كتابة – مهندسة معمارية/ ألاء محمد عبد الغنى & مراجعة ونشر – مهندسة معمارية / شيماء مجدى.
مقدمة
المساجد – المبانى الدينية و خاصة الإسلامية يظل التأثر بها على مدار التاريخ مستمرا و أنها واحدة من أهم الطرز المعمارية اللتى صممت فى التاريخ و كيف تختلف شكل العناصر بها من دولة لأخرى و كيف بدأت و إلى أين وصلت الآن و أنها خرجت من إطار أنها مبانى دينية فقط و اتجهت إلى أنها أصبحت تدخل فى المبانى العامة سواء فى التصميم الخارجى أو التصميم الداخلى من خلال اقتباس العناصر الإسلامية و تطبيقها بالصورة الملائمة .
أما عن موضوعنا اليوم بعدسة معماري فسوف نلقي الضوء على المعايير التصميمية للمساجد و أهم العناصر المستخدمة فى العمارة الإسلامية وسنجيب على هذة التساؤلات:
•ما هى العوامل المؤثرة على تصميم المبنى الدينى ؟
•ما هى أسس تصميم المساجد ؟
•ما هى عناصر المبانى الدينية ؟
1- العوامل المؤثرة على تصميم المبانى الدينية
يتأثر تصميم المبانى الدينية كما قلنا من دولة لأخرى بحيث يكون لكل دولة طابع مميز فى العمارة و هذا التميز يكون فى اختلاف أشكال بعض العناصر الرئيسية فى المبانى مثل ( العقود – الفتحات – القباب – أشكال المأذن – مواد البناء – الألوان و غيرها من العناصر) .
1-1 العامل الوظيفى
كل مبنى دينى فى كل دولة و كل عصر يختلف فى وظائفه فمثلا قديما كان يستخدم المساجد فى الصلاة و التعليم الدينى و نلاحظ ذلك فى كثير من المساجد القديمة مثل :
مسجد السلطان حسن اللذى يقسم إلى صحن يحيط به أربع إيوانات حيث كل إيوان يتم فيه تعليم أحد المذاهب الأربعة .
و لكن اليوم بعد أن أصبح التعليم منفصلا فى المدارس و الجامعات بدلا من المساجد فبالتالى تغيرت وظائف المسجد فلم يعد هناك حاجة للصحن و الأروقة و الإيوانات و أصبح فراغ واحد لتأدية وظيفة الصلاة فقط .
2-1 العامل البيئى
– يؤثر على مواد البناء و النظام الإنشائى و التشطيبات المستخدمة فى الخارج و الداخل .
– ففى المناطق الحارة كمثال يستخدم الحجر فى البناء و ليس الخرسانة .
3-1 العامل التقنى
قديما : كان يستخدم البحور القليلة نظرا لعدم توافر تقنيات كافية و بسبب ثقل المواد المستخدمة .
حديثا : أصبح التكنولوجيا و التطور فى البناء يساعد على زيادة البحور حيث التنوع فى المواد المستخدمة اللتى يتم معالجتها لتصبح أخف وزنا و نستطيع استخدامها فى البحور الواسعة .
أيضا أصبح التنوع فى مواد التشطيب أمرا سهلا فأصبح يستخدم الرخام و الجرانيت و الموزاييك و السيراميك فى التشطيب .
3-1 العامل المكانى
الطابع المعمارى المحيط بالمبنى الدينى يؤثر على شكل و مواد التشطيب المستخدمة فى المبنى مثل العقود و القبب اللتى تختلف وتميز كل دولة بشكل مختلف .
2- أسس و معايير تصميم المساجد
1-2 المساحة
– يحتاج المصلى إلى مساحة صافية 1 م2 حيث يحتاج لمساحة 1.2*0.8 م .
– مساحة مصلى النساء تكون 5 % من مساحة مصلى الرجال .
– مساحة المسجد تتوقف على الخدمات اللتى يقدمها و موقعه و النطاق الذى يخدم عليه (عدد المصلين) .
– مساحة خدمات المسجد تتوقف على نوع المسجد سواء محلى أو جامع و بذلك فهى تتراوح من 1.2 : 1.4 م2 .
2-2 التوجيه
يكون التوجيه للضلع الأكبر تجاه الكعبة المشرفة و بالتالى فهو ليس له توجيه مع الاتجاهات الأربعة فنقوم بعمل معالجات فى حالة تعارض الاتجاهات مع توجيه القبلة بحيث لا تؤذى الشمس أعين المصلين .
3-2 المسقط الأفقى
يفضل : مسقطان فى تصميم المساجد المستطيل و المربع ( و يفضل المستطيل ) حيث يكون الضلع الأكبر فى اتجاه القبلة و يسهل وقوف المصلين فى صفوف و تكون المسافة أقصر و خطوط الأعمدة أقل .
يتجنب : المسقط الدائرى أو المثمن أو شبه المنحرف أو أى شكل لا يتفق مع وجود صفوف المصلين فى اتجاه القبلة بشكل مريح و منظم .
4-2 الأبعاد
– ارتفاع المسجد يكون 1/3 عمق المسجد .
– بحد أدنى 3 م و بحد أقصى لا يفضل تجاوز 8 م .
– لتحقيق الراحة البصرية و خلق الإحساس المناسب للمصلى .
5-2 المداخل
– أن يتم توفير مدخل لكل 300 مصلى على الأقل حتى لا يحدث تكدس للمصلين و تسهل عملية الدخول و الخروج .
– أن تكون المداخل على أى من الثلاث حوائط بخلاف حائط القبلة و يفضل أن تكون بالخلف و فى الربع الأول من الحائطين الجانبين حتى لا تتعارض مع المصليين .
– عدم وضع الأبواب مقابلة للجيران لمراعاة الخصوصية .
– ألا يقل عرض أى مدخل عن 1.5 م .
– أن تفتح الأبواب للخارج لسهولة الفتح .
6-2 النوافذ
– ألا يقل ارتفاع النوافذ عن 1 م حتى لا تشتت المصلين .
– توزيعها بشكل متجانس داخل المسجد و يراعى جعل 20% من مساحة النوافذ قابلة للفتح من أجل التهوية .
– و يراعى فى مصلى النساء أن تكون النوافذ ارتفاعها عالى و غير شفافة .
3- عناصر و مكونات المسجد
3-1 فراغ الصلاة (المصلى)
هو القسم الرئيسى من المسجد اللذى تقام فيه الصلاة و الخطب و يتم التشاور فى أمور المسلمين .
قاعة الصلاة : هو الجزء المسقف من المسجد و غالبا ما يعلو منتصفه قبة و يكون على شكل مستطيل ضلعه الأكبر تجاه القبلة .
و يمكن أن يتواجد على صور أخرى كانت فى العمارة الإسلامية القديمة و هى الرواق و الإيوان .
الرواق : يتكون من صفين أو أكثر من البواكى على جوانب الصحن بخلاف حائط المدخل .
الإيوان : فراغ واحد مكون من عقد كبير بدون أعمدة يكون تجاه القبلة و يستخدم فى مناقشة المذاهب .
3-2 الصحن ( الفناء )
– هو فناء مكشوف محاط من الأربع جهات و هو من الخصائص المميزة للعمارة الإسلامية كان يستخدم قديما أما الآن فقل ظهوره بشكل كبير .
– يتوسط الصحن ميضاة للوضوء مفطاة بقبة .
– يتسع لأكبر عدد من المصليين .
– استخدم الصحن كثيرا فى المبانى السكنية بما يسمى الفناء الداخلى حيث يوفر حركة للهواء لتقليل درجة الحرارة و زيادة الخصوصية .
3-3 المآذن
– عنصر مميز فى تصميم المساجد دخل فى عهد عمرو بن عبد العزيز و كانت تستخدم فى رفع الآذان و كلما زاد ارتفاعها وصلت إلى مساحة أكبر للمصلين .
– أتخذت المآذن أشكال متعددة و مواد بناء متعددة وفقا لكل دولة و لكن المشترك بينهم هى الشرفات اللتى تظهر فى المئذنة اللتى تحمل بواسطة المقرنصات .
– يختلف عدد المآذن فى المساجد فمنهم من به 10 مآذن فى المسجد النبوى و منهم من بها 6 مآذن مثل جامع السلطان أحمد و غيرهم .
مأذنة الغورى (جامع الأزهر)
من المآذن المميزة نظرا لتصميمها المزدوج .
تتكون من 5 أجزاء :
قاعدة مربعة .
مثمنة المقطع .
دائرية المقطع يفصل بينهم شرفة بارزة .
عمودين مستطيلين .
حدوة الحصان على شكل الهلال.
مأذنة الملوية ( مسجد أحمد بن طولون )
تتكون من 3 أجزاء :
قاعدة مربعة ملوية .
مقطع أسطوانى .
جزء أسطوانى أصغر مرتكز فوقه قبة .
و هى متأثرة بمأذنة السمراء .
4-3 المحراب ( حائط القبلة )
– تم تصميمه لمعرفة اتجاه القبلة و هو الجزء المجوف من الداخل من حائط القبلة و يكون غالبا على شكل نصف دائرى أو مضلع بحيث حجمه يناسب الإمام.
– ييقف به الإمام و تساعد على تكبير صوته .
– كما أنه يفضل تمييز حائط القبلة بمادة مختلفة عن باقى الحوائط .
5-3 المنبر ( المرقاة )
– من عناصر المسجد اللتى يوجد خلاف عليها و لكنها تكون عبارة عن جزء يقف عليه الإمام لإلقاء الخطبة .
– يرتفع عدة درجات لكى يعلو الإمام و يستطيع المصليين رؤيته .
6-3 مكان الوضوء
قديما : كانت تسمى الميضاه أو الفسقية و توجد فى منتصف الصحن .
حديثا : أصبحت إما فى مبنى منفصل بجانب المسجد أو داخل المسجد و لكن يراعى ألا يكون مساراها يتعارض مع مسار المصليين فيفضل جعلها مسارها على الجوانب .
– يراعى ألا يكون مكان الوضوء فى اتجاه القبلة و يراعى تهويته.
– استخدام مواد تشطيب من الرخام أو السيراميك سهل التنظيف .
4-تحليل مثال مسجد القرنة (حسن فتحى)
العوامل المؤثرة على التصميم :
عامل وظيفى : تنقسم إلى مكان الصلاة و مضيفة و غرفة إمام و غرفة تخزين و غرفة صلاة منفردة .
عامل بيئى : استخدم مواد البناء المحلية من طوب نيئ فى المسجد و فى القبة استحدم الطوب المحروق حتى يستطيع تغطية مساحة كبيرة .
عامل تقنى : قليلة فى ذلك المسجد حتى يتلائم مع البيئة المحيطة .
عامل مكانى : تأثر بالمواد التشطيب و الفتحات الصغيرة اللتى تلائم الحرارة المرتفعة للمنطقة و استخدام القباب و مواد التشطيب الخشنة لعكس أشعة الشمس .
تحقيق معايير التصميم :
المساحة : تلائم عدد المصلين المستخدمين للمسجد .
التوجيه : الضلع الأكبر موازى للقبلة .
المسقط الأفقى : مكان الصلاة على شكل مستطيل و لكن الاستخدامات الأخرى تأخذ أشكال متنوعة .
الأبعاد : ارتفاع المسجد يتلائم بصورة مناسبة مع عمقه .
المداخل: المدخل جانبى فى الربع الأخير و مؤكد بالعقد فوقه .
مداخل فرعية من داخل الصحن كما فصل مدخل الوضوء عن مدخل الصلاة .
النوافذ : ارتفاعها مناسب فتحاتها صغيرة و موزعها على الحوائط الجانبية تتلائم مع الطقس و مواد البناء المستخدمة .
عناصر و مكونات المسجد :
فراغ الصلاة : مستطيل الشكل موازى لتجاه القبلة .
الأروقة تمتد على جوانب الصحن مقسمة إلى عدة صفوف و مغطاه بالقبب .
الصحن : يتوسط المسجد يأخذ الشكل المستطيل و يحافظ على الخصوصية و حركة الهواء لتلطيف درجة الحرارة و الصلاة بداخله .
المأذنة : السلم المؤدى لها فى اتجاه واحد و يعبر فوق المدخل لتأكيده .
المحراب : فى حائط القبلة على شكل نصف دائرى و أمامه السقف مغطى بقبة لتأكيده .
المنبر : استخدام سلم المأذنة كمنبر لإلقاء الخطب .
مكان الوضوء : موضوعة عكس اتجاه القبلة و لها مدخل منفصل كما أنه يوجد ميضاة أيضا للوضوء .
ختاما
بعد أن تعرفنا على معايير و أسس تصميم المساجد و العناصر الرئيسية المستخدمة فى المساجد و أن كل عنصر يختلف من ثقافة إلى أخرى بين الدول فسنتعرف فى المقالات القادمة عن العناصر و اللمسات المعمارية المميزة للعمارة الإسلامية من مواد تشطيب إلى العناصر المضافة للواجهة و غيرها من العناصر المعمارية ثم سنتوجه بعد ذلك للنقاش عن الحداثة اللتى دخلت على العمارة الإسلامية و كيف أثرت بها ..
انتظرو المقالات القادمة للتعرف على جمال العمارة الإسلامية و أجمل المساجد تصميما ..
المصادر:
1عمارة المساجد بين الأصالة و المعاصرة , د . إسماعيل أحمد عامر , كلية الفنون الجميلة جامعة المنيا .
2عمارة المساجد , كلية العمارة و التخطيط , جامعة الدمام .
3معايير بناء المساجد , وقف سعد و عبد العزيز الموسى . .4أبحاث ندوة عمارة المساجد , كلية العمارة و التخطيط , جامعة الملك سعود .