أمثلة على العمارة الحركية في الواقع (15)- Kinetic architecture

أمثلة على العمارة الحركية في الواقع (15)- Kinetic architecture

المقدمة :

في عالم سريع التغير، أصبحت العمارة الحركية ضرورة لا غنى عنها لتلبية احتياجات العصر الحديث. هذه العمارة تعكس الابتكارات التكنولوجية المستمرة، حيث تدمج تقنيات معقدة مع التصميمات الجمالية لتخلق بيئات مرنة وقابلة للتكيف. لم تعد المباني الحركية مجرد ملاذات ثابتة للعيش والعمل، بل هي فضاءات حية تتجاوب مع كل متغير يطرأ عليها. من خلال استخدام المواد الذكية والأنظمة الميكانيكية المتطورة، يمكن لهذه المباني تعديل نفسها باستمرار لتحقيق أفضل مستويات الراحة والكفاءة. على سبيل المثال، يمكن للمباني الحركية ضبط درجة الحرارة الداخلية أو تعديل مستويات الضوء تلقائيًا وفقًا للتغيرات الخارجية، مما يساهم في تقليل استهلاك الطاقة وتحسين الظروف البيئية. لذلك، تمثل العمارة الحركية مستقبلًا واعدًا لمجتمعاتنا الحضرية، حيث تجمع بين الجمال والوظيفة، وبين الاستدامة والابتكار.

أمثلة على العمارة الحركية في الواقع

العمارة الحركية ليست مجرد فكرة نظرية، بل تم تنفيذها في العديد من المشاريع المعمارية حول العالم. المباني الحركية هي تلك التي تتضمن حركة أو تفاعل جزء من هيكلها مع البيئة أو مع المستخدمين، ويمكن أن تتراوح هذه الحركات بين البسيطة والمعقدة. على مدار العقدين الماضيين، بدأ العديد من المعماريين والمصممين في استخدام تقنيات الحركة لتحويل المفاهيم التقليدية للبناء إلى تصاميم أكثر مرونة، تفاعلية، ومستدامة. إليك بعض الأمثلة البارزة على العمارة الحركية في الواقع.

. مبنى “المتروبول” في برشلونة، إسبانيا (The Metropol Parasol)

الوصف والتقنية:

مبنى “المتروبول” في برشلونة هو مثال رائع على العمارة الحركية التي تدمج الحركة والمرونة في التصميم. يتكون هذا المبنى من هيكل مكون من خشب مضغوط وقماش، يشبه المظلة الكبيرة، ويستخدم تقنيات متقدمة لتحسين التفاعل مع البيئة. الهيكل يحتوي على ألواح شمسية وأنظمة ميكانيكية قادرة على تعديل زواياها استجابةً لأشعة الشمس.

التفاعل مع البيئة: يتمتع المبنى بأسطح متحركة يمكن تعديلها لتوفير الظل أو للحماية من أشعة الشمس المباشرة، مما يحسن الراحة داخل المبنى ويحسن من كفاءة استهلاك الطاقة.

المزايا: يوفر “المتروبول” بيئة ظليلة بفضل الحركة المستمرة للغطاء العلوي، وهو يقدم مساحة عامة واسعة لزيارة المواطنين والسياح.

. متحف الفن الحديث في سنغافورة (The ArtScience Museum)

الوصف والتقنية:

متحف الفن والعلوم في سنغافورة هو مبنى مستوحى من زهرة اللوتس، ويجمع بين الفن والتكنولوجيا. تصميم المتحف يتضمن قبة مركزية ذات “أذرع” يمكن أن تتحرك وفقًا للظروف البيئية أو احتياجات المعارض.

الحركة: الأذرع الخارجية للمتحف يمكن أن تفتح وتغلق حسب الحاجة، مما يسمح بمرور الضوء الطبيعي أو حجب الشمس في أوقات معينة. هذه الأذرع تكون مزودة بأنظمة ميكانيكية متطورة تساعد في التحكم في المساحات داخليًا.

الهدف: التفاعل مع البيئة الخارجية من خلال استخدام الضوء الطبيعي بشكل فعال، وكذلك تقديم حماية للمساحات الداخلية من الحرارة والضوء الزائد

. مركز “النافورة المتحركة” في دبي (Dubai Fountain)

الوصف والتقنية:

تقع “النافورة المتحركة” في دبي، وتعد واحدة من أكبر وأشهر النوافير الحركية في العالم. تستخدم النافورة تقنيات متطورة تتحكم في حركة المياه وألوانها لتخلق عروضًا مدهشة ومتنوعة.

الحركة: النافورة تتغير بشكل مستمر استجابة للموسيقى والإضاءة، حيث ترتفع المياه وتندفع بشكل مميز في تنسيق رائع. تتضمن الأنظمة ميكانيكية متطورة بحيث يمكن تغيير الاتجاهات والارتفاعات بناءً على العروض والفعاليات.

التفاعل: النافورة تتفاعل مع الجمهور بفضل استخدام الأنظمة التكنولوجية التي تزامن حركة المياه مع الموسيقى والأضواء.

4. مبنى “سيربنتين” في لندن (Serpentine Pavilion)

الوصف والتقنية:

مبنى “سيربنتين” هو مثال على العمارة الحركية التي يتم إعادة تصميمها سنويًا باستخدام مواد وتقنيات جديدة. في كل عام، يتم تصميم جناح سيربنتين من قبل معمارين مختلفين ويتم تجديده باستخدام تقنيات جديدة، بما في ذلك أنظمة حركية.

الحركة: في بعض التصاميم الحديثة لجناح سيربنتين، تم دمج أنظمة حركية لتحسين التفاعل مع البيئة، مثل الأسطح القابلة للتحرك لتعديل الإضاءة أو التهوية داخل المبنى.

الهدف: يهدف تصميم هذا الجناح إلى تكوين فضاء معلق وحركي يمكن تغييره باستمرار، مما يعكس مرونة العمارة الحركية وقدرتها على التفاعل مع البيئة والمستخدمين.

5. مبنى “الحديقة السماوية” في كولومبيا (The Sky Garden Building)

الوصف والتقنية:

مبنى “الحديقة السماوية” في كولومبيا هو مثال على دمج العمارة الحركية مع مفاهيم الزراعة المستدامة. يتكون المبنى من عدة طوابق تحتوي على أنظمة حركية تسمح بتحويل أجزاء من المبنى إلى حدائق موسمية.

الحركة: يحتوي المبنى على واجهات قابلة للفتح والإغلاق تلقائيًا استجابةً لدرجات الحرارة والرطوبة. يمكن للزراعة على الأسطح أن تتحرك أيضًا بما يتناسب مع الظروف البيئية مثل شدة الرياح أو التغيرات في درجة الحرارة.

الهدف: توفير مساحات خضراء يمكن تعديلها وفقًا للظروف المناخية لتحقيق أقصى استفادة من المساحات الزراعية.

. أبراج “عجلة الرياح” في دبي (Wind Tower)

الوصف والتقنية:

أبراج “عجلة الرياح” في دبي هي مثال على استخدام العمارة الحركية لتحقيق استدامة الطاقة. تم تصميم هذه الأبراج للاستفادة من الرياح والحرارة بشكل مثالي. تحتوي الأبراج على توربينات ريحية متكاملة وواجهات قابلة للتعديل.

الحركة: يتم تعديل اتجاه التوربينات الريحية في الأبراج حسب الرياح السائدة، بحيث يتم الحصول على أقصى استفادة من طاقة الرياح. بالإضافة إلى ذلك، توجد واجهات متحركة يمكن تعديلها وفقًا لمستويات الإضاءة ودرجة الحرارة.

الهدف: توفير طاقة متجددة للمباني من خلال الاستفادة من الرياح، مع تحسين راحة المستخدمين داخل المبنى.

7. مركز “المستقبل” في اليابان (The Future Center)

الوصف والتقنية:

في اليابان، تم تصميم “مركز المستقبل” ليكون نموذجًا للعمارة الحركية التي تتكيف مع احتياجات المستقبل. يحتوي المركز على أنظمة متكاملة من التحكم التلقائي في الإضاءة، التهوية، والحرارة استجابة للظروف المناخية أو استخدام المساحات.

الحركة: يتم التحكم في الأسطح الزجاجية وتعديلها وفقًا لاحتياجات التدفئة أو التبريد داخل المبنى. كما تحتوي بعض الأجزاء على واجهات متحركة تتكيف مع إشعاع الشمس.الهدف: تقديم بيئة عمل مرنة ومتفاعلة مع المستخدمين.

8. “مكتبة” أنطاليا في تركيا (Antalya Library)

الوصف والتقنية:

مكتبة أنطاليا في تركيا هي مثال آخر على العمارة الحركية، حيث تتضمن المكتبة جدرانًا متحركة يمكن فتحها أو إغلاقها بناءً على حركة الضوء الطبيعي أو موسم السنة.

الحركة: الجدران الخارجية للمكتبة تتكيف مع مستويات الضوء والمناخ المحيط بحيث تتغير لتوفير أفضل تجربة قراءة للمستخدمين.

الهدف: تقليل الحاجة إلى الإضاءة الاصطناعية والتهوية، مع تحسين التفاعل مع البيئة الخارجية.

الخاتمة :

إن العمارة الحركية تفتح آفاقًا جديدة لتطوير فضاءات معمارية لا تقتصر على كونها مجرد مبانٍ ثابتة، بل هي كائنات حية تتحرك وتتكيف بشكل مستمر مع احتياجات العصر. من خلال دمج هذه العمارة في مشاريع البناء المستقبلية، سيكون بإمكاننا تصميم بيئات أكثر توافقًا مع التحديات البيئية، مثل تغيرات المناخ وندرة الموارد. كذلك، تساهم العمارة الحركية في تحسين الأداء الطاقي وتقليل الأثر البيئي للمباني، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من الحلول المستدامة في المستقبل. يمكن القول إن العمارة الحركية ستلعب دورًا كبيرًا في بناء مدن المستقبل التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين الابتكار البيئي واحتياجات الإنسان.

ولقد وصلنا الي النهاية من سلسلة العمارة الحركية

ar.wikipedia.org
twentytwo22magazin
journals.ekb

يمكنك الاطلاع أيضاً علي :

أسس تصميم غرفة الاجتماعات (1) 2023 – Meeting Room
أسس تصميم المطاعم (1) 2023 – Restaurant Design – Fundamentals for the best interior design
أسس تصميم المولات التجارية (أنواع المولات و معايير التصميم التخطيطي) 2023

Shopping Cart
Scroll to Top