سلسله المفاهيم البيئيه _ اولا العمارة الحركية – العمارة الحركية من منظور الاستدامة (7)- Kinetic architecture
Table of Contents
المقدمة :
تحدثنا في المقال السابق عن االعمارة الحركية في الأماكن العامة والمرافق وسوف نتحدث في هذا المقال عن العمارة الحركية من منظور الاستدامة …
أصبحت العمارة الحركية جزءًا من حركة الاستدامة المعمارية، حيث توفر حلولًا مبتكرة للتعامل مع التحديات البيئية. من خلال استخدام العناصر المتحركة التي تتكيف مع الظروف المناخية، يتم تحسين استهلاك الطاقة وتوفير بيئات أكثر كفاءة وراحة.
العمارة الحركية من منظور الاستدامة – إن العمارة الحركية تعتبر امتدادًا طبيعيًا للفكر المعماري الذي يسعى إلى التفاعل المستمر بين الفضاء والمستخدم. هذه العمارة تعتمد على الابتكارات التكنولوجية الحديثة التي تسمح للمباني بأن تكون أكثر مرونة، من خلال دمج الحركة في تصميماتها. فبدلاً من أن تكون المباني ثابتة وغير قابلة للتغيير، أصبحت هذه العمارة تتيح للمبنى أن يتغير ويتكيف وفقًا للاحتياجات الوظيفية أو البيئية. على سبيل المثال، في المباني الحركية، يمكن للأسطح المتحركة تعديل مسارات الإضاءة الطبيعية، مما يساهم في توفير الطاقة وتقليل الاعتماد على المصادر الاصطناعية. هذه الأنظمة التفاعلية لا تقتصر على تحسين الأداء البيئي فحسب، بل تسهم أيضًا في خلق بيئات معمارية أكثر حيوية وديناميكية، حيث يمكن للمبنى أن “يتنفس” ويتفاعل مع محيطه بطرق جديدة.
العمارة الحركية من منظور الاستدامة
تعد العمارة الحركية-منظور الاستدامة – أحد المجالات الأكثر تطورًا في تصميم المباني والمرافق، حيث تعتمد على دمج الحركة في التصاميم المعمارية لتلبية احتياجات المستخدمين وتحسين كفاءة استخدام الفضاء. ومن خلال هذه الحركة، يمكن للمباني أن تتفاعل مع البيئة المحيطة والتغيرات المناخية، مما يؤدي إلى تحقيق مستويات أعلى من الاستدامة البيئية والاقتصادية.
يتمثل المفهوم الأساسي للعمارة الحركية في استخدام التقنيات المتحركة التي تسمح للمبنى أو جزء من هيكله بالتحرك أو التكيف مع الظروف المتغيرة. يشمل ذلك الواجهات المتحركة، الأسطح الشمسية القابلة للتعديل، الأسطح المتغيرة، وغيرها من الأنظمة التي تسمح للمبنى بالتكيف مع البيئة المحيطة، مثل تغيرات درجات الحرارة، أو مستويات الإضاءة، أو حتى احتياجات المستخدمين.
تساهم العمارة الحركية في تحسين استدامة المباني من خلال تحسين كفاءة الطاقة، وتقليل استهلاك الموارد، وتحسين الراحة الداخلية للساكنين أو المستخدمين. من خلال هذه المقالة، سنستعرض كيف يمكن للعمارة الحركية أن تسهم في الاستدامة البيئية، وكذلك في تقليل الآثار البيئية السلبية للمباني.
1. العمارة الحركية والتحكم في الطاقة-منظور الاستدامة
في عصر تتزايد فيه التحديات البيئية وتهديدات تغير المناخ، بات من الضروري أن تصبح المباني أكثر استدامة. العمارة الحركية توفر حلولًا مبتكرة لتحسين كفاءة الطاقة، وتقليل الاعتماد على الطاقة التقليدية.
1.1. واجهات متحركة لتحقيق الكفاءة الطاقية
الواجهات المتحركة تعتبر من أبرز تقنيات العمارة الحركية التي يمكن أن تساهم في تحسين كفاءة الطاقة. من خلال التكيف مع التغيرات البيئية مثل الإضاءة الطبيعية، ودرجة الحرارة، واتجاه الرياح، تساعد الواجهات المتحركة في تقليل استهلاك الطاقة.
•الواجهات الشمسية:
يمكن تركيب ألواح شمسية على واجهات متحركة بحيث تتغير زاويتها وفقًا لحركة الشمس خلال اليوم. هذا يسمح بتوليد الطاقة الشمسية بشكل أكثر فعالية.
•الزجاج الذكي:
يمكن أن يتغير لون الزجاج أو درجة شفافيته استجابةً لتغيرات الإضاءة أو الحرارة. في الأيام الحارة، يمكن للزجاج أن يتحول إلى اللون المعتم ليقلل من استهلاك الطاقة للتكييف.
•أنظمة التهوية المتحركة:
يمكن أن تحتوي المباني الحركية على نوافذ متحركة تفتح أو تغلق تلقائيًا استجابة لتغير درجات الحرارة أو مستويات الرطوبة، مما يقلل من الحاجة إلى استخدام أنظمة التكييف والتهوية الاصطناعية.
1.2. الأسطح المتحركة لتعديل درجات الحرارة
تعمل الأسطح المتحركة أيضًا على تحسين كفاءة الطاقة داخل المباني. على سبيل المثال، يمكن للمبنى أن يحتوي على أسطح شمسية قابلة للتعديل أو أسطح حرارية تتكيف مع التغيرات في الطقس، مما يساعد في تقليل الحاجة للتبريد أو التسخين الاصطناعي.
•الأسطح الشمسية القابلة للتحريك:
يمكن للأنظمة الحركية أن توظف الأسطح الشمسية التي تتحرك وتعدل اتجاهاتها لتتبع حركة الشمس طوال اليوم، مما يزيد من كفاءة توليد الطاقة.
2. العمارة الحركية واستدامة الموارد-منظور الاستدامة
أحد أهداف العمارة الحركية هو تحسين استخدام الموارد المتاحة وتقليل النفايات والمواد المستخدمة. يمكن أن تساهم التقنيات الحركية في الحد من استهلاك المواد الأولية من خلال تصميمات مبتكرة وتقنيات متعددة.
2.1. استخدام مواد ذكية ومتجددة
العمارة الحركية تعتمد على المواد المتجددة والذكية التي يمكنها التفاعل مع البيئة المحيطة، مما يسهم في تقليل النفايات وتوفير الطاقة.
•المواد الذكية:
يمكن استخدام مواد الخرسانة الذكية أو الألواح الشمسية المتكاملة التي تتحرك أو تتفاعل مع الضوء أو الحرارة لتوفير الطاقة أو حماية المبنى من الظروف المناخية القاسية.
•الطاقة المتجددة:
العمارة الحركية يمكن أن تضم أنظمة شمسية وريحية متكاملة، بالإضافة إلى الأسطح المتحركة التي تزيد من كفاءة استخدام هذه الطاقة المتجددة.
2.2. تقنيات البناء المتكيفة مع البيئة
تتضمن تقنيات البناء المتكيفة استخدام الأسطح والجدران المتحركة لتقليل الحاجة إلى استخدام الطاقة الاصطناعية. على سبيل المثال:
•الجدران الخضراء المتحركة:
يمكن استخدام جدران نباتية أو خضراء تتحرك لتعكس الضوء أو لتوفير عزل حراري إضافي.
•الأنظمة الزراعية المتكيفة:
بعض المباني تحتوي على أسطح زراعية متحركة والتي يمكنها تحسين بيئة المبنى وزيادة المساحات الخضراء.
3. العمارة الحركية والراحة الداخلية-منظور الاستدامة
الاستدامة لا تقتصر على البيئة فقط؛ بل تشمل أيضًا الراحة الداخلية التي يحتاجها السكان والمستخدمون. العمارة الحركية تساهم في تحسين هذه الراحة بشكل مباشر.
3.1. التحكم في الإضاءة والتهوية الطبيعية
استخدام الحركة في تصميم المبنى يساعد في تحسين استخدام الإضاءة الطبيعية والتهوية، مما يؤدي إلى بيئة أكثر راحة وأقل استهلاكًا للطاقة. من خلال أنظمة متحركة، يمكن للمباني تعديل حجم الفتحات أو النوافذ لتناسب احتياجات الإضاءة الطبيعية والتهوية:
•نوافذ قابلة للتحرك:
يتم فتح النوافذ تلقائيًا أو يدويًا للسماح للهواء الطبيعي بالتدفق داخل المبنى، مما يقلل من الحاجة لأنظمة التكييف.
•أسطح شمسية قابلة للتكيف:
يمكن تعديل الأسطح الشمسية استجابةً لمستويات الإضاءة الطبيعية، مما يحسن راحة المستخدمين ويقلل من الحاجة لاستخدام الإضاءة الاصطناعية.
3.2. تصميمات مرنة وتكيف مع الأنشطة
بعض المباني الحركية تسمح بإعادة تشكيل المساحات وفقًا لاحتياجات المستخدمين:
•المساحات القابلة للتعديل:
مثل الأرضيات المتحركة والجدران القابلة للتحريك، التي يمكن تعديلها لإعادة تنظيم المساحات الداخلية بما يتناسب مع الأنشطة المختلفة.
•الأسطح المتحركة لأغراض متعددة
مثل الأسطح التي يمكن تعديلها لاستيعاب الفعاليات المختلفة (على سبيل المثال، تغيير المساحة من مسرح إلى قاعة مؤتمرات).
4. العمارة الحركية كجزء من النمط العمراني المستدام-منظور الاستدامة
عند النظر إلى العمارة الحركية في سياق التخطيط العمراني المستدام، نجد أنها تساهم في تحسين استدامة المدينة ككل. المباني الحركية يمكن أن تكون جزءًا من شبكة عمرانية مرنة تتفاعل مع البيئة وتدعم استخدام الموارد المتجددة.
4.1. التكيف مع التغيرات المناخية
تُعتبر العمارة الحركية أداة قوية للتكيف مع التغيرات المناخية. من خلال تصميمات ديناميكية تتفاعل مع البيئة، يمكن تقليل التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية مثل الحرارة المرتفعة أو الأمطار الغزيرة.
•الأسطح الحركية لمكافحة التغيرات المناخية:
مثل الأسطح القابلة للتحريك التي يمكن تعديلها لتوفير الظل أو لتوجيه الرياح الباردة داخل المبنى في الأيام الحارة.
4.2. تعزيز التفاعل الاجتماعي والمجتمعي
عند تطبيق العمارة الحركية في المرافق العامة مثل الحدائق أو المراكز المجتمعية، تساعد الحركة في تحسين التفاعل بين الأفراد وتوفير مساحات مرنة تتيح للمجتمعات التكيف مع احتياجاتهم.
الخاتمة:
في النهاية، تمثل العمارة الحركية – العمارة الحركية من منظور الاستدامة – أكثر من مجرد استجابة لتحديات معمارية، بل هي تحول حقيقي في كيفية تصورنا للمباني. عبر دمج الحركة في التصميم، تصبح المباني أكثر توافقًا مع الإنسان والبيئة المحيطة به. ومن خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والمواد الذكية، يمكن للمباني أن تعدل من نفسها بما يتناسب مع الظروف الجوية، مما يساهم في تحسين الأداء البيئي وتقليل استهلاك الطاقة. تعد العمارة الحركية نموذجًا مثاليًا للمستقبل، حيث تصبح المباني أكثر استدامة ومرونة في تلبية احتياجات المجتمع.
سوف نتحدث في المقال التالي عن التحديات التقنية في العمارة الحركية تابعونا …
المراجع :
ar.wikipedia.org
twentytwo22magazin
journals.ekb
يمكنك الاطلاع أيضاً علي :
أسس تصميم غرفة الاجتماعات (1) 2023 – Meeting Room
أسس تصميم المطاعم (1) 2023 – Restaurant Design – Fundamentals for the best interior design
أسس تصميم المولات التجارية (أنواع المولات و معايير التصميم التخطيطي) 2023