كتابة- مهندسة معمارية / عزةرضا ابو السعود &مراجعة ونشر- مهندسة معمارية/شيماءمجدى.
مقدمة
العمارة الإسلامية مليئة بالتفاصيل الرائعة والمفردات المميزة التي لا مثيل لها كما أن هذه العناصر والمفردات تطور عبر العصور ولكن تظل بطابعها الخاص، وكلما مرت الأعوام زاد اهتمام المعماريون بهذه العناصر المهمة واستخدموها في أعمالهم لإضفاء الفخامة والعراقة، فالعمارة الإسلامية باقية ببقاء العمران ولن تندثر بمشيئة الله.
لقد تحدثنا في الجزء الأول من المقال عن طرز العمارة الإسلامية ومكوناتها وسوف نتحدث اليوم عن مفردات العمارة الإسلامية وخصائصها وتصميماتها المختلفة وسنجيب على هذه التساؤلات….
– ما هي مفردات العمارة الإسلامية؟
– وكيف استخدمها المعماريون عبر العصور؟
– وما هو تطور أشكالها؟
ماهى مفردات العمارة الإسلامية؟
1- المآذن
هي برج طويل يكون ملحقًا بالمساجد وغرضه إيصال صوت الآذان للناس ودعوتهم للصلاة.
– ظهرت المآذن في العمارة الإسلامية لأول مرة في دمشق حين أذن بالصلاة من أبراج المعبد القديم الذي قام فيما بعد على أنقاضه المسجد الأموي.
– كانت المآذن في العصر الإسلامي الأول مربعة القطاع حتى الشرفة الأولى، ثم تستمر كذلك مربعة أو على شكل ثمانيّ الأضلاع، ويلي ذلك شكل مثمَّن أو دائري وتنتهي بقبة صغيرة.
1-1 أنواع المآذن
العصر الأموي: كانت تقام على قاعدة مربعة ترتفع قليلاً أعلى سقف المسجد، وبعد ذلك تتحول على شكل ثمانيّ الأضلاع إلى الشرفة الأولى
العصر العباسي: أصبحت المآذن مدورة وأنشئت بعض المآذن من طبقات عديدة كل طبقة منها تختلف في تصميمها عن الطبقات الأخرى
العصر الفاطمي: المآذن عالية رفيعة نوعًا ما تنتهي بقبة بصلية مثل مئذنة جامع الأزهر بالقاهرة.
العصر المملوكي: المآذن عالية ليس لها قاعدة مميزة لكنها تجلس على شرفات مثل جامع السلطان حسن.
العصر العثماني: المآذن رشيقة عالية من النوع المخروطي على شكل القلم وهي دائرية القطاع بكامل ارتفاعها، وتنتهي بشكل مخروطي وغالبًا ما تكون لها شرفة واحدة أستعيض فيها عن البرامق الحجرية بحواجز من الخشب.
2-1 مكونات المئذنة
بدن المئذنة: في بداية عهد بناء المآذن كانت مربعة أول الأمر ثم مع مرور الزمن انتقل خلال العصور الإسلامية من التربيع إلى صورة مسدس أو مثمن ثم دائرة كاملة ملساء.
ويلاحظ ان هذا البدن كان يزداد ارتفاعا ورقة كلما اتجه من التربيع نحو التدوير كما يلاحظ أنه كثيراً ما يكون منقسماً إلى جزئين الأعلى منهما أرق وأنحف من الأدنى
درج الصعود: درج الصعود إلى المئذنة عادة ما يكون حلزونياً داخلياً يدور حول محور المئذنة وغالباً ما تكون في المئذنة فتحات مطلة على الدرج للإنارة وللتهوية.
وهناك بعض المآذن كان لها درجان واحد لصعود المؤذن بابه من خارج المسجد، وآخر لنزوله وبابه إلى داخل المسجد.
الشرفات: وهي المكان المرتفع الذي يصل إليه الدرج حيث يقف المؤذن ليرفع الآذان وعادة ما تكون محاطة ببدن المئذنة لتمكن المؤذن من التوجه إلى جميع الجهات بالدوران حول المئذنة وفي بعض المآذن بنيت أكثر من شرفة لإضفاء طابع أكثر جمالاً.
الجوسق: وهو القسم الذي يلي الشرفة الأخيرة، ومن بعده قبة المئذنة أو خاتمتها التي تعلوها الفتحات المعدنية البسيطة.
الهلال: هو شعار المسلمين الذين اتخذوه رمزاً لهم، وعادة ما يرفع فوق المآذن، وهو إما أن يكون من معدن أصفر لماع أو من ذهب براق وهو يتجه بفتحته نحو القبلة.
2- القباب
– تعد القباب عنصر من العناصر المميزة في العمارة الاسلامية.
– حيث انتشرت القباب في العالم العربي والإسلامي وتتميز بارتفاعها وتناسب ابعادها وما على سطحها من زخارف هندسية.
– أخذ الفن الإسلامي بناء القباب عن الساسانيين والبيزنطيين وأقبلوا على استعمالها في الأضرحة حتى أطلقت جزءً على الكل وصارت كلمة قبة اسمًا للضريح كله.
– كانت القباب في العهد الأول صغيرة واقتصر استعمالها لتغطية الأماكن أمام المحراب ثم انتشر استعمالها للأضرحة.
– امتازت بعض قباب عصر المماليك البحرية بوجود الفسيفساء الخزفية الملونة.
3- الشرفات
هي وحدات هندسية متكررة تحيط بأعلى دروة المباني في العمارة الإسلامية وأحيانًا تستبدل هذه الدروة بشرفات وأنواعها كالتالي:
الشرفات البسيطة: نجدها في الحصون والقلاع في اعلى دروة المباني وهي بهذا التصميم في خطوطها الأفقية والرأسية توحى للناظر إليها بالقوة بحسب حجمها الكبير
شرفات العقد المدبب: رأس هذه الشرفات في الحالتين العقد المدبب تكون خطوطه المستمرة من أعلى الى أسفل رأسية ومائلة.
شرفات المثلث المسننة:
عبارة عن مثلثات كبيره في صف واحد منتظم وهذه الشرفات نوعان:
الأول: شرفات صحن الجامع الأزهر وقد وضعت هذه الشرفات بين الشرفة والشرفة فراغ شرفة مقلوبة ينتج بين الشرفتين اللتين في وضعهما الطبيعي.
الثاني: عبارة عن صف مثلثات كبيرة منتظمة طرفي قاعدة المثلث تلمس طرفي قاعدتي المثلثين الملاصقين لهذه القاعدة.
شرفات العرائس: وهي نوعان:
الأول: الموجود بأعلى دروة مسجد احمد بن طولون
الثاني: تكون مورقة الشكل وبين الشرفة والشرفة فراغ يعطى شرفة مقلوبة أما شرفة مسجد أحمد بن طولون طرفاه العلويان ملتصقتان
شرفات العقد الدائري: وهي نوعان
الاول: هو العقد الدائري ذو المركز الواحد ثم يستمر باقي العقد بخطوط رأسية.
الثاني: فلها ثلاث مراكز لتعطى رأس الشرفة في وضعها الطبيعي ثم ثلاث مراكز مقلوبة لتعطينا الشرفة المقلوبة وهي استكمال لقاعدة الشرفة التي في الوضع الطبيعي.
4- الكرانيش
هي الجزء العلوي الذي يحيط بالنهاية العلوية بالمبني وبالطريقة التي تتفق مع روح التصميم كما انه يعتبر عنصر مهم في العمارة الإسلامية
5- الكوابيل
هي عنصر إسلامي يحمل ما فوقه من بروز ليكون دعامة لحمل أي بروز في المباني الإسلامية القديمة.
6- المداميك
كان العرب يستخدمون الحجر أو الطوب في بناء المساجد والقصوروالمباني العامة وكان يتم تقطيع الحجر على مساحات معينة حسب المقاس المطلوب ثم يوضع بترتيب في صفوف متراصة فوق بعضها.
7-المقرصنات
المقرصنات هي حليات معمارية توضع دائما مدلاه في طبقات منتظمة تسمى حطات وتكون هذه الطبقات مصفوفة بالتبادل بعضها فوق بعض واستعمالها كزخرفة معمارية في كثير من الحالات.
وتستعمل في التدرج من أركان المربع الى المحيط الداخلي الى القبة كما تقوم الكوابيل خاصة أسفل حطات المآذن وتستعمل كذلك أسفل الشرفات كما تحلى بالكرانيش في أسفلها.
8- المشربيات
– هي بروز الغرف في الطابق الأول وما فوقه يمتد فوق الشارع أو داخل فناء المبنى، وهو مصنوع من الخشب وعليه نقوش وزخارف ومبطن بالزجاج الملون.
– تعتبر المشربية إحدى عناصر العمارة التقليدية في الدول العربية في العصر العباسي واستمر استخدامها حتى أوائل القرن العشرين الميلادي
– أكثر ما تستخدم المشربيات في القصور والبيوت التقليدية، إلا أنها كانت تستخدم أيضا في بعض المباني العامة مثل دور الإمارة والخان والمستشفيات وغيرها
– وللمشربية عدة فوائد منها الخصوصية والحفاظ على حرمة المنازل
– والمعالجة الحرارية من خلال توفير الظل داخل المسكن بدون إغلاق كامل للنافذة فتحافظ على حركة الهواء مما يساعد على تخفيف درجة الحرارة في الصيف
10- الزخارف الهندسية
تعتبر الزخارف الهندسية عنصرًا أساسيًا من عناصر الزخرفة الإسلامية فقد برع الفنان المسلم في استعمال الخطوط الهندسية وصياغتها بأشكال فنية رائعة
وكان الأساس الذي أتى عليه الفنان المسلم هو الأشكال البسيطة كالمستقيمات والمربعات والمثلثات والاشكال النجمية، والدوائر المتداخلة والمتماسة والمتقاطعة والأشكال السداسية والثمانية والأشكال المتفرعة من كل ذلك
1-10 أنواع الزخارف الإسلامية:
الزخارف النباتية:
إبداع الفنان المسلم في استخدام التشكيلات النباتية، من أوراق وفروع نباتات وأزهار وثمار، في زخرفة منتجاته الفنية سواء أكانت تلك المنتجات تحفًا أو عمائر
الزخارف الكتابية:
استخدام المسلمون الخط كعنصر زخرفي، فقد كان الخط العربي وسيلة للعلم، ثم أصبح مظهر من مظاهر الجمال
الزخارف الهندسية:
اتجه الفنان المسلم منذ العصر الأموي إلى استخدام الزخارف الهندسية، وأبدع فيها بشكل لم نراه في أية حضارة من الحضارات بالرغم من أن اشكالها الاساسية نابعة من الاشكال البسيطة كالمستقيمات والمربعات والمثلثات والدوائر المتماسكة والمتقاطعة والاشكال السداسية والمثمنة.
الزخرفة بالفسيفساء:
ثم اهتدي الإنسان إلى طريقة جديدة هي في الحقيقة يمكن أن نعتبرها تطورًا طبيعيًا للطريقة السابقة، أي طريقة استعمال الفسيفساء الخزفية. والفسيفساء Mosaic بصفة عامة هي نوع من الخزف يقوم على تكوين رسوم مختلفة بواسطة قطع صغيرة أو مواد مختلفة وألوان مختلفة.
11-العقود
أهمية العقود إنشائي وظيفي في حمل الأسقف وجمالي يعطي شكل الطراز
1-11 أنواع العقود
– العقد المدبب هذا العقد عبارة عن مستقيمين مائلين بزاوية معينة يتقابلان فيها ليكونا هذا العقد كما ان رجلي العقد هي خطوط رأسية مستقيمة
– عقد مخنوس قوس ودائرتين وهو مدبب الشكل
– العقد ذو الفصوص استعمل في بلاد المغرب ويتألف من سلسلة عقود صغيرة
– العقد الدائري يرتفع مركزه عن رجلي العقد فيتألف من قطاع دائري أكبر من نصف الدائرة
– العقد البصلي هذا العقد يتألف من مركز واحد ليعطى قوسين متماثلين كل قوس منهما مقوس من أسفل ومحدب من أعلى
– العقد المركب يتكون من نوعين من العقود العقد الخارجي والعقد الداخلي فالخارجي بمركز واحد ليعطى قوسين متماثلين يستكمل القوسين بخطين مستقيمين ليتلاقيا أسفل القوسين بخطوط مستقيمة رأسية أما العقد الثلاثي فموضعة في بطنية العقد الخارجي وله ثلاثة مراكز المركز العلوي يشترك مع العقد الخارجي فيها والمركزين الاخرين للعقدين أسفل العقد العلوى
12-الأعمدة والتيجان
الأعمدة: اكتسبت العمارة الإسلامية أعمدة وتيجان مبتكرة سميت أعمدة ذات البدن الأسطواني، وذات المضلع تضليع حلزوني، وذات البدن المثمن الشكل.
كانت أبسط أنواع الأعمدة في العمارة الاسلامية هي التي على شكل ناقوس.
كانت الأعمدة في بعض الأحيان تؤخذ من مباني بعض أطلال الأبنية الرومانية القديمة أو البيزنطية لاستعمالها في باكيات المساجد.
أما الأعمدة التي ابتدعها فنانوا العرب والصناع في العمارة الإسلامية كانت تتميز بأشكال حلياتها الشرقية العربية الأصيلة.
التيجان: تيجان الأعمدة فعرفت منها تيجان بسيطة، وتيجان تشمل ورق من النبات، وتيجان من المقرصنات.
كانت الأعمدة في العمارة الاسلامية تمتاز بالبساطة، رفيعة، نسبة ارتفاعها12 مرة للقطر، لها تيجان جميلة ذات رقبة طويلة وصفحة مربعة مشغولة بالمقرصنات أو بالزخارف الهندسية الجميلة البديعة الصنع مع أشغال الأرابيسك التي ترتكز فوقها العقود العربية.
ختامًا
إن العمارة الإسلامية غنية بمظاهر الفن والإبداع كما أنها مصدر إلهام لكثير من الفنانين والمعماريين حول العالم وعلى مر العصور، فعند النظر في تفاصيلها تجد عبق الماضي وجمال التفاصيل ودقة صنعها، ونرجو في الختام أن نكون وفقنا لنقل صورة واقعية مبسطة عن هذه العمارة البديعة.
المراجع: