أهم المباني التي أنتجتها العمارة فى مواجهة جائحة كورونا) 2020 (المستشفيات الميداني )

الكاتبة : مهندسة معمارية /سلمى منير & مراجعة ونشر:مهندسة معمارية/وفاءأبو العطا

مقدمة :

لا شك فى أهمية العمارة كعلم و فن معاً وتعتبر من أهم العلوم و الفنون على الإطلاق، فهى فن بناء الفراغ  و ليست مجرد لوحة  تراها مرة أو مقطوعة موسيقية تسمعها فتشعر بسعادة ..إنها فن المكان  الذى تحيا فيه و تعمل فيه .. فدون أن تشعر يؤثر على  مزاجك بشكل عام.. على صحتك .. على إنتاجك بل و على شخصيتك ككل.
فلعل أبسط مثال على ذلك شعورك عند قضاء أجازة فى مكان مفتوح على شاطىء البحر   … و إحساسك بالحرية و الأفكار التى تنهال عليك فى ذلك الوقت.


فالعمارة فن يدمج الطبيعة بتكنولوجيا العصرويعكس التطور و لا يمكن لأحدهما الاستئثار بالعمارة دون الآخر .. و إذا حدث ذلك إما أن نجدها عمارة بدائية غير مناسبة للعصر ..أو عمارة  بلا روح ..


و لا نستطيع أن ننكر دور جائحة الكورونا فى إبراز أهمية العمارة، بل و قد  كانت كورونا اختباراً جيداً لجودة المبانى و صلاحيتها للحياه و العمل،وتغيير دور مباني ومنشأت وإعادة التفكير في التصميم المعماري لها ولا سيما نتاج مباني ومنشأت جديدة تماما وفي وقت قياسي وفي هذا المقال نستعرض أهم نتاجات العمارة في إدارة أزمة الكورونا وأهم المباني في إدارة هذ الأزمة هي المستشفيات لما لها من دور في إنقاذ الأرواح .

مناقشة :

  • ترى هل كانت كل المبانى من حولك جيدة ؟
  •  هل أدت كل المشاريع المعمارية وظائفها بشكل جيد و أولها الحفاظ على الأرواح بداخلها ؟
  • وهل للمعمارى دورفعال في المشاركة فى الأزمات و الطوارىء؟   
  •  كان للعمارة دور فى إنقاذ الأرواح ؟ أم إنها مجرد فن بعيد عن كل هذا ؟

للإجابة على هذه التساؤلات  فلنلق نظرة  على المبانى الحالية، فمثلا إذا نظرنا إلى المبانى الإدارية على رأسها البنوك يتوافد عليها المئات بل و الآلاف كل يوم  ..فإننا نجد سعتها الاستيعابية أقل من الوافدين عليها .. مما أدى للتزاجم الذى قد يؤدى بحياة البعض..

و إذا ذهبنا لأحد المراكز التجارية أو المولات  فإننا نجد انفسنا لأول مرة نخاف دخولها لأنها صممت بلا تهوية طبيعية .. فليس هناك وسيلة لتهويتها إلا بالمكيف .، بالأخص فى اماكن العمل .. مما أبرز لنا اهمية العمارة البيئية  و إعطاءها حقها فى كافة التصميمات.. و أن الانسان مهما وصل لوسائل تكنولوجية متطورة و حديثة لا يمكننا ان نغض الطرف عن الطبيعة  و دورها و أهميتها فى العمارة بل إن العمارة البيئية أصبحت مسألة حياة أو موت. و كرد فعل لجائحة كورونا أسرعت البلدان مستعينة بالكوادر الهندسية و المعمارية بإنشاء المستشفيات السريعة لمواجهة كورونا و التصدى لها و إنقاذ الأرواح.

و فيما يلى نستعرض :

أهم الأمثلة لتصميم المستشفيات  فى مواجهة جائحة الكورونا

1-إنشاء مستشفى عين شمس الميدانى بالقاهرة

فى مصر نجد دور كلية الهندسة جامعة عين شمس فى المشاركة بإنشاء مستشفى ميدانى داخل الحرم الثانى لجامعة عين شمس، تحت إشراف إدارة الجامعة، وعلى مساحة 4500 متر مربع، و ذلك تم فى غضون عشرة أيام.


و تضم المستشفى عدد مجهز على أعلى مستوى من الأسرة وحمام مجهز، و خارجها يوجد تانكات ضخمة تحمل الأكسجين لتكون جاهزة للحالات الحرجة.
و تولت إحدى شركات الغازات القيام بإمداد شبكات الغاز  امداد المستشفى بالاكسجين و الهواء الطبى  على مدار 24 ساعة
و تستقبل المستشفى الحالات المشتبه فى إصابتها بفيروس كورونا  و تقدم العلاج للحالات الإيجابية  وفقاً للبروتوكولات المعتمدة من وزارة الصحة.

العمارة 
مستشفى 
كورونا

2-مستشفى Huoshenshanفى ووهان الصينية

لا يمكن أن نغفل تجربة الصين التى كانت أولى الدول فى مواجهة فيروس كورونا فى القضاء على الفيروس و عودة الحياه لطبيعتها، فنجد من الإجراءات الهامة التى تمت هناك: إنشاء مستشفى Huoshenshan  فى ووهان، التى تم إنشاؤها فى غضون 10 أيام بداية من 23 يناير 2020 ،و لسرعة إنجاز البناء لإنقاذ الوضع الحرج تم البناء باستخدام نظام الوحدات الجاهزة، وعمل على المشروع طاقم مكون من 7000 عضو ، المستشفى مكونة من طابقين  بمساحة 366,000 قدم مربع، و تضم المستشفى 1000 سرير  و 30 وحدة للعناية المركزة.

العمارة 
مستشفى 
كورونا

و جاء التصميم عبارة عن عنابر مستطيلة طويلة تتسرب من المحور المركزي ،وهى مع ذلك منفصلة عن بعضها تماماً و ذلك لكون كل عنبر أو جناح ذات مستوى مختلف من العدوى، فيتم عزلها عن بعضها بهذه الطريقة لمنع انتقال العدوى.و كانت الخطة تشمل أن يتم التقسيم من المناطق المركزية  عن طريق مرافق تطهير، خاصة إذا كان الأطباء يعملون  على  مجموعات مختلفة من المرضى.


و من الجدير بالذكر ان مستشفى Huoshenshan فى ووهان لمواجهة جائحة الكورونا فى 2020 لم تكن الأولى من نوعها، و لكن قد سبقها مستشفى Xiaotangshan في بكين للتصدى لمرض السارس فى 2003  و التى استغرق العمل عليها 7 أيام.

3-مستشفى دبى فى الإمارات الميدانية:

على خطى دولة الصين التى  استطاعت  احتواء فيروس كورونا المستجد على أراضيها  قبل البدأ فى الموجة الثانية من الفيروس، سعت الإمارات جاهدة  بإنشاء المستشفيات الميدانية و تجهيز الأجهزة الطبية  لإنقاذ مرضاها، و على هذا الصدد افتتح  الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم ولى عهد دبى المستشفى الميدانى فى مركز دبى التجارى العالمى  فى 18 ابريل 2020  و التى تتسع لكثر من 3000 سرير منهم 800 مخصصة للعناية المركزة.

العمارة 
مستشفى 
كورونا

ومما سبق ذكره لا نستطيع أن نغفل دور المعمارى فى مواجهة أزمة تعتبر الأشد على العالم منذ سنوات (جائحة كورونا)، فدوره  واضح فى التصميم الذى يساعد فى عزل المرضى عن المرضى فى الحالة الأسوء ، وعن باقى المواطنين و تسهيل التطهير و التعقيم بخلق ممرات و فراغات مخصصة لذلك.. و علاوة على ذلك إنجاز التصميم الذى يوفر وقت و يمكن تنفيذه فى أيام قليلة لسرعة التصدى للأزمة ،فكما قلنا ان العمارة علم و فن  هى أيضاً وسيلة إنقاذ للعالم فى الأزمات و بعدها..


وما حدث هو رد فعل طبيعي لأن العمارة تتأثر دائمآ وتقدم الحلول على مر العصور ولمعرفة دور العمارة على مر العصور في التصدى للأزمات الطارئة والأمراض والأوبئة فإليكم هذا المقال ..

المراجع:
1-العين الإخبارية (الأحد 2020/4/19)  الإمارات تطلق “مستشفى دبي الميداني” لمواجهة “كورونا”: https://al-ain.com/

2-السباعي،وجيه(15 أبريل 2020): مستشفى ميداني متكامل لمرضى “كورونا” في المركز التجاري بدبي https://www.emaratalyoum.com/local-section/health/

3-البيان الإلكتروني(18 أبريل 2020) حمدان بن محمد يفتتح المستشفى الميداني في مركز دبي التجاري العالمي: https://www.albayan.ae/across-the-uae/news-and-reports/

4-اليوم السابع(15  يونيو 2020) شاهد أول مستشفى ميدانى لاستقبال حالات كورونا بجامعة عين شمس: https://www.youm7.com/

5-https://al-ain.com/article/uae-launches-dubai-field-hospital-tackle-corona?fbclid=IwAR3D04AVyzUCve7BoSU217nApVYWJuxXyjU-iQIjQ5pJjFImaXF2ptJbla0

6-  Baldwin,ERIC(junem2020) China Completes Hospital in 10 Days to Fight Coronavirus: https://www.archdaily.com

7-Holland, Oscar and  Lin, Alexandra(February 8, 2020) How to design a hospital that’s built in days, by someone who’s done it before: https://edition.cnn.com/

8-  Chayka, Kyle(June 17, 2020) How the Coronavirus Will Reshape Architecture: https://www.newyorker.com

Shopping Cart
Scroll to Top