2 وبارتفاع 4 أمتار، والدور الأول بمساحة 20 ألف م2 وبارتفاع 9 أمتار، ودور أول علوي بمساحة 189 ألف م2 وبارتفاع 9 أمتار

– عمل في مصر مدير لمصلحة المباني الأميرية حيث كانت تشرف على بناء وصيانة جميع المباني الحكومية ليصمم العديد من المباني مثل دار القضاء العالي على الطراز الإيطالى الكلاسيكى من حيث الشكل والارتفاع وحجم الغرف، ويتميز بأعمدته وصالاته الواسعة، ومبانيه العالية والفخمة التى تشبه القصور

– مجمع المصالح الحكومية (مجمع التحرير) 1951 المكون من 14 طابق وكان لتصميم المبنى على شكل قوس دوراً في تحديد شكل ميدان التحرير، وما تفرع منه من شوارع

– ومسجد صلاح الدين بالمنيل حيث يعد تحفة أقيمت علي نسقها عدد من المساجد في دول الخليج.

العوامل التي أثرت على تفكيرالمعماري محمد كمال إسماعيل

– تأثر بالعمارة الإسلامية رغم أن المدرسين الذين تتلمذ على يديهم من إنجلترا وسويسرا (الذين درسوا له فنون العمارة العالمية )حيث أبدع بعد تخرجه في هذا الاتجاه حيث عمل على دراسة شاملة عن المساجد المصرية

– حيث قدم فيما بعد موسوعة مساجد مصر المكونة من أربع مجلدات عرض فيها تصميمات المساجد المصرية وطرزها وسماتها المعمارية التي تعبر عن كل مرحلة من مراحل الحضارة الإسلامية وكانت هذه الموسوعة سببًا في حصوله على البكوية من الملك فاروق ووصلت هذه الموسوعة إلى أوربا وتخطت حدود مصر حتى وصلت هذه الموسوعة ليد الملك فهد الذي اختاره لتوسعة الحرمين الشريفين

– كان يحب اللجوء للعناصر الإسلامية في تصميماته فبرزت في أعماله الأقواس والزخارف والأعمدة والأفنية الداخلية التي تحتوي على سلالم وهو ما يتضح في بناء مجمع التحرير على شكل قوس حيث جعل له فناءًا داخليًا كبيرًا كالقصور القديمة التي تتميز بها العمارة الإسلامية

تكريم المعماري محمد كمال إسماعيل

– منحه الملك فاروق وشاح النيل ولقب البكوية

– منحته السعودية جائزة الملك فهد للعمارة

– لقب بأستاذ الأجيال وشيخ المعماريين

ختامًا

قدمنا لكم في مقال اليوم معماري أبدع واجاد في تصميم الحرمين الشريفين حيث لم ينل هذا المعماري الشهرة الكافية والمكانة التي يستحقها وهو المعماري الفذ محمد كمال إسماعيل المصري الذي قام على الإشرف على توسعت الحرمين الشريفين كما أنه ألف موسوعة مساجد مصر المكونة من أربع مجلدات التي نفذت بالكامل ولم يتبقى منها سوى بعض النسخ في المكتبات الكبرى

وهكذا أفنى “أستاذ الأجيال” عمره في حياته العلمية وإنجازاته المعمارية دون أن يحصل على الشهرة والحفاوة التي يستحقها

المصادر

محمد كمال إسماعيل

رفض ملايين ملك السعودية.. حكاية المهندس المصري مصمم الحرمين المكي والنبوي

محمد كمال إسماعيل “أستاذ الأجيال” الذي أشرف على توسعة الحرمين وصمم دار القضاء

محمد كمال إسماعيل.. العبقري المصري الذي صمم «توسعة الحرمين» و«مجمع التحرير»