الدراسات المبدئية في المشاريع المعمارية how to start design)2)

كتابة ونشر مهندسة معمارية/ عزة رضا أبو السعود

مقدمة

الدراسات المبدئية هي لب المشاريع المعمارية وعليه يتم الحكم على المشروع من حيث النجاح والفشل فكلما كانت دراستك منظمة ومفصلة ومحددة تهتم بجميع الجوانب كلما كان مشروعك أقوى وأكثر تأثيرًا.

تحدثنا في مقال سابق عن الكونسبت المعماري وأنواعه وكيف يمكن تطبيقه على المشروع ولمعرفة المزيد شاهدوا الفكرة التصميمية the Concept (كيف تبدأ عملية التصميم 1) – بـ عدسة معمارى (byarchlens.com)

وسوف نثير في مقالنا اليوم عدة تساؤلات :

كيف يمكن عمل الدراسات المبدئية للمشروع؟
ما هي الدراسات المطلوبة للخدمة عملية التصميم؟

المرحلة الأولى جمع المعلومات

– لكي تجيب عن السؤال بشكل صحيح عليك أن تطرح السؤال بشكل صحيح من هنا يمكننا القول أن بداية المشروع تكمن في معرفة متطلباته ومشكلاته وتحاول الإجابة عن كل الأسئلة بشكل صحيح

– يتم جمع معلومات عن العناصر التي يجب أن تتوافر في المشروع ومعايير تصميم هذه الفراغات ويتم تحديد موقع المشروع تبعًا لمرحلة جمع المعلومات حيث يمكنك معرفة الموقع المناسب للمشروع بعد دراسة خصائص المشروع ومتطلباته

– يتم جمع المعلومات عن المشروع من خلال قسمين القسم الأول الفراغات المطلوبة والقسم الثاني المستخدمين للفراغات وفيما يلي نقدم لكم اسكتش يوضح عناصر القسمين

– في مرحلة جمع المعلومات تكون خطوة دراسة المشاريع المماثلة خطوة مهمة جدًا فمن خلالها يمكن الوقف على أسس التصميم وفكرته
ويمكنكم مشاهدة المشاريع المختلفة في هذا الرابط بحيث يمكنك اختيار نوع المشروع من القائمة وستجد العديد من المواضيع

مشاريع معمارية – بـ عدسة معمارى (byarchlens.com)

اختيار الفكرة التصميمية المناسبة للمشروع

– الفكرة التصميمة هي نواة العمل المعماري التي يقوم عليها المشروع وهي ما تجعل المكان مميز وتترك انطباعًا إيجابيًا عند رواد المكان فالفكرة التصميمة هي القصة التي يحكيها المكان

– ويمكن للفكرة التصميمة أن تقوم على حل المشاكل التي تحيط بالمشروع
وتنتج عن دراسة وتحليل المشروع والهدف منه وتحديد المستفدين ومتطلباتهم

– كل مشروع له خصوصية في استخدام الكونسبت ففكرة مشروع مستشفى تختلف عن تصميم المتحف وهما يختلفان عن تصميم المطار مثلاً

ولمعرفة أنواع الكونسبت والعناصر التي يجب أن تتوفر فيه شاهدوا هذا المقال الفكرة التصميمية the Concept (كيف تبدأ عملية التصميم 1) – بـ عدسة معمارى (byarchlens.com)

تنسيق المعلومات التي تم جمعها

– في هذه الخطوة يتم تحويل الفراغات المطلوبة في المشروع إلى عناصر رئسية (زونات) وتحديد مكان كل زون في الموقع طبقًا لمتطلبات الفراغات وتوجيه العناصر
– يتم ترتيب العناصر حسب قوة وضعف علاقاتها ببعضها
– ويجب الاهتمام بان تكون الاسكتشات مضبوطة إلى حد ما من ناحية المساحة حتى تكون النتائج صحيحة ومنطقية

وإذا فرضنا مثال:
مشروع لفيلا فإنه يتكون من عدة عناصر ( غرف نوم – غرفة رئسية – استقبال – معيشة – غرفة طعام – مطبخ – حمامات – عناصر اتصال – غرفة خادمة مكتب – غرفة فيديو جيم وسينما – جيم وساونا)

– فيمكن تقسيمهم لزونات (فراغ خاص – فراغ عام – خدمات – ترفيه)
– ويتم تحديد مكان كل عنصر فمثلًا الفراغ الخاص يجب أن يكون على المطل
الفراغ العام ناحية الشارع الرئيسي
الخدمات تكون جنوبًا

وهنا يأتي دور تحليل الموقع ليكون الترتيب أكثر دقة

الدراسات الخاصة بتحليل الموقع

– كل مشروع له خصوصيته وطبيعته فعند تصميم مشروع لشخص ما أو جهة ما فهو لن يصلح لأخرين كما أن التصميم إذا تمت لمكان ما لا يمكن نقله لمكان أخر فكل موقع له طبيعته الخاصة وعليها قام توزيع العناصر وتم استخدام معالجات خاصة بمناخه

وفيما يلي نقدم لكم اسكتش يوضح عناصر دراسة الموقع والتي تؤثر على عملية التصميم

الدراسات المبدئية في المشاريع المعمارية – اسكتش من تصميم م/ عزة رضا

ولمعرفة المزيد عن كتاب تحليل الموقع للدكتور طارق أبو عوف وتحميل الكتاب شاهدوا هذا المقال كتاب تحليل الموقع للدكتور طارق أبو عوف 2014 – بـ عدسة معمارى (byarchlens.com)

نتائج تحليل الموقع

– طبقًا لكتاب تحليل الموقع للدكتور طارق أبو عوف فإنه ينتج من تحليل الموقع (التكوين الهندسي للمساقط – التكوين الحجمي لشكل المبنى)

فبالرجوع لمثال الفيلا يمكن التطوير في الاسكتشات والحصول على شكل مبدئي للمساقط الأفقية والتكوين الحجمي للكتل

* الأفكار المبدئية تتغير مع تطور المشروع

تقسيم الفراغات الداخلية

– في هذه المرحلة يتم تقسيم الفراغات الداخلية وتوزيع العناصر طبقًا للعلاقات والمساحات وإكمال المساقط الأفقية ويجب مراعاة معايير تصميم الفراغات والاهتمام بالمداخل وأماكنها بين الكتل وتوزيع مسارات الحركة حيث تتدرج من المدخل إلى صالة مدخل ثم فراغ توزيع ثم فراغات داخلية
كما يجب الاهتام بتوزيع الخدمات ووضعها قدر المستطاع فوق بعضها البعض

– والاهتمام بالسلالم وقربها من المداخل ودراسة المداخل والمخارج وسلالم الهروب ومعايير السلامة في الموقع

بعض الملاحظات التي يجب الاهتمام بها

يجب أن يحقق الفراغ الغرض الذي صمم من أجله من حيث :

– المساحة المطلوبة لحركة الإنسان والأثاث الخاص بتأدية الوظيفة على أكمل وجه.

-توفير الحل المناسب للإتصال بين الفراغات والانتقال من فراغ إلى فراغ آخر بسلاسة وتتناسب قوة العلاقة بين هذه الفراغات

-تأمين الوصول من الخارج للداخل والعكس وتحديد المداخل الرئيسية والثانوية.

-توفير المرافق الحيوية الأساسية والضرورية مثل الخدمات.

-الجمال: وهو أن نعجب ونسر بالمبنى لرؤيته, والجمال في العمارة إما أن يكون جمالاً وظيفياً أو جمالاً حسياً وأخيراً الجمال العاطفي, وفي كل الأحوال إذا لم يكن عنصر الجمال في العمارة متمماً ومتناسباً مع المنفعة والمتانة كان الجمال حتماً مصطنعًا ويأتي الجمال من عدة عوامل :
استعمال مواد البناء المختلفة كالرخام والزجاج والألمنيوم بألوانه المختلفة.

استعمال الألوان المتجانسة والملمس المناسب في كساء الواجهات الخارجية.
استعمال الزخارف والأضواء الكهربائية, والنوافير والحدائق.
العلاقات التكوينية للشكل وللعناصر المكملة المحيطة.
ربط المبنى بالموقع من حيث البعد التاريخي والحضاري والثقافي

الدراسات الخاصة بالتشكيل

– التشكل الخارجي للكتل والتصاميم الداخلية للفراغات ينبي على عدة عناصر يجب دراستها
وفيما يلي نقدم لكم اسكتش يوضح العناصر التي تؤثر على تصميم الكتل والفراغات الداخلية

ولمعرفة كيفية تحقيق الراحة النفسية في الفراغ شاهدوا هذا المقال كيف يلبي الفراغ الداخلي احتياجات الإنسان النفسية؟! سوف تتعرف كيف يحقق الفراغ الراحة ( 1-الحراية ، 2-الصوتية ،3-البصرية) بالإضافة لتحقيق المرونة والخصوصية – بـ عدسة معمارى (byarchlens.com)

الدراسات الخاصة بالمعالجات الحرارية

– كل موقع له اعتبارات تصميمة فالموقع الذي ينحصر داخل المناخ الحار تكون له معالجات حرارية غير الموقع المنحصر داخل مناخ رطب أو مناخ بارد فكل مناخ له متطلبات خاصة

– ويمكن لهذه الاعتبارات أن تندرج تحت مسمى الدراسات البيئة والكونسبت البيئي

– ويجب التأني عند اختيار كل معالجة ودراسة أثارها بشكل جيد

الحكم على المشروع من حيث النجاح والفشل

عن طريق طرح عدة أسئلة

هل حققت الفكرة المعمارية للمشروع الهدف منه؟
هل تم الالتزام بوضع جميع متطلبات برنامج المشروع في التصميم أم ترك بعض منها سهواً؟
هل تحقق التخطيط الوظيفي للمشروع؟

هل تحققت المسارات الحركية الأفقية والرأسية بنجاح؟
هل تحقق الوضوح للمدخل الرئيسي لمبنى المشروع وسهولة الوصول لجميع عناصرة المعمارية؟
هل تم الالتزام بالمقاسات والمساحات المعطاه في المشروع؟
هل تم تطويع البيئة والمناخ في هذا المشروع؟

مامدى اتباع المشروع لقوانين مباني الدولة والتخطيط العمراني؟
ما مدى الالتزام بطبيعة أرض الموقع؟
هل أداء وإظهار المشروع مميزاً أم لا؟
هل حققت التكلفة المبدئية للمشروع الهدف المطلوب المناسب؟

فإذا استطعت الإجابة عن هذه الأسئلة بنعم فقد ضمنت نجاح مشروعك