أسس تصميم المدارس (بناء الأجيال والعقول)2

كتابة ونشر – مهندسة معمارية/عزة رضا أبوالسعود

مقدمة:

أسس تصميم المدارس الحديثة التي تساعد في إثراء العملية التعليمية تتطلب معايير تصميم جديدة محفزة لنشاط وتركيز الطلاب

ولقد تحدثنا في الجزء الأول من سلسة المواضيع التي أعددناها لكم في تصميم المدارس عن المعايير التخطيطية والتصميمية المعتادة لمبنى المدرسة وسوف نتحدث اليوم عن التصميم المبتكر للمدارس الذي يواكب العصر وسوف نجيب عن عدة تساؤلات:

– كيف يمكن توفير تهوية مناسبة لفراغات الطلاب؟
– وما هي طرق استخدام الإضاءة الطبيعية والصناعية؟
-وماهي مواد التشطيبات الملائمة للفراغات المدرسية؟
– كيف يمكن تحقيق المرونة في الفصل الدراسي؟
– وما هي معايير الاستدامة التي يمكن تطبيقها في المدرسة؟
– ولماذا يشارك الطالب في تصميم مدرسته؟
– وكيف يساعد الفراغ على زيادة الإبداع والمشاركة؟

التهوية اللازمة للفصول المدرسية:

التهوية الجيدة في الفصل من أهم العناصر التي يجب مراعاتها عند تصميم المدارس لمنع انتشار الأوبئة ولخلق مناخ جيد للدارسة

توجيه ومساحة الفتحات: يجب الاهتمام بالتوجيه الصحيح لمبنى المدرسة

– يراعى وضع الفتحات ذات الجلسات المنخفضة عمودية على اتجاه الرياح المنفضلة لتوفير أقصى قدر من التهوية

– الفتحات ذات الجلسات المرتفعة توضع في اتجاه الرياح الغير مفضلة
-السرعة المناسبة لحركة الهواء داخل الفصل 1 متر في الثانية ولا تزيد عن 2 متر في الثانية

-الفتحات التي تدخل الهواء تكون منخفضة بينما الفتحات التي تخرج الهواء تكون مرتفعة لكي تزيد سرعة تدفق الهواء
– يفضل وضع الشبابيك بحيث تكون من الجهتين للحصول على تهوية مستمرة ومناسبة

الإضاءة في المبنى الدراسي:

الإضاءة الطبيعية

يفضل أن تصل الإضاءة الطبيعية للفصول والقاعات التعليمية حيث يجب توجيه الفصول ناحية الشمال لدخول الإضاءة الغير المباشرة ويجب أن يصل الضوء إلى المكاتب بزاوية منفرجة. 
وفي حالة وجود نوافذ في الجهة اليمنى من الفصل يراعى أن تكون أعلى من مستوى الاستعمال لاستغلال الحائط في الأشياء التي يتطلبها الفصل الحديث من أجهزة عرض

– ارتفاع جلسة الشباك ( 0.90 ) وارتفاع جلسة الشباك في الحائط جهة الممر = 1.70 متر 
– مساحة الشبابيك الرئيسية = 15% من المساحة الصافية للصف .
– مساحة الشبابيك بالحائط = 5% من المساحة الصافية للحائط جهة الممر 

واذا لم تتوفر الإضاءة الطبيعية يجب مراعاة عدة جوانب عند استخدام الإضاءة الصناعية

طرق التقليل من الإبهار

– للتقليل من احتمالات الإبهار يجب مراعاة تجنب التغييرات الكبيرة في الإضاءة داخل المجال المرئي بحيث لا تزيد النسبة بين شدة إضاءة الشئ المراد رؤيته والمحيط القريب والأسطح الأخرى في مجال الرؤية عن 10 إلى 3 الى 1 كحد أقصى
– شدة الاضاءة في الفل = 120:150 لوكس 

أنواع الإضاءة الصناعية المستخدمة

1-الإضاءة العامة:

1-1 الإضاءة المباشرة: ذات تأثير جيد ويمكن تطبيقها من خلال استخدام لمبات الفلورسنت كما أن استهلاكها للكهرباء أقل

2-1 الإضاءة نصف المباشرة: نتائجها جيدة عن طريق استخدام عواكس خاصة

3-1 الإضاءة الغير مباشرة: وهي الإضاءة التي كانت تستخدم قديمًا ولكنها لم تعد مألوفة نظرًا لما تعطيه من إحساس بالملل

2- الإضاءة المركزة:
هناك بعض الأماكن التي تحتاج لإضاءة مركزة كالسبورة ولوحات العرض وتحتاج الى شدة إضاءة تتراوح من 150 الى 200 لوكس 

*يراعى الاهتمام بتنظيف وحدات الإضاءة حيث أن الأتربة المتراكمة تقلل شدة الإضاءة بما يتراوح بين 15 % الى 40% 

مواد التشطيب الملائمة لفراغات المدرسة:

– يراعى فى طبقة التشطيب النهائي أن تكون متينة تتحمل الصدمات والتنظيف المستمر
– يمكن استخدام تجليد أبلكاش للحوائط للامتصاص الصدمات ومنع نفاذ الصوت

– يجب أن يكون الجزء السفلي من حوائط الفصل بارتفاع 1.80 : 2.00 متر من مادة قوية صلدة حتى لا تتأثر بعبث التلاميذ ويمكن استخدام البياض الإسمنتى المدهون غير اللامع 

– الاهتمام بمواد تصنيع القواطع وفواصل الفصول حتى لا تسمح بوصول الصوت من فصل لأخر
– يفض تزويد الفصول بستائر داكنة اللون لكي تستخدم عند العرض عن طريق أجهزة الإسقاط الضوئي

– مواد الأرضيات يجب أن تكون سهلة التنظيف ولا يصدر عنها صوت عند تحريك الاثاث المدرسي
– ويراعى فيها أيضًا أن تكون غير موصلة للرطوبة وغير باردة في الشتاء
– يفضل استخدام الأرضيات الفينيل لأنها تساعد على منع الانزلاق

– يفضل استخدام الألوان الفاتحة في الفصول كما يفضل دهان أسقف الفصول باللون الابيض كي تساعد على انعكاس الضوء
– يفضل ان تكون البويات غير لامعة حتى تقل الإبهار

يفضل أن تكون دهانات الفصول بألوان فاتحة المصدر:

مرونة الفصول المدرسة:

مرونة الفصول المدرسية من أهم العناصر التي يجب الاهتمام بها لأنها تجعل الفصل الدراسي ملائم لجميع الانشطة حيث يتيح مفهوم التصميم المرن للمدارس القدرة على توسيع الآفاق التعليمية بما يتخطّى الجدران والمباني المدرسية حيث يجب توفير تواصل داخلي فعال

مما يوفر مساحات قابلة للتكيف ذاتياً ومرتبطة كما يمكن لهذه الوحدات أن تكون قابلة للنقل والتعديل بسهولة وهناك ايضًا إمكانية لتوسيع وتضييق ودمج الفراغات بما يتناسب مع متطلبات البرنامج التعليمي من خلال حواجز متحركة لتقسيم الفراغات ودمج أكثر من فصل معًا

ففي عام 2011 ،أشارت دراسة أجرتها شركة (هيرمان ميلر) إلى أن المساحات التعليمية القابلة للتكيف تتيح تفعيل مشاركة الطالب عبر تمكينهم من تهيئة الفصول الدراسية لإجراء أنواع مختلفة من النشاطات حيث نتج عن ذلك تسجيل تفاعل اكبر لدى 24% من الطلاب فيما لمس 23% من الطلاب أن فرص التواصل أفضل كما أشار 22 %من المعلمين إلى أنه أصبح من السهل دمج طرق التدريس واستخدام التكنولوجيا أثناء الشرح

معايير الاستدامة في تصميم المدارس:
يجب تطبيق كافة معايير الاستدامة في المدارس حيث أن تواجدها أمام الطلاب يعمل على زيادة وعيهم بأهمية الحفاظ على البيئة
كما يمكن أن تسهم هذه المعايير في إثراء التعليم،

ففي بعض المدارس اليوم يمكن للطلبة الإطلاع على آلات انتاج الطاقة أو التوفير في الماء بعمل فتحات زجاجية كبيرة يمكن الإطلالة منها على غرف الآلات ، كما يتم وضع لوحات الكترونية تسجل استهلاك الطاقة والماء ومعدل التوفير فيها على مدار اليوم الدراسي ، وتمثل هذه التوجهات جزءً من العملية التعليمية

ويكن استخدام بعض التقنيات التالية:

-الاهتمام بالاتصال بالطبيعة والسماح بدخول التهوية والإضاءة الطبيعية للفراغات الداخلية.
– استخدام مواد بناء مستدامة ومنخفضة التكاليف.

– مرونة التصميم بحيث يمكن تغيير الوظائف وإعادة صياغة الفراغات وتغيير أحجامها.
– الاكتفاء الذاتي من الطاقة عن طريق تقنيات الاستدامة وتوليد الطاقة المتجددة مثل تجميع مياه الأمطار والتهوية الطبيعية والألواح الكهروضوئية وتوربينات الرياح.

ويمكنكم معرفة المزيد عن العمارة الخضراء في هذا المقال

استخدام تقنيات الاستدامة في تصميم مقترح لمدرسة بمعايير تصميمية جديدة

مشاركة الطلاب في تصميم مدارسهم

أثبت الأبحاث أن إشراك الطلبة والمدرسين في تصميم مدارسهم يجعلهم ينظرون إليها بطريقة مختلفة وتزيد من ثقتهم بأنفسهم وتزيد من قدراتهم، فإشراك مستخدمين الفراغ في تصميمه لم يعد شيئًا مستغربًا في عدة دول لأن ذلك يزيد من  كفاءة فراغاتها لتحقيق المتطلبات التعليمية ، وتجعلها تدوم أكثر بدون إجراء تعديلات عليها

كما أنه من المهم النظر لطرق إنجاح العمل المعماري عن طريق تجميع أفكار فريق عمل متعد التخصصات بما في ذلك المستفدين من خدمات المبنى

تحفيز الفراغ المدرسي للإبداع:

1- الاستفادة من خبرات من هم أكبر سنًا:

من أهم طرق زيادة مهارات الطلاب هي العمل مع من هم أكبر سنًا وأكثر خبرة فالعمل الجماعي بينهم يزيد مهارات الصغار ويوفر طاقات ومجهود الكبار ويتم ذلك عن طريق توفير أماكن تجمع كبرى تجمع الطلاب من جميع المراحل وتقسيمها لفراغات وأماكن تعلم ودراسة وبحث ونقاش

لا تنسوا الإطلاع على نموزج لتصميم المدارس في زمن الكورونا من هناا

وكيف تغيرت أسس التصميم بعد كورونا من هنا

2-تنمية مهارات البحث:

– طرق التعليم الحديثة أصبحت تعتمد أكثر على مواقع الانترنت والبحث الفردي للطلاب ولهذا يجب الاهتمام بتوفير أماكن داخل الفصول وخارجها في أماكن تجمعات الطلاب كوحدات بحث على الانترنت لزيادة محصلة الطلاب وفهم المواضيع الدراسية بشكل أعمق

– كما يمكن توفير مكتبات مصغرة فيها كتب مختارة لتشجيع الطلاب عللى القراءة

3- أدوات تنمية مهارات المشاركة:

– توفير سبورات على الممرات لتشجيع الطلاب على عرض مهاراتهم وأفكارهم
– عمل غرف صغيرة تعمل كمركز بحثي صغير لمناقشات الطلاب واجتماعاتهم
– تخصيص أماكن مذاكرة فردية مع توفير بعض الخصوصية

أسس تصميم المدارس – مقترح لشكل الفراغ التجمعي

-مقترحات لأماكن تجمعات الفصول وخلق فراغ بيني

– الاهتمام بالسلالم وتصميمها بحيث يمكن إضافة مدرجات للجلوس عليها لتجمع الطلاب ولمنع التزاحم على السلالم

– الاهتمام بتوفير لوحات ومعلومات عن بعض الرموز العلمية البارزة التي تعمل كمحفز للطلاب ليكونوا مثلهم

-الاهتمام بتعميق قيم الحرية من خلال فتح عدة فراغات على بعضها البعض كما يمكن زيادة مستوى الرؤية بإزالة الحوائط ووضع الحواجز الزجاجية للتفاعل مع الواقع المحيط

أمثلة لمدارس:

Skovbakke School / CEBRA

مدرسة بمساحة 6300 متر تتسع ل650 طالب ويراعي تصميم المدرسة المقياس الإنساني ويحترم الطبيعة المحيطة (الغابات)
المدرسة مكونة من طابقين ولقد اهتم منشئو المدرسة بالحفاظ على الأشجار المحيطة حيث تم تدريج الفراغات من الخارج للداخل حيث تتناغم المدرسة مع محيطها

كما أن الاشجار التي تم قطعها من الموقع تم استخدامها في الأثاث الداخلي للمدرسة
وتم عمل الدرج الرئيسي من الخشب كنوع من أنواع مراعاة الطبيعة

تم تقسيم المدرسة لثلاث عناصر وهي: الانفتاح على الواقع المحيط و إنشاء العديد من المناظر الطبيعية ومساحات البناء المتنوعة

تهتم المدرسة بممارسة الرياضة كجزء مهم من حياة الطلاب حيث تم تحويل طرق الوصول للحدائق لمسارات للتمرين وفي كل فصل دراسي توجد منطقة مخصصة للنشاط البدني ومرتبطة بصالة الألعاب الراياضية مما يجعل صالة الألعاب الرياضية منطقة لعب وحركة ونشاط أثناء الاستراحات

Park School / Binst Architects

• مدرسة بمساحة 6345 متر مربع تتسع ل650 طالب وتتكون من حضانة ومدرسة إبتدائي وصالة ألعاب رياضية

مبنى المدرسة مستدام وموفر للطاقة ويقدم قيمة ثقافية واجتماعية مضافة

ختامًا:

إن التعليم هو سلاح الأمم ومصدر قوتها ولهذا يجب على الحكومات والدول الاهتمام بطرق ووسائل التعليم وتوفير مقر دراسي ينمى المهارات ويزيد إبداع الطلاب، ونتمنى أن نكون أوجزنا لكم طرق التصميم الحديثة والمبكترة لتصميم المدارس.

المصادر:

اسس تصميم المدارس

مدارس المستقبل

تصميم المدارس المتطورة

معايير تصميم المدارس