العمارة الرومانسكية و أهم 6 مفردات ميزتها

كتابة – مهندسة معمارية / عزة رضا أبو السعود & مراجعة ونشر – مهندسة معمارية / دينا شكري حسين

مقدمة

العمارة الرومانسكية كانت نتاج وتطور العمارة الرومانية كما أنها استلهمت العديد من العناصر من الحضارات المختلفة ولكنها طورت وجددت وأحدثت طراز خاص بها ومفردات مميزة لا توجد في غيرها.

فما هي إذاً العوامل التي أثرت في هذه العمارة؟ و ما هي مفرداتها؟
ما هي مميزات العمارة الرومانسكية؟ وما هي المواد البنائية التي استخدموها؟ وكيف كان تصميم الكنائس في هذه العمارة؟

وفي هذا المقال بعدسة معماري سوف نوضح لكم أجوبة هذه التساؤلات ونتعرف أكثر عن هذه الحضارة المميزة,تابعونا…

العوامل المؤثرة على العمارة الرومانسكية

العوامل التاريخية

العمارة الرومانسكية هي إحدى مراحل تطور العمارة المسيحية في غرب أوروبا وذلك بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية.و أخذت هذه التسمية لأنها كانت في بادئ الأمر تشبه العمارة الرومانية الكلاسيكية.

العوامل الجغرافية

تعدد المواقع والخلجان والشواطئ وضيق واتساع السهول الساحلية ساهم في نمو وتطور هذه العمارة.

العوامل المناخية

الأمطار والثلوج والبرودة شمالًا والاعتدال جنوبًا، أثر هذا كله على شكل الأسقف وشكل ومساحة الفتحات.

العوامل الدينية

التأثير الكبير للدين المسيحي على كافة مجالات الحياة، ومنها المجال المعماري، حيث ازداد الاهتمام بالمباني الدينية على حساب المباني المدنية، خاصة وأن معظم معماريين هذا العصر كانوا من خريجي الكنائس ومعاهدها.

مميزات العمارة الرومانسكية

– مسقط صليبي الشكل مع وجود مربع مركزي عند التقاطع وتغطيته ببرج كبير، بالإضافة إلى وجود حنيات مقدسة في جهة الشرق.

– وضوح المساقط والواجهات، وتقسيم الأروقة بانتظام، مع وجود مربع أمام المذبح.

– تزيين الجدران الخارجية بأنصاف أعمدة.

– وجود رواق في الجهة الغربية حيث المدخل الرئيسي، وأيضا أبراج في الواجهة الغربية.

– التنوع باستخدام الأكتاف والأعمدة، وذلك في إطار الوحدة المعمارية المتكاملة.

– بدأ تصميم الأقبية بأضلاع وحشوات والأقبية المتقاطعة الرباعية والسداسية.

– تشكيل الطراز نتيجة لأسلوب البناء (أحجار صغيرة منحوتة وطبقات سميكة ملونه ,المصنعية أقل جودة ثم تحسنت مع الوقت والحوائط تقوى بدعائم خارجية وعقود حائطية).

– الزينات مقتبسة من صور الحيوانات والنبات ومرتكزة حول الأبواب والشبابيك.

رومانسكية
مميزات العمارة الرومانسكية

مواد البناء المستخدمة في العمارة الرومانسكية

– استعمال المواد المحلية المختلفة وهي الحجر والطوب والرخام والأعمدة القديمة ساعد في ظهور هذا الطراز في الأقطار المختلفة المحددة طبقا للعوامل الجيولوجية والطبيعية لكل قطر.

– لم تعتمد إيطاليا على وجود الرخام فقط بل اعتمدوا أيضا في إنشاء ميادينهم على الحجر بأنواعه والطوب والحجر الصلب ” ترافرتين ” وبعض العناصر البركانية وجودة نوع الرمل والزلط ومن هنا نشأت الخرسانة فتأثرت العمارة الرومانية بهذه المواد مما ساعد على تنسيق طرازها المعماري.

مفردات العمارة الرومانسكية

أولاً الأقبية

– أهم ما يُلاحظ على الطراز الرومانسكي هو كثرة استعمال الأقبية واستخدامها لأسقف الكنائس بدلاً من الأسقف الخشبية التي أكلتها النيران.

– قد أمكن بناؤها بسهولة من الحجر مع ربطه بالمونة ذات السمك الكبير وكانت الدعائم عبارة عن أعمدة مربعة الأضلاع يحيط بها أعمدة أو أكتاف ترتكز عليها أحيانًا أنصاف أعمدة لتوزيع الثقل على هذه الدعائم.

– أكثر أنواع الدعائم شيوعاً في العمارة الرومانسكية هو الذي على شكل صليب إغريقي.

– كانت الطريقة هي نفس الطريقة الرومانية القديمة للأقبية الواقعة فوق مساحة مربعة وهي عبارة عن (تقاطع قبوين مستمرين نصف دائريين متساويين مما ينتج أن يكون سطح التقاطع بيضاوي).

– تطورت هذه الطريقة وأصبحت عبارة عن تحديد القبو المتقاطع بعقود يقال لها أضلاع وتتكون من أضلاع عرضية وأضلاع متقاطعة وكانت الأضلاع المتقاطعة لتسهيل الإنشاء حيث يتم بناؤها على عبوات خفيفة كما يمكن بعد ذلك الاعتماد عليها في حمل عبوات القبو نفسه وكان القبو المتقاطع في هذه الحالة على شكل قبة.

الأقبية وأشكالها
القبو المتقاطع
ثانياً: القباب

– استعملت القباب بصورة غالبة في جنوب فرنسا، أما في الشمال في ألمانيا فكان استعمالها نادرًا.

– حُملت القبة على معلقات أو مثلثات ركنية كما الحال في العمارة البيزنطية، كما سُقفت القبلة بنصف قبة و سُقفت الأفنية في بعض الأحيان بأنصاف قباب.

ثالثاً: الحوائط الخارجية

كانت الحوائط في العمارة الرومانية والبيزنطية سميكة لتقاوم رفس العقود والقبـاب والقبـوات ,وفى العمارة الرومانسكية بـدأت الحوائط تخف سمكها تدريجيا وكبرت الأكتاف تحت أرجل عقود القبوات المتقاطعة.

رابعاً: الدعامات البارزة

– هو أسلوب إنشائي جديد بدأ ظهـوره في العمـارة الرومانسكية بصورة متطورة في الواجهات الخارجية كنتيجة لتخفيف سمك الحوائط وذلـك لتقويتهـا لمقاومـة دفـع القبوات سواء كانت العادية أو المتقاطعة والعقود الداخلية.

– قـد بـدأت بسـيطة –أي عريضة وببروز قليل- ثم قل عرضها وزاد بروزها، ثم تطورت وأخذت صـور مختلفـة وأصـبح غرضها إنشائيًا.

خامساً: الفتحات

– في بادئ الأمر استعملت العقود النصف دائرية (وهي مأخوذة من الطراز الروماني) وأصبح هو طابع العمارة الرومانسكية المميز كما استعملت العقود المحدبة فيما بعد.

– من الفتحات مـا كان على هيئة مجموعات من الشبابيك يتوسطها شباك دائري أو مجموعة من الشبابيك الدائرية حتـى ظهر العقد المحدب المرتفع في النهاية (وهو من طابع العمارة القوطية). كما أن العقود ترتكز مباشرة على التيجان مثل العمارة البيزنطية.

العقود النصف دائرية
سادساً: أبراج الكنائس

– أصبحت الأبراج من مميزات الكنائس ففي بادئ الأمر بدأت الأبراج في العمارة الرومانسكية تأخذ مكانًا مستقلًا منفصلًا من الكنيسة (سان مارك في فينيسيا) ,ثم أصبحت تتصل بها وتبنى على جانبي مربع التقاطع نفسه ,كما كانت توجد أبراج ثانوية صـغيرة علـى المـداخل.

– كان مسقط الأبراج إما مربع أو مثمن أو دائري وتأخذ نهايتهـا (السـقف) شكل مخروطي- هرمي كثير الأضـلاع والفتحـات كثيرة من أعلى وتقل من أسفل.

أبراج الكنائس

أمثلة الطراز الرومانسكي

مجموعة المباني الكنيسية التي في مدينة بيزا

تعتبر هذه المباني من أعظم وأروع المجموعات المعمارية الجميلة في العالم فالكاتدرائية أجمل مثال للتعبير عن الفن الرومانسكي لهذا العصر لأنها ذات شخصية ممتازة معبرة وقوية وتشبه الكنائس الأخرى البازلكية من حيث المسقط الأفقي وتمتاز الكاتدرائية بنسبها العامة المدروسة وجمال العناصر الزخرفية, وهذه المجموعة تتكون من ثلاثة مباني رئيسية هي كاتدرائية بيزا والبرج ومبنى التعميد.

مجموعة المباني الكنيسية في مدينة بيزا

هيا لنتعرف على هذه المجموعة وعناصرها وأهم ما يميز كل منها:

أولاً: الكاتدرائية

– التصميم يشبه البازيلكا الصليبية ولكن بها ثلاث قبلات وممشيان على كل جانب من الصحن ومنصة ترتيل وممشى على كل جانب من البهو العرضي.

– سقف الصحن من الخشب ذي البطانة المستوية، وسقف المماشي أقبية متقاطعة مرتكزة على أعمده الصحن.

– صالة الكنيسة أكبر ارتفاعًا من الكنائس في فجر المسيحية لوجود جاليري فوق الممرات ودور علوي.

– الصحن محمول على أعمده كلاسيكية تحمل عقود مما يضفي عليه روعة وبهاء.

– الحوائط الداخلية مكسوة بمداميك متبادلة من الرخام الرمادي الغامق ومن الرخام الأبيض.

كاتدرائية بيزا

تأثرت هذه الكنيسة بالطراز الإسلامي من خلال:

– الكنيسة احتوت على واجهة متأثرة بالعقود الاسلامية (شكل حدوة الحصان).
– نفس العقود وجدت في برج بيزا.
– عمل زخارف بالحجر نفسه المستخدم في البناء.
– استخدام لونين مختلفين في الكنيسة.

العقود المستخدمة في الكنيسة
ثانياً: برج التعميد

– بناء مستدير على شكل برج قطره 60 قدم.

– يقع بوسطه ساحة محاطة بممشى يفصله عن الساحة الوسطى (سلسله من العقود المرتكزة على أعمدة), و الممشى مكون من طابقين، ومسقوف بأقبية متقاطعة، بينما سقف الساحة الوسطى مخروطي الشكل.

– نجد في الواجهة الخارجية العقود المعتادة، و الطبقة السفلية بها أعمده متصلة ,والطبقتان اللتان فوقها أعمدتهما منفصلة, ولكن تغير ذلك في العصر القوطي وأضيفت قبة حول السقف المخروطي لترتاح إليه العين.

برج التعميد
ثالثاً: برج النواقيس

هو برج بيزا المائل الشهير وهو أحد عجائب الدنيا السبع.

– مسقطه الأفقي مستدير وقطر البرج 52 قدم , و البرج من الداخل أسطوانة مستمرة لا تتخللها طوابق.

– يصل ارتفاعه إلى 8 طوابق, وقد علقت النواقيس في الطابق الثامن ولذلك سمى ببرج النواقيس.

– واجهته مقسمه إلى ثماني طوابق ,السفلى يحتوي على عقود مرتكزة على أعمدة متصلة , و الستة طبقات التي تعلو ذلك ذات عقود مرتكزة على أعمدة منفصلة, أما الطبقة الثامنة تدخل عن السطح الخارجي للواجهة وأعمدتها متصلة.                        

– يوجد فوق الطبقة السابعة سقف ولا يوجد سقف للطبقة الثامنة.

– بُنى البرج كله على أساس من الخوازيق وقد هبط الأساس في جانب من البناء مما أدى إلى ميل البرج, وميل البرج واضح جدًا حيث المسافة الأفقية بين أعلى وأسفل البرج تبلغ 4 أمتار , و يقال أن ثبات الهبوط أو الترييح هو سبب اعتباره أحد عجائب الدنيا السبع.

برج بيزا المائل ( برج النواقيس)
كنيسة سانت ميشيل

المسقط الافقي:

وجد فيها تقسيم الكنيسة الموجودة في العمارة البيزنطية, وأصبح الدخول مباشرة ولا يوجد فناء خارجي مكشوف أو النافورة المقدسة.

نظام التغطية:

– ظهر نظام التغطية المختلف وهو القبوات بدلًا من نظام الاخشاب, واستخدام نظام القبو السداسي (القبو المقيم لستة اجزاء).

– ظهر نظام التغطية بالعقد السداسي والذي كان بداية العقد الرومانسكي وهذا استدعى ألا يكون العمود مربع.

الواجهة:

مدخل الكنيسة كان صدر واحد ولا يحتوي على جماليات, وفيه نوع من البساطة ويحمل العقود البسيطة ومجموعة من الأعمدة الصغيرة.

الأبراج:

لم يهتموا بالبرج وكان البرج الموجود هو برج الأجراس.

الحنية:

الحنية لم تكن كبيرة وكانت في الخلف وكانت تأخذ الشكل المسدس الذي وجد في المسيحية المبكرة والعصر البيزنطي. 

كنيسة سانت ميشيل

ختامًا:

لقد تعرفنا اليوم على العمارة الرومانسكية وكيف نشأت وتطورت وكيف تأثرت بالعمارة من حولها تابعونا على موقعنا بعدسة معماري لتتعرفوا على طرز العمارة على مر العصور.

المراجع:

تاريخ العمارة

عمارة الرومانيسك

عمارة رومانسكية

Shopping Cart
Scroll to Top